أما كونها من العبادات، فيدل عليه الإجماع بقسميه و نسبه المحقق و العلامة إلى مذهب العلماء.
و أما تقوّم العبادة بالقربة، فهو من الفطريات بين جميع الملل و الأديان التي لها عبادة. و يمكن أن يقال: إنّ عبادية الصدقات نفسية ذاتية، فيكفي قصد نفسها- كالسجدة، و قراءة القرآن، و الدعاء- و لا يعتبر فيها قصد القربة زائدا على قصد ذات العمل، لفرض تقوّم الذات بالإضافة إلى اللَّه تعالى لو لم يكن مانع في البين من رياء أو نحوه، و إنّما يضرّ قصد الخلاف من رياء و نحوه، و حيث إنّ بذل المال يمكن أن يقع لجملة من الأغراض الفاسدة و لا بد و أن تنزه عنها عامة الصدقات حتى تترب عليها آثارها المعنوية و لا يذهب مال المالك هدرا و باطلا، فيكون قد ذهب ماله من يده و لم يصل إليه بدله اعتبر فيه الإضافة إلى اللَّه تعالى إجمالا.