ما إن صك مسامع الناس نبأ هذه الفجيعة الممضة حتّى هرع الشعراء والأدباء إلى تجسيد مشاعرهم من الحزن العميق والتأثر البالغ والأسف الشديد على فقد إمام العلم والتقى والعرفان السيّد السبزواري قدس سره وجاءت تلك المشاعر والأحاسيس مصبوبة في قوالب الشعر المعبر عن هول الخطب. وبين يدي مجموعة من القصائد التي قيلت في رثاء السيّد أعلى الله مقامه وربما نظم الواحد من الشعراء عدة قصائد ومنهم أرخ وفاته في آخر القصيدة.
وإليك المراثي:
قصيدة العلامة الخطيب الشهير والشاعر المؤرخ الكبير الاستاذ السيّد عبد الرسول بن السيّد عبد العزيز الكفائي.
(في تأبين إمام المسلمين مرجع الأمة ووارث الأئمة فقيه العصر الراحل سيّدنا أبي محمّد السيّد عبد الأعلى الموسوي السبزواري).
لله دهياء لم تبق ولم تذر
فالشمس كاسفة والبدر منخسف
وحوزة العلم في وادي طوى انتثرت
يا رائد العلم عد في خيبة أوما
قد صوح الروض ريح الموت منه فلا
مثل الغري وعهدي فيه مزدهر
أين الجهابذة الأفذاذ عنه من الـ
قد عاش دهراً نهاراً مسفراً أبداً
فلا معالم تنبي عنه مختبرا
عادت بلاقع لا عين ولا أثر
ورب مستطلع عمّا جرى وعرا
أجبت لكن بدمع كان يسبقني
أما وعيت كتاب الله يندب من
(السزواري) ذاك الحبر حجتنا
قضى الإمام وتبكيه (مواهبه)
وذا (مهذب أحكام) الشريعة قد
تبقيه من بعده حيّاً مآثره
نعم الخلود بدنياه يخلده
كما بأخراه في الفردوس مسكنه
يلقى من الله رضواناً ومرحمة
قل للشجي([1]) على مأساتك اصطبر
أما الخلي ومن في قلبه مرض
إلا أنا عز صبري في مصاب أبي
أنى التصبر لي والخطب فيه طما
لقد فقدت إماماً في معارفه
فقدت مصباح رشد يستضاء به
فقدت هاد([2]) إلى نور الاله لكي
فقدت أرس للشريعة بل
أوه على شرعة الإسلام إذ نكبت
تنعى الذي كان يحميها ويحرسها
أجل فقدنا حكيماً مبصراً قمنا
فيه تجسد لقمان بحكمته
الله أكبر يا يوم الفقيد به
تركت أيتام آل البيت حائرة
تبكي أباها الذي يرعى مصالحها
والناس هانئة ليلاً بطيب كرى
إليه قد فزعت تبكي أرامله
وذي اليتامي تعج اليوم صارخة
والحوزة اليوم من طلابه فجعت
فالكل سارت وراء النعش هاتفة
يا موت لم تبق للدين الحنيف أبا
ما للزمان علينا جار في حنق
فالحرب قائمة لا تنتهي ابدا |
|
لهيكل الدين من عين ولا اثر
فليس في الكون من شمس ولا قمر
قل للكواكب في عليائها انتثري
ترى الربيع بلا زهر ولا ثمر
لرائد فيه من نجم ولا شجر([3])
لكن أراه بعهد غير مزدهر
فطاحل الفقها كالأنجم الزهر
واليوم أمسى بليل غير منحسر
كحال واديه أضحى ميت الخبر
لكنّها عبرة من أبلغ العبر
من فادح الخطب أو من بالغ الخطر
من ذائب القلب فوق الخد منهمر
أتى بتفسره للآي والسور
وافاه ما نحن كنا عنه في حذر
وليس منا سوى التسليم للقدر
بکی بدمع من الأبحاث منحدر
وتهتدي الناس في آثاره الغرر
ذكر جميل سما في أجمل الصور
منعماً خالداً في روضه النضر
في جنة الخلد محبورا على سرر
فالصبر يحمد في البلوى لمصطبر
فلا يعي لمصاب الدين من أثر
محمّد واحد الدنيا ومفتخري
ما اسطاع صبراً عليه أصبر الصبر
ذاك الذي لا سواه بالبكاء حري
يزجي شعاع هدى أسنى من القمر
يهدي به الناس من بدو ومن حضر
فقدت بدراً منيراً غير مستتر
أمست معالمها كالأرسم الدثر
يرعى حماها دؤوبا ثاقب النظر
بالأمر في حكم شرع الله للبشر
يشفي النفوس بما يلقيه من درر
أحلتنا لظلام مربد عكر
ثكلاء مذعورة في حالة الذعر
يقضي الليالي بين السهد والسهر
وإنّه يحيى هذا الليل للسحر
إذ كان يرفدها من طيبه العطر
أي وا أباه فقدنا وابل المطر
تبدو بحال انكسار وهي في خور
يا موت زر لا تدع منا ولا تذر
يحمي بنيه بعطف من يد الغير
ما زال يرمي شواة الدين بالشرر
فيها جنى الدهر ذنبا غير مغتفر |
وقال السيّد الكفائي أيضاً مؤرخاً وفاة الامام السيّد السبزواري قدس سره:
طور سيناء في ثراك تجلى
آية من هدى الإله وأمرا
ولقدسية الرى كل عبد
فهو مثوى لحيدر من اتاه
هو في القبر ثم في الحشر والنشـ
قف على الطور صاح واسأل ثراه
أين (عبد الأعلى) الإمام المفدى
كان اشعاعه هدى كل راج
عقم الدهر ليس يأتي بند
خطبه في الغري أرخت: جلا |
|
قبس النور للكليم يريه
إخلع النعل أنت في واديه
مؤمن أمه لكي يؤويه
مستجيرا فحيدر يحميه
ـر علي شفيعه ينجيه
أين بدر الهدى به يخفييه؟!
من وددنا أرواحنا تفديه
ما سواه إلى الهدى يهديه
أو مثيل له ولا بشبيه
غاب عبد الأعلى محياه فيه |
1414 هجـ
وقال كاتب هذه السطور مؤرخاً وفاة السيّد الفقيه:
غادر الدنيا إمام
بدر تم غاب عنا
والتقى والعلم لما
فجعا أرخ: وصاحا |
|
أطرت الأبحاث علمه
فاكتسى ذا الكون ظلمة
شيل نعش ابن الأئمة
ثلم الإسلام ثلمه |
1414 هجـ
وللشاب النابغة والشاعر المبدع الاستاذ علي عبد اللطيف البغدادي بعنوان:
(رحيل علم)
فجمع القلب وهدته العلل
سبزواري الهدى وافى الردى
علم قد غاب في جوف الثرى
يا لها من ضربة مؤلمة
قد رزئنا بخطوب جمة
خلد الأحزان فينا ومضى
حق للعين نحيب وبكا
فهو في الخلق كنور في الدجا
عاش في زهد وقلب ورع
حجة المولى علينا في الورى
نور الفكر بعلم جامع
فسر الذكر بنهج واضح
صيته كل البرايا قد وصل
اتخذناه إماما عادلا
وبذكرى فقدنا للمصطفى
فغدا الجرح بجرحين لنا
يا منايا كفي عن أعلامنا
دونهم قد صارت الدنيا ملل
ذهب الأعلون منا في الورى
سوف تلقى المصطفى يا سيدي
وبتولا وعليا وبنيه
فلقد طال النوى ما بيننا
ولقد وفيت ما عاهدتهم
فهنيئا لك جنات الهنا
نم قرير العين يا حلف التقى
في جوار المرتضى حامي الحمى |
|
مذ سرى للسمع ما لا يحتمل
فأسكبي يا عين دمعاً منهمل
وهو فينا بعد حيا لم يزل
احدثت في الدين صدعا وخلل
كل يوم نحن في خطب جلل
جرحنا في فقده لن يندمل
بدموع جاريات في المقل
وهو في الخلق كبدر مكتمل
عجزت عن نعته أسمى الجمل
رحمة الله على ذاك البطل
ومضى في البحث من دون كلل
وأزال اللبس واستوفى العلل
يسأل المعطي ليعطي من سأل
عرف الحق وما عنه عدل
رحت للباري ووافاك الأجل
فيهما كل أسى الدنيا نزل
كل من عز علينا قد رحل
كلها هم وأشجان وذل
ومضى الخلان خلا بعد خل
فالتمس منه لنا هدي السبل
حجج الله الميامين النبل
وعصى العاصون والصبر ثقل
رغم ما عانيت من شتى العلل
بالذي ترجمت علمابعمل
من يرم بالعزم آمالا ينل
جدك الداعي إلى خير العمل |
وللعلامة الأديب الكاتب المعروف الاستاذ الشيخ عبد الجبار الساعدي (بعنوان) يا راحلا:
يا يوم سابع والعشرين من صفر
فالعيلم الفذ أعلى الفكر أيتمنا
يا راحلا وجراح الأمس نازفة
نهضت بالامر كفوا قائدا بطلا
نهضت بالأمر تحدو الركب في ثقة
وتنهل الحوزة الغراء واثقة
نهضت بالأمر في يمناك بيرقها الـ
نشتاق نبعك يسقي الجدب صيبه
كتبت في الفقه من بدء ومختتم
إقرأ تجد دورة زهراء حافلة
واعطف حثيثا على التهديب([4]) إن به
وإن أردت بيانا واضحا سلسا
يفسر الآي في وعي ومعرفة
فالله من فضله أجرى (مواهبه)([5])
يا راحلا والنهى في برديه معتكف([6])
فسيرة القائد الأعلى لها ألق
تواضع نادر ما شيب في عجب
فما ازدهاه لباس فاخر فخم
لولا الظنون وتفسير يكون بها
ليعلم الجمع اين العدل مكمنه
لكن لنضرب صفحا انها طرق
في ذمة الله يا مولاي مرتحلا
فأهنأ سعيدا قرير العين مبتجها
ورهطك الغر يوم الحشر أمرهم
فحبهم عصمة من كل قارعة
يا راحلا وعزير الدمع شيعه
وكيف يجبر كسر أنت محدثه
رئاسة الدين علم زانه حلم
هذي الخصال وأمثال لها اجتمعت
وأنت ممن رأيناه بأعيننا
ويشهد الله قولا صادقا أبدا
ما زال ذكرك حيا ماثلا عطرا
قد كان فكرك (وهو النبع مندفق)
عذرا أبا محسن([7]) فالخطب أذهلي
ما شاب ودي ملال إنني رجل
أضر بالفكر رزء حل صاعقة
وليس يبقى سوى الباري فتحمده |
|
أضرمت في القلب وقد الحزن والسعر
ونحن من سطوة الأيام في خطر
نجلاء لم تندمل للحادث الخطر([8])
تشع كالبدر بين الأنجم الزهر
لتبعد الركب عن أين وعن عثر
من منهل الصفو لا من منبع الكرر
خفاق يزهو مع الصمصامة الذكر
شوق الجفاف إلى هطالة المطر
مهذبا([9]) قد أتى بالربح والظفر
بالعلم والفكر والتحقيق والنظر
من رائق البحث جنيا رائع الثمر
يسمو على التبر والمرجان والدرر
يغوص في العمق غوص العارف الحذر
فصاغها القلم الأعلى لذي البشر
حقا أقول جهارا غير مستتر
يفوق في وصفه ما جاء في السير
شهادة الكل حتى منتهى العمر
أوراقه المكث فوق الزخرف النضر
هتكت للستر سترا ليس كالستر
وأين من يشتري التمجيد بالصرر
مفضوحة القصد والفحوى لدى العصر
عن عالم الزيغ والآثام والوضر
بين الجنان وسرب الحور والسرر
عند الجميع بيان صادر النذر
ومبغض الآل بين الجمر والشرر
كسرت للدين عظم غير منجبر
وأنت للدين تعطي أروع الصور
ومسلك واضح يسمو عن النظر
في قلة من عيون القادة الغرر
حتى تطابق فيك الخبر بالخبر
لأنت ممن سما بالروح والفكر
يبقى إلى الحشر ملء السمع والبصر
سلافة عذبت في مجلس السمر
وأنت أدرى بما في القلب من أثر
اصفي الخليل ودادا محكما الأمر
وكيف يبدع فكر سيم بالضرر؟!
حمدا كثيرا، وكم في الموت من عبر |
ومما قاله العالم الأديب والشاعر الثائر العبقري الأستاذ الشيخ أبو أحمد الحلي (دامت برکاته):
يا ابن من أشبع الجياع نداه
يا ابن تاج الأعلام في كل فن
يا ابن من طأطات سماء المعالي
يا ابن قطب العلوم لما تجلت
من صرير الاقلام أزهر روض
كل علم من بعد طول رقاد
وإذا ما دعا تخال دعاه
قد كساه الرحمن أثواب فضل
سيد الرسل رب كل فخار
يا ابن من سير الحروف بدورا
غربت شمسه وظلت شموس
وعلى الافق بسمة وعطاء
لم يزل وجهه الوسم مطلا
كذب الموت لم يغب عن رؤانا
لم يزل فوق صهوة المجد فكرا
وسماحا فوق الذي نتمنى
ومثالا لو حلق الفكر دهرا
وحديثا يتلوه جيل وجيل
لم يزالوا فوق القشور جثيا
لو رأوا كنهه لطاروا اشياقا
ما يزال الحديث شلال نور
والعتاب الرفيق ما زال همسا
إن بكى العاشقون رسما([10]) لليلى
فلنا منه الف رسم ورسم
والفضاء الفسيح إن ضاق ذرعا
وإذا عضنا الزمان فزعنا
وإذا ضاقت النفوس وضجت
فهو باب الهدى وفلك نجاة
والمنار السامي لكل تقي
أيها الراحل العظيم المسجى
ضريح الذي احتواك جدير
أو يحج الأنام الفا إليه
بل قليل أن تكتحل العين منه
إن روضا يودع (الطهر) فيه
وكأني أرى وراء حجاب الـ
حق والله أن تنام قريرا
تفتديك النفوس جيلا فجيلا
وتظل القلوب تبكيك دهرا
والزمان الذي تخلييت عنه
وخميس([11]) قد كنت فيه لواء
كان وجه الزمان فيك منيرا
وأقمنا في ظل شخصك دهرا
والهزيع([12]) الذي تهجدت فيه
وربيع العلوم يزهو اغتيالا
والمنى غضة الرؤى تتباهی
إن تلك الأجواء رقت وطابت
وتراث الطوسي من بعد ألف
والمروءات والعطاء جزيلا
وجهاد النفوس اثقل وطأ
والتقى والصلاح حولك حصن
وهدى آل أحمد يتسامی
إن يوما طوى لواءك أردى
و(ابن ادريس) و(المحقق) و(الشيخ
يا إمام الزمان أشكوك بثي
ضاقت الأرض والفضاء علينا
كل يوم يجتاحنا سيل حزن
وأشد الأيام وقعا عليا
غاب فيه إمامنا (عبد الأعلى) الـ |
|
وأضل العراة فضل رداه
يا ابن من فاق كل هدي هداه
رأسها إذ تطلعت لعلاه
زاهرات، افلاكها مقلتاه
بعد جدب، بما تخط يداه
عاد غضا إلى مغاني صباه
كل حرف يقول: يا الله
كي نرى من خلالهن أباه
وكمال يرقى على من سواه
وأنار العقول ما أعطاه
ساطعات من فكره ورؤاه
ونقاء كالورد فاح شذاه
تملأ الأفق والربا رياه([13])
هو روح في كل خطو نراه
المعيا له تخر الجباه
قل عنه الأنداد والأشباه
ما احتوى كنهه، وخارت قواه
لهف نفسي ما استوعبوا معناه
تستبيهم آراؤه وتقاه
للقاء الأخير في مثواه
يغمر الافق والنفوس سناه
مع غريب مغيب في ثراه
تبعث الشجو لاهبا ذكراه
من سجايا تكل عنها الشفاه
لم يسعنا إلا رحيب فضاه
نمتري الدر([14]) خالصا من نداه
من تباريحها([15]) قصدنا حماه
والفقيه المحنك الأواه([16])
لا يرى غير ربه ورضاه
بين أطباق روضة تغشاه
أن تشم الاجيال طيب ثراه
مستدلين في السرى بضياه
أو ينال السقيم منه شفاه
لتهيم القلوب في أرجاه
ـغيب جريل موكلا بحماه
وسط طرف قد فر منه كراه
وتقيك العيون والأفواه
صبحه حالك، ممل مساه
أتراه تخضر يوما مناه؟
ليت شعري هل تستقيم قناه؟
ما لمحنا يوما خيول دجاه
ما صحونا على نجوم أساه
أزهري السناء، عذب هواه
عبقري الألوان، طلق ضحاه
بانتماء اليك يا ابتاه
تحت جنحي علاك يا مولاه
قد تناهي إليك يا سيداه
كان وقفا عليك شم ذراه([17])
من جهاد العدى وأنت لواه
قدسي لا يستباح حماه
في الأعالي وأنت قطب رحاه
(محسنا) و(الخوئي) و(ابن نماه)
المفيد) و(المرتضى) وأخاه
عز صبري عن الذي ألقاه
فاغثنا بالله يا سيداه
لا تطيق الجبال قرع عصاه
لتشيب الولدان من بلواه
موسوي، روحي وأهلي فداه |
والاستاذ الأديب الفاضل محمد عباس الدراجي رحمة الله علیه صاحب كتاب (القصائد الخالدات) بعنوان:
(صلاة النجوم على نعش العبقري)
تضرج من فقدك المسجد
أيا سيد الانقياء التقاة([18])
تمثلت فيك (الغفاري) العظيم
وكل مواقفك الرائعات
صفعت زخارف هذي الحياة
وعشت غريبا بهذا الزمان
فيحثو الخلود على ركبتيه
(مواهب رحمانك) الخالدات
تنور ما أظلم من فكرنا
تجدد تفسيره محكما
(مهذب أحكامك) الشامخات
وكان دعاؤك في كل ليل
يعطر في طهره كوننا
ويخشع هذا الوجود الكبير
ويكتم أنفاسه عاشقا
ويسوحي([19]) الجيل منك الطريق
ويستلهم المؤمنون البريق
وتدعو إلى وثبة حرة
ترسمت (عرفانك) الألمعي
ليمطر قلب هذا النقاء
فلا انطفأ النور في مسجد
ولم يرحل العبقري الصبور |
|
وصلى على نعشك الفرقد
لك العلم يا سيدي يسجد
وزهدك من زهده يرفد
يلونها صوته السرمد
وأمطرتها غضبة ترعد
كأنك في دهرك الأوحد
يقبل أرضا بها ترقد
ترش على الكون ما يسعد
فهذا الكتاب لنا القائد
ليحكم دستور المنجد
تجد فكرا به تخلد
يكحل عينيك إذ تهجد
فيعبق فجر ويسمو غدا
على ركعة منك إذ تسجد
لأنك في لذة تعبد
فأنت لشعلتهم توقد
تنور دربا لهم يرشد
کان ابا ذرنا يولد
كأن أبا حسن عائد([20])
بروحك يزرع ما لا نحصد
ولا غاب عن عيني السيد
فمن قبله لم يمت احمد |
وللفاضل السيد محمد الموسوي بعنوان:
(يا ابن الغدير أرح ركابك)
أرثيك أم ارثي بك التنزيلا
فلقد نشرت من الكتاب معالما
وسموت في آي الكتاب مفسرا
وزهدت في الدنيا وناعم ظلها
وعلمت أنك عن ثراها راحل
يا عبد من أعلاك شأنا بالتقى
فلقد نهلت من المناهل صفوها
ونشرت علم محمد بيراعك الـ
أوقدت عمرك شمعة تهدي بها
في سبزوار ولدت يوم غديرها
ومضيت يوم مضى النبي
كالنجم يضوي من عظيم سمائه
يوم ولدت به سرور محمد
سبحان من خلق الحياة وموتها
قد فاز فيها من تأمل كنهها
يا ابن الغدير أرح ركابك من عنا
فانعم بالآء الكريم وفضله
يا راحلا عن همها وعنائها
أبدا ليهنيك النعيم بفيئها
غادرتنا والجرح لما يندمل
صفر الشهور أحالنا صفر اليديـ
بالأمس قد أفجعتنا بمصيبة
صبرا فشيعة آل أحمد لم تزل
حاشا وكلا أن يساور عزمها
فالوعد حق في إمام عادل |
|
والعلم والآيات والترتيلا؟؟
للناس ترشد أنفسا وعقولا
كيما تزيل الرين والتضليلا
إذ قد تيقنت البقاء قليلا
فطفقت تغرس في الجنان حقولا
قد عز مثلك في العباد مثيلا
وبلغت باعا في العلوم طويلا
ـمعطاء يثبت فقهها وأصولا
من ضل عن قصد السبيل سبيلا
عيدا لها ولرأسها إكليلا
إذ كنت خادم دينه المأمولا
نحو الثرى فيحيطه تفبيلا
والدين يعول إذ مضيت عويلا
كي يبتلينا شاكرا وجهولا
وأعد من قبل الرحيل رحيلا
فلقد تحاوشك البلاء ثقيلا
فلقد أعد لك الثواب جميلا
ومعانقا ظل الجنان ظليلا
فضلا من الرب العظيم جزيلا
من فاجع هز الأنام وبيلا
ـن من الألى حملوا اللواء فحولا([21])
واليوم إذ اضحى الهدى مثكولا
تلقى الشدائد والبلاء ثقيلا
خور ويمسي جأشها مخذولا
يقف الزمان لعزه تبجيلا |
وللفاضل الشريف السيد موسى بن السيد أحمد الموسوي بعنوان:
(مأتم وعزاء)
يمر الجديدان مر السحاب
وتطوي الليالي عصور الزمان
وتفني الليالي الأماني العذان
فسقيا لمثواك يا سيدي
لقد كنت شريان دين الرسول
هدى المسلمين بهدي النبي
حسيبا نسيبا علي الذرى
سليل كرام أتى ذكره
إذا قال فالحق في قوله
هو العلم والهدي وهو التقى
(بجامع احكامه) النيرات
امام الهدى ومنار الدجا
فزر ثم طف حول مرقده(!)
وذا حرم الموسوي العظيم
وفي ليلة من ليالي الشجون
فغارت نجوم السماء بها
ثغور النجوم بشتى الجهات
لينذر عن حدث مؤلم
دهى المسلمين مصاب به
تشيع سبط النبي الزكي
مضى للخلود عفيف الرادء
فكم من فقير وكم من غني
إذا ما ادلهمت خطوب الزمان
أبا محسن أنت بعد الإمام
وأنت لنا مرجع في الأمور
فجدك حيدرة المرتضى
رعى الله سيدنا الموسوي |
|
ويمضي العزيز ويبقى المصاب
ويكتئب الدهر أي اكتئاب
غداة تراها كمثل السراب
وعطر عطر النعيم التراب
فعظم منك الإله الجناب
شيوخا كهولا جموع الشباب
أبوه الشفيع بيوم الحساب
بوحي وذكر بنص الكتاب
وان فاه نطقا فعين الصواب
هو الزهد والفضل وهو الثواب
عن المعضلات كشفن الحجاب
يضيء الدياجير ضوء الشهاب
فذا حرم علوي مهاب([22])
بمسجده وهو سامي القباب
عن المسلمين بها البدر غاب
وبالافق قد حدث الانقلاب
ويعتور الكون فيها الضباب
وقد آذن الموت في الاقتراب
تدوي الخناجر بالانتحاب
الا ليتنا الكل تحت التراب
نظيف اليدين نقي الثياب
أسال الدموع له بانسكاب
(علي) هنا وهو فصل الخطاب
(ولادتك طوقا([23]) بكل الرقاب)!!؟
لأنك في العلم بحر عباب
(يعلم جريل رد الجواب)
وأعطاه في الحشر حسن المآب |
وللسيّد الموسوي المذكور أيضاً:
في أربعينك ما جفت مآقينا
يا عبرة في عيون الدهر قد هزأت
فكلما جن ليل الحزن ما فتئت
إنا خلقنا لآلام فما برحت
قلب يئن ودمع لا انقطاع له
إن المقادير تجري في أعنتها
يسك رجع صداها في مسامعنا
وسنة الدهر دوما فرقة وأسى
أبا علي وإن نصبر على مضض
رحلت عنا لجنات النعيم وقد
جزاك ربك عنا خير صالحة
علمتنا الصبر لم نجزع لكارثة
ذي ذكرياتك آيات مسطرة
عنوانك الهدي والامجاد خالدة
لا الشعر يسطيع تعدادا لكثرتها
يا حصن لو عمت البلوى بساحتنا
إن عز مأوى علينا في معامعها
وحالكات الليالي جيشها لجب
والبحر ملتطم الأمواج ليس له
أدميت كل فؤاد فيك هام فلا
يا ميتا ترك الألباب حائرة
كنا نمي فيك نفوسا فيك قد علقت
وبعد فقدك نبقى في الاسى حقبا
روض الربى كان يزهو في الدجا نضرا
سلکت نهج امير المؤمنين هدى
وكنت من مبدأ الايمان منطلقا
صلاة تقوى وايمان عقيدته
هذي ضيوفك يوم الاربعين أتت
هذا محمد يا مولاي مكتئب
هو (الوصي) إذا ما غاب سيدنا
يعطيه رب الورى قدرا ومفخرة |
|
تفنى الليالي ولا تفنى مآسينا
فأخجلتها ولم تبرح توافينا
تنساب من محجر نارا فتكوينا
عنا الهموم وما زالت توافينا
ولوعة تلهب الأكباد سجينا
وذي المصائب لا تنفك تردينا
مدى الحياة على البلوى فيصمينا
طول الزمان وفي الأصداء تبقينا
نعلم بأنك يوما ما تلاقينا(!)
أردت للهم والأشجان تحيينا
والله بالصبر والسلوان يجزينا
علمتنا كيف نحيي الحق والدينا
للخير في منهج الإسلام تهدينا
فيا لها من ذرى الدنيا عناوينا
حتى ولو ملأت فيها الدواوينا
أنت الملاذ من الاشرار تحمينا
فالبيت أنت وهذا البيت يؤوينا
كأنها في سمانا حلكا جونا([24])
شاط فمن لو مخرنا فيه ينجينا؟!
صبر ولا جزع يوما يسلينا
تركت كل فؤاد فيك محزونا
فبعد فقدك لم نبلغ أمانينا
سود مرابعنا غبر مغانينا
وبعد فقدك لا تزهو روابينا
بالسر لا مثل من كانوا يراؤونا
صليت لله لا مثل المصلينا
ليس العقائد لا ذلا ولا هونا
لم ادر هل للقاء أم معزونا(؟)
وذا علي كؤوس الحزن يسقينا
يرعى يتيما وذا بؤس ومسكينا
اقول يا رب آمينا فأمينا |
وللسيّد الموسوي أيضاً مؤرخاً وفاة السيّد رضوان الله عليه:
سيف المنية في البرية مشهر
من ذا يرد الموت أن حم القضا (؟)
يا ناهجا غير الهداية مسلكا
أن كنت لم تشعر بما ياتي من ال(م)
تتصرم الأيام لم تعبا بها
لك مقتدى في الصالحين وغيرهم
اين الذين تمردوا وتجاهلوا
اسماؤهم ماتت وانسى ذكرهم
وانظر إلى الأعلام من علمائنا
العلم دينهم وجل صفاتهم
تاج الهداية (عبد الأعلى) فاقهم
انسى الذين مظوا واتعب بعده ال(م)
بسجل تاريخ عظيم حافل
مولى له في المرجعية منصب
نهج البلاغة نابع عن جده
عصر به قد غاب نور الموسوي
هو مورد العلم الرفيع ومصدر
هو آية الله التي بسنائها
هو مفخر للمسلمين جميعهم
يستنبط الأحكام عن آبائه
ويرد قول الملحدين بقوله
الدين عند الله اسلام فل
هذا الامام السبزواري الذي
هيهات لم يقبر بأجداث الثرى
هيهات ما حفروا له قبرا ولـ(م)
سقيا لقبرك من غمام صيب
عذرا إمام المسلين فإنما
هذا الحساب اقوله لذوي النهى
وله بتعداد الأئمة أرخوا: |
|
وقضاء ربك في الانام مقدر
من ذا عليه في الارادة يقدر
اقصر خطاك فربما تتعثر
عصيان فاعلم بعد ذلك تشعر
أن المعاصي للانام تدمر
لا تنظرن إلى الذين تجبروا
حكم الإله وما بهم مستغفر(؟)
ما منهم من في المجالس يذكر
فبأي شيء في الحقيقة فكروا
النية العصماء ليس المظهر
في كل ما خطوا وما قد سطروا([25])
باقين فيما قدموا واخروا
بالمكرمات يسره أو يجهر
وعلى الدروس له يشير المنبر
فهو البلاغة والمعلم حيدر
ولى فلا إياه تأتي الاعصر
لعلوم طه ما سواه مصدر
دنيا الهداية والرشاد تنور
هيا ائتني بنظيره من يفخر
ويقول إذ يروي رواه جعفر
حتى الذين تهودوا وتنصروا
غيره الحنيفة شرعه تسأثر
عن كنهه عجزوا بما قد صوروا
بل في قلوب ذوي البصائر يقبر
كن في القلوب هناك قبر يحفر
ومن السماء عليك غيث يمطر
قصرت في قولي وانك تعذر
فليحسبوا أيامه وليحصر
يا ويلنا غاب الزعيم الأكبر([26]) |
وللسيد الموسوي أيضاً:
حفل يقام ولوعة تتجدد
وبمسجد الخضراء مأتم سيد
لا مسجد الخضراء يبكي وحده
تبكي الصفا تبكي منى يبكي قبا
والمسجد الأقصى وقدس مسيحها
عميت عيون لا تسيل دموعها
حتى النجوم تغرت بمسارها
للعالم الأعلى هنالك لوعة
بجوامع وصوامع وكنائس
كل إلى الأحكام يركن منهم
هو مرجع الاديان فيه للهدى
يفتي بني الإسلام في أحكامها
ليعيد للاسلام خير شريعة
باب المدينة للعلوم كجده الـ
آياته حار اللبيب بكنهها
لولا الغلو لقلت جبريل أتى
هذا هو (الأعلى) ودون صفاته
حيث الفصاحة والبلاغة والحجا
قاموس دين المصطفى والمرتضى
وهو الكليم إذا تكلم مفصحا
وهو المسيح ليحيى الموتى باذ
أسرى به ليلا فكانت روحه
(الأربعون) فكم تعود بلوعة
صبرا بنيه فالصبور جزاؤه
لا أنتم فالمسلمون جميعهم
وأعود للأصل الشريف ونبله
أما فقدت سيدا فعلومه
الحق ينطق في الحقيقة صارخا: |
|
أن المعزى في الامام محمد
للمسلمين فراح يبكي المسجد
ولو أنه بين المساجد أوحد
يبكي القيع لفقده والغرقد([27])
والبيت في أمجاده يتهجد
فلقد بكاه من الجبال الجلمد
حتى السما ببروجها تتنهد
للحشر تزكو نارها لا تخمد
قد حار من لله فيها يعبد(!)
كل لرب الخلق يركع يسجد(!)
أهل الكتاب وحسبهم أن يهتدوا
يفتي النصارى والذين تهودوا
في (جامع الأحكام) لا يتردد
كرار قول الظالمين يفند
تفسيرها بين الملأ لا يوجد
يوحي إليه والاله يؤيد
شعري يحار وإن حواني المربد
في هديه وعلومه تستنجد
وهو البيان لشرحه والمنجد
فالقول منه عن (محمد) مسند
ن الله ذلك فضله لا يجحد
جريل فيها والملائك تصعد
وبحسرة نيرانها لا تهمد
أجر عليه للقيامة يحسد
أمسوا يتامى والد إذ يفقد
و(العود) حيث يقال فيه (أحمد)
تبقى مدى الأيام إذ لا تنفد
هذا علي هو الامام الأوحد |
وللسيّد الموسوي أيضاً:
خطب اطل فمادت الغبراء([28])
نصب العزاء فيا لها من نكبة
(أعلى) الانام بعلمه اودى به
وارى النجوم تجوب في آفاقها
تركت طبيعتها فثم خوارق
السيد (الأعلى) له روحي الفدا
السيد (الأعلى) ثوى في رمسه
لا علم بعد علومه لا فقه يأ
قد زخرفت جناتها فوق العلا
فاستبدل الأرض الدنية بالسما([29])
يلقى محمد([30]) جده بنعيمه
حيث الحسين وصنوه والعرة الـ
يا خيرة الإسلام بعد فقيده
فلتبكه الدنيا وتندب حظها
يا مرشد الجهلاء في آياته الـ
قد ضاعت العرفاء بعدك سيدي
ضاعت مقاييس العلوم وحولت
هذي المحاجر والدموع كأنها
تجري وقل إذا العيون جرت دما
يا من بنى الدين الحنيف بهديه
يا من تردى في مهابة جده
مهما اقول فلا تخلو بمقولي([31]) (كذا)
يا عاملا في العلم اصلح شأننا
ما عالم في العلم لم يك عاملا
عاهدت ربك إذ وفيت بعهده
يهنيك انك في الجنان مخلد
(أن كنت قد غيبت في جدث الثرى)
هذا (علي) مرجع ومؤمل |
|
وبكل قلب حسرة وبكاء
حلت فما يشفي القلوب عزاء
ريب المنون فهزت العلياء
والأرض مظلمة ولا أضواء
قدسك سمع الكون فيه نداء
فقدته أهل الدين والعلماء
فعلى الوجود غمامة سوداء
تي بعد ذاك الفقه لا فقهاء
تستقبل (الأعلى) فلا استعلاء
من حيث لا كدر ولا ارزاء
حيث الوصي وفاطم الزهراء
اطهار حيث الجنة الفيحاء
لكتبه الاحكام والحكماء
تعست عليها في الزمان عفاء
ـعظمى فبعدك كلنا جهلاء
ما فوق كوكب ارضنا عرفاء
تلك الرياض من التقى جرداء([32])
لا ماء فيها بل هناك دماء
والشعر تمجيد وليس رثاء([33]) (كذا)
ما غير احمد قبله بناء([34])
وعليه من نور الهدى سيماء
صوت ترد سماعه الاصداء
هلا يكون كمثلك العلماء؟
هو والحجارة في الوجود سواء
والعهد عندك ذمة ووفاء
والأرض فيها مأتم وعزاء
فمن السلالة عندنا أكفاء
يسمو ودون مقامه الجوزاء |
وللسيّد الموسوي أيضاً:
نح ما استطعت فما عليك ملام
وأنخ قلوصك عند مرقد سيد
حكم الولاء بأن تطوف بقبره
فيه محل الخاشعين بربهم
(أعلى الورى) من بعد آل محمد
الحاكم الشرعي يحكم بالهدى
يا أيها العام الحزين لفقده
قد ايتم الإسلام يوم رحيله
بيض ليالينا بفضل وجوده
أن غاب عنا شخصه فلأنه
قد شاقه حب الرسول وحيدر
ولئن سلونا فالعزاء([35]) بنوره
إن القلوب اوارها لا ينطفي
يا منسي الماضين فيما قد اتى
إن كان وافاك الحمام فإنما
عمت ماتم كربلاء ربوعنا
يوم الحسين بكربلا بمحرم
هو ثلمة في الدين ليس يسدها
هو سر اشعاع الهدى بعلومه
يا ربنا سدد خطاه فانه
فهو (الرضي) الموسوي (المرتضى)
فله من (الأعلى) سمات جمة
هو آية هو حجة هو موئل
يا ربي الهمه السلو بفقد من
هذا (علي) حجة الله الذي
فليشهد الثقلان أني واحد |
|
فالشهر من بين الشهور حرام
حيث المناسك في ثراه تقام
فعليك من رب العباد سلام
وبه الصلاة دعا لها الإسلام
قدرا وعلما، عالم علام
فلحكمه قد دانت الأحكام
لا حل في الأحقاب هذا العام
عنا فانا بعده أيتام
واليوم سود بعده الأيام
قد شاقه للأولين غرام
أن العقيدة للحياة ختام
يهدي، وان حل القلوب ضرام
إن العيون بها قذى واوام
يا متعب الباقين مهما قاموا
وافى جميع المسلمين حمام
فبكل شبر للعزاء مقام
قد عاد في صفر وذي آلام(!)
إلا علي نجله المقدام
وهو الأمام وما سواه أمام
قد انجبته([36]) للرشاد كرام
وهو (المفيد) وعنده الإلمام([37])
وله ترف من العلا أعلام
وعليه من طه الرسول وسام
لو بيع في ثمن فليس يسام(!)
هو آية لا شك لا أوهام
من معشر لبيوتهم خدام([38]) |
وللسيّد الموسوي أيضاً مؤرخاً عام وفاة السيد السبزواري قدس سره بالتاريخ الميلادي:
يشهد ربي وهو العالم
ولاؤهم فرض وفيه النجا
وسيدي (الأعلى) إمام الورى
لفقده نار تذيب الحشا
يا راحلا عنا وكل الأنام
أنت عصا موسى فأرخته |
|
اني بحب سادتي هائم
لم يثني عن حبهم لائم
إني له حتى الفنا خادم
وحزنه فوق الحشا جائم
تموت والله هو الدائم
غاب التقى الورع العالم([39]) |
1993 م
وللسيد الموسوي أيضاً مؤرخاً عام وفاة الفقيد العظيم بالميلادي أيضاً:
ذي صورة والمجد فيها مقيم
قد جعل الله له رفعة
بشراه في لقيا نبي الورى
تستبشر الحور وولدانها
فتحت الجنة أبوابها
لما سما فوق السما سيد
تهللت لروحه في العلا
هذا بيان للذي يبتغي
السبزواري موسوي العلا |
|
وإنها رمز لدين قويم
(ذلك تقدير العزيز العليم)
وأهل بيت في جنان النعيم
لما تعالى (عبد الأعلى) الكريم
وغلقت أباب نار الجحيم
وصار في جنات عدن مقيم
ملائك العرش بأمر الحكيم
ما كان يرجوه سوى المستقيم
أرخته: غاب زكي عظيم([40]) |
۱۹۹۳ م
وللأستاذ صادق نجل العلامة الشيخ سلمان الخاقاني مؤرخا وفاة الفقيد الكبير قدس سره:
ربنا أسعفنا([41]) وخفف ألما
إنه (الأعلى) وقد نيطت به
كان طودا شامخا في علمه
فاض علما وتقى من فيضه
ان يوما قد فقدناه به
هرع الناس حشودا عندما
ضف (مشوا) للقبر حرى فرقا |
|
قد فقدناه منارا علما
الفتاوى فاذا قال رمى
كان بحرا لا يجاری کرما
(جامع الأحكام) أرضا وسما
أجج الحزن وأبكانا دما
خبر الخطب إلى الخلق نما
دون التاريخ: يوما مظلما([42]) |
وللأستاذ الأديب كاظم نجل الشيخ سلمان الخاقاني مؤرخاً وفاة السيّد الفقيد قدس سره:
في صفر يوم رحيل المصطفى
يحمل في كف الندى (مواهبا)
أحاط بالأرض ظلام دامس
في الأرض ودعنا أبا وفي السما |
|
ناداه رب العرش أقبل فارتقى
و(جامع الأحكام) في كف التقى
أما السماوات فزادت ألقا
أرخ داع حسنت مرتفقا |
1414 هـ
ولبعض الأدباء ولم أقف على اسمه:
يا موكب الرحمن ردد هاتفا
يا عين صبي الدمع عنوان الأسى
ما زالت الأشجان تحدوا ركبنا
لكننا للصبر نمسك عروة
صبرا فهذا أمر رب خليقة
الله يا يوما به صدع التقى
فجع الهدى والدين أصبح ناعيا
يا سالكا لله ترجو وصله
يا طاهر الروح الي رجعت إلى
يا من له النسب الرفيع بجده
يا داعي الأيتام قد ايتمتنا
ما كنت إلا للسماحة ملهما
كنت العزيز بعفة وتواضع
هذا (مهذبك) الجليل لشرعة
يا (عابد الأعلى) بفقدك قد خبا
لكنه نور الهداية سيدي
هو سفرك السامي ويفصح ناطقا
وذهبت تطلب للحبيب لقاءه
فأهنأ بخلد في ذمام (محمد) |
|
رزئ الأنام بفادح الحدثان
فاليوم غاب العالم الروحاني
في كل يوم يفجع الثقلان
في كل نائبة وفي الأشجان
في الناس يقضيه بكل زمان
والعلم أمسى مثلم البنيان
لفقيده في الفقه والإيمان
يا بيرقا للشرع والعرفان
قدس الحضور سليمة بأمان
ومهابة من صبغة الديان
يوما رحلت لمنتهى الرضوان
والجود ينطق عنك بالإحسان
كنت البليغ بحكمة وبيان
سمحاء([43]) يهدينا لخير جنان
بين البرية نورك الرباني(!)
متأججا بـ(مواهب الرحمن)
عن روعة التفسير والتبيان
وعلمت أن الدهر يوما فان
و(أبي تراب) وجارك (الحسنان) |
للأستاذ الشاعر المبدع علاء هلال الجبوري بعنوان:
(رثاء الغري)
يا مسجد الكون من أعماقه نكبا
وأغرقته مآق من مدامعها
وهز من حوله الأرجاء قاطبة
تعلقم الماء لما اجتازه حزنا
أصابه الدهر مرات ولاذ به
وأسرف الدهر في تبيان خسته
فأسقط الرأس منا ثمّ قطعه
غدوت أكره هذا الدهر معترفا
وإن شمس العلا عند الضحا([44]) غربت
ذاك الذي (عبد الأعلى) وما برزت
يبث شكواه للجبار منفردا
لقد بنى (جامع الأحكام) مرتكزا
ومن (مواهب رب العرش) الهمه
رقى على كل أهل العلم مرتبة
(شخصية) نكبت كل العصور بها
لكن، فينا من الآيات مجتمعا
مولاي أن جراح القلب نازفة
مولاي عذرك أن الهم أرقني
لكن عذري اني اليوم في زمن
به جميع تقاليد الورى قلبت |
|
فعاد منه أساس الركن مضطربا
فكان مختنقا فاهتز منتحبا
حتى السماء بكت من همه شهبا
وهرول المجد مزدادا به فكبا
وكان للدهر أما حرة وأبا
وحين غفلتنا من خلفنا ضربا
وقطع الأمر في أجوائنا إربا
لما تأكدت أن النور فيه خبا(!)
والسبزواري عنا راحلا ذهبا
منه الشكاة إلى عبد وإن قربا
ولم يقل لابن أنثى أن بي عطبا
على الصراط وبـ(التهذيب) منتصبا
ما يستنار به، سبحان من وهبا
وصار عند ذوي العرفان منتخبا
بفقدها سقطت من فوقنا قببا
إلى ابن بنت رسول الله قد نسبا
هل يبرأ الجرح أن داويته لهبا؟
حتى غدوت لدى الإسهاب مقتضبا
يعد فيه كلام المقتفى كذبا
يسن للناس من دينارهم حسبا([45]) |
بسم الله الرحمن الرحيم
تشطير لقصيدة (صفر الخير)
أسموك (جهلا) صفر الخير
وأنت روعت قلوب الملأ
بالأمس أرديت إمام الهدى
أرديت من عم الدجى بعده
واليوم أجهزت بلا رحمة
سيفك مدمى وتشفي به
لخيلك الجرد على صدره
كأنه الميدان جالت به
فالسبزواري سليل الألى
فالله عنهم أذهب الرجس إذ
قابلته وهو ضعيف القوى
حتى تفردت كوحش به
لو كنت قد نازلته منصفا
لكنت وهو شعلة الفكر قد
إذن رأت عيناك ما لم يكن
وليس في حاضرها لا ولا
فانظر فتاواه التي شابهت
وتارة كأن في حدها
(مهذب الأحكام) من افقه الـ
ومن معانيه يعبق الشذى([46])
مآثر آفاقها رحبة
قد خلدت مناقبا في العلا
(مواهب الرحمن) تفسيره
شع كما شع بأنواره
وكفه البيضاء قد أخجلت
باركها الله ففاقت ندى
قتلتني من حيث لا أدري
بين حناياه تشب اللظى
قتلتني والله يا سيدي
(حاشاك) بل همت أنا في جوى
وثغرك المفتر عن بسمة
تفرج الهم عن المبتلى
ورقة في الطبع ما أبصرت
وهيبة جلت وما رجحت
وكنت استاف أريج الهدى
واستمد الأمل المرتجى
وحكمة تنير قلب الفتى
وإنها لو صح تثمينها
فيها أرى الثقلين قد أشرقا
يستبقان ينفحان الورى
وأحرف خطت على أسطر
تحسبها نتطق من سحرها
لو أنصف الدهر لخطت على
نسمو بها شامخة أو على
بل شرف العصر بها مثلما
وخصها الله بقدر كما
يا مطلق الأقلام من قيدها
مرخى عنانها وفرسانها
تدبج السطر كما تشتهي
مدادها الإيمان مزهوة
كأنها تغرف من أبحر الـ
ومحكم الأحكام من عالم الـ
يا واحد الأملاك من هاشم
قد حق أن تبكي عيون الورى
فالخطب فاق الدمع فلتبكه
تالله قد صدع صرح الهدى
واستفحلت شرور أحقاده
يا أيها الحاني على أمة
تذب عنها وهي في كربها
كنت حماها وسنا بدرها
إن أمحلت كنت لها غيثها
وغضك الفينان في أرضها
بظلهه الظليل في رأفة
مالي أرى محافلا عطلت
أجدبها الصمت وفي زوها
وتلكم الأعواد تبكي دما
دوت ولم تعد كعهدي بها
وألف حبر لفهم غيهب
لو تعرف الطيب فهم أهله
ولم أعد أسمع ترتيلة
إذ تتهادى كنسيم الصبا
وما رأيت الأفق يهدي لنا
ولم يعد يزجي لأسماعنا
وما تلا سيدنا سورة الـ
ولا الضحى والرعد والكهف والـ
قالوا: أفق من سكرات الكرى
وما علمت بالذي نابنا
السبزواري إمام الهدی
إن لم تصدق هولها فهو ذا
يا حادي الجيل إلى قمة الـ
يسجل التاريخ اسطورة الـ
خضت الميادين بلا رهبة
جندلتها وأنت كالليث إذ
سباقة مهضومة الخصر
في كل صولة بجولاتها
وكنت للحوزة نبراسها
حفظتها وكنت إلهامها
حجتك البيضاء منصورة
منصورة على احابيلهم
تمضي بنور الله مسترشدا
وينضوي تحت لواك الملا
وصرت والخوئي رب الحجا
بينكما الأجيال إذ لحتما
وكنت للجيل أبا يرتجى
وكنز إرشاد مدى عمره
تطعمنا الأشهى بلا منة
تغدق خيرات لكل الورى
يا اخفض الأعلام صوتا ويا
ويا أجلهم سناءا ويا
أضعفهم جسما وأقواهم
أثبتهم في كل أيامهم
قد فزت والله بنعمائها
حتى جنت يداك من غرسها
في جنة ما لم تكن شاهدت
لها مثيلا بل ولا في الرؤى
تخدمك الولدان مزهوة
يحفك ألسنا بهالاته
ولوعتي ارفعها شاكيا
بعدتي حبيبي المصطفى
أدرك حمى دينك يا سيدي
أدركه كي تبل علاتنا |
|
كيف وأنت اختلت في الجهر
وأنت حقا رائد الغدر
فغاب وهو الكوكب الدري
السيد الخوئي ذا الفخر
ظمآن من نحر إلى نحر
مستهدفا علامة العصر
جلب فما أوسعه من صدر([47])
سنا بك قدت من الصخر
تألقوا في هامة الدهر
قد طهروا في محكم الذكر
وسطوة الجنان في المكر
تنهشه بالناب والظفر
ندا لند دونما غدر
نازلته في ساحة الفكر
يرى سوى في عالم السحر
قد خط في تاريخها البكر
نسيم فواح من العطر
سيف علي ساعة الكر
بلسم في التهذيب والجبر
بدت لنا إطلالة الفجر
أثرها على ضنى العمر
تفوق حد العد والحصر
يجلو الخفايا جل من سفر
للمستدلين سنا البدر
نادبها بفيضها الثر
كف عطاء الغيث والبحر
وكم قتيل بالهوى العذري
فالقلب مطوي على جمر
(لا جائرا) فارفق بذي ضر
بحبك الموار في صدري
تشرفت بذلك الثغر
تلوح كالطل على الزهر
لها الورى إلا وفي خفر
عيني لها ندا مدى عمري
من بين اردانك في اسر
من وجهك الفواح بالبشر
تقيه من غواية الشر
أغلى من الابريز والدر
فخف عنا ثقل الوزر
بالدفء والتوحيد والبشر
مفتخر سطر على سطر
تلوح كالعقد على النحر
جباهنا الكريمة الغر
أحداقنا بلامع التبر
قد شرفته سورة (العصر)
بالذكر خصت ليلة القدر
مقيدا بها حجا الحر
تختال من سفر إلى سفر
حقائقا تضوع كالنشر
عرائسا في عالم الفكر
الإيمان آيات من الطهر
ـغيب الذي يصدع بالأمر
وسيد الأشراف من فهر
تنعاه بالأشعار والنثر
دما ويبكي الطير في الوكر
وانتعشت ضلالة الكفر
وانهد قلب الدين من ذعر
حنو والد على غر
ترزح تحت الضيق والفقر
وجذوة الآمال في العسر
وخصها في الزمن الوعر
سلوتها في عيشها المر
يقي البرايا لفحة الحر
فسادها الوجوم في قسر
للعلم كانت كشذا الزهر
وكانت ابتسامة الدهر
بالأمس مثل الورق النظر
قد أرهقتهم وطأة الضر
عهدي بهم كالأنجم الزهر
يهفو لها منشرحا صدري
تطربنا في غرة الفجر
نورا قضى عليه بالحظر
ترنيمة للشفع والوتر
إخلاص والأنفال والحجر
فرقان والرحمن والفجر
أم كنت في منفى أبي ذر
فجرحنا استعمى على السبر
حفت به القلوب للقبر
يغسل بالكافور والسدر
عليا شامخا بلا كبير
أمجاد من نصر إلى نصر
أيرهب الموعود بالأجر؟
تجتاحها بخيلك الشقر
ما اعتادت القبول بالخسر
تجيد فن الكر والفر
تصونها والحقد يستشري
والمقتدى وحجة العصر
بالحق فيهم حكمها يجري
نصر عصا موسى على السحر
فتفتح الآفاق في يسر
على هدى في المسلك الوعر
نورا علا في حالك الدهر
في افقها كالشمس والبدر
واسوة للمهتدي البر
نواله في العسر والضر
نعم عطاك الثر من ذخر
وتكتفي بالماء والتمر
أجدرهم في النهى والأمر
أرفعهم قدرأ ومدى العمر
روحا بعزم شادد الأزر
قلبا لدى مواطن الصبر
ولم يضع سعيك في هدر
ونلت أجر الصبر والشكر
من قبل إلا ساعة الحشر
عين ولا يخطر في فكر
طوع أياديك بلا جبر
تحدوك من قصر إلى قصر
بعالم الغيوب والسر
إلى معالي صاحب الأمر
أدرك ولا يخفاك ما يجري
فإنّك المؤمول للثأر |
قام بتشطير القصيدة الأصيلة شاعر أهل البيت أو منار.
تدور خيل الدهر ما درنا
بغير كالموتور لا ينثني
فأعقب الخوئي في غدره
وكان نبراسا لكل الورى
فعلمه اليقين إذ يقتدي
فالسبزواري على نهجه
قالوا سهام الدهر اردته في
فقلت كلا لم يغب نوره
وما سلونا خطب أيامه
فهي التي أرخت (لا |
|
جامحة مرخية رسنا
وسيفه على الهدى ثنى
بالسبزواري كمن جنا
وعن سناه ليس يستغنى
به من احتار([48]) ومن ظنا
مستلهمين نوره سرنا
غدر فأخفت نوره عنا
بل صار بعد موته أسنى
بل بقضاء الله آمنا
ليس منه بل أصابت مقتلا منا) |
1414 هـ
شاعر أهل البيت علیهم السلام أبو منار. (ما غابت ذكراك ثم عادت)
مهداة إلى روح فقيد الأمة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد عبد الأعلى الموسوي السبزواري قدس سره:
ذات يوم والسنا غرب بعدا
أذنت فوق ربانا
أظلم العرفان أم نار الدجى
فعلى الصمت بقى عرفاننا
وإلى ليلة عسر وبفجر
جاءكم عبد الأعلى بعدما
عجز الجمع ليشفي غربتي
تلك أزمات بنفسي
تلك صيحات بقت في موقدي
رفعت في كل حي كفها
ظلمت حيت فحينا غارها
تلك أحلام لأيام غدت
فإذا الدمع زها فلتعرفوا
ويفيض الشيب بالنور على
كل حين بين نفحات السما
هذه أبيات شعرك
كان هذا حالة العشق لكم
شيبكم مشكاته قد هيمنت
هذه روحك قد عنت وقد
فاستتارت خلف وقت ساحر |
|
وتهاوت غيمة البعد تهاوت
فاستطالت بعد خوف ثم قالت
أحرقت قلبا حزينا ثم غابت
وعناء الروح يجلى ثم عانت
نورت آية دهر ثم نادت
بعدت أرواح رب ثم جاءت
فمداها قائم ثم أطالت
عند مولاي بكت ثم تناهت
فسقاها سيدي نارا فصاحت
وأعار السيد المقدام صوتا فاستعارت
نورك الباهي بعز فأنارت
وزهت دمعاتكم ثم أفاقت
إن أوقات خشوع العبد حانت
رفعات الكف سحراً فاستفاضت
عرجت أنواره ثم تلاقت
هي بستان جنان حين قامت
ولك الاعشق منها كيف كانت
عكست أنوار جدك فتسامت
بصلاة اليل هامت واستتارت
بحساب الأرض شوقا ثم ماتت |
([1]) الياء في (الشجي) مخففة في الأصل، ومن ذلك المثل المشهور: ويل للشجي من الخلي. وقد شددها سيّدنا الشاعر لضرورة الوزن. (المؤلف).
([2]) باء المنقوص لا تحذف إلا في حال الرفع حال الجر، أمّا في حال النصب فتثبت.
فالصواب في مثل هذا المقام أن يقال: فقدت هادياً إلخ، لكن باثبات الياء (هنا) يختل الوزن والسيّد الأستاذ حدفها للضرورة مع أنّه في العربية وآدابها (عذيقها المرجب، وجذيلها المحكك) وأنا من أقل طلابه لقنت منه العربية ولما يبقل عارضاي، والضرورة في بيت السيّد الكفائي كالضرورة في قول الشعر الآخر:
مضل الناس قد سموه هاد |
|
كما قد سمي الأعمى بصيرا |
([3]) النجم (هنا) ما نجم من النبات على الأرض من غير أن يكون له جذع يقوم به، والشجر ما كان له جذع. وعلى هذا المعنى فسّر الأكثر قوله تعالى في (سورة الرحمن) (والنجم والشجر يسجدان).
([4])
([5]) اشارة إلى تفسيره الجليل (مواهب الرحمن) الذي صدر منه عشرة أجزاء وعجز البيت يتضمن تورية لطيفة جمعت بين معنيين، الأول الاشارة إلى القلم المحفوظ في الملكوت الأعلى وبيّن أنّ هذا التفسير من صياغة قلم الفقيد الراحل (التعليق للشاعر).
([6]) كذا ورد هذا الشطر.
([7]) المقصود به سيّدنا سماحة آية الله الحجة السيّد علي السبزواري نجل الإمام الراحل قدس سره.
([8]) الخطر: بكسر الطاء أي الكبير، والبيت إشارة إلى فقد من تقدمه وهو المرحوم (الإمام) السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدس سره حيث توفي في العام الماضي في السابع من صفر (التعليق للعلامة الشاعر).
([9]) إشارة إلى الدورة الفقهية الجليلة الحاوية لكل أبواب الفقه (مهذب الأحكام) وتقع في ثلاثين جزءاً، وهي من إفاضات قلم الفقيد الراحل قدس سره. (التعليق للشيخ الشاعر).
([10]) الرسم: الطلل وهو الأثر الباقي، (الشاعر).
([11]) الخميس: الجيش. (الشاعر).
([12]) الهزيع: الطائفة من الليل. (الشاعر).
([13]) رياه: رائحته الطيبة. (الشاعر).
([14]) الدر (بفتح الدال): اللبن الكثير (الشاعر).
([15]) التباريح: المشقة والشدة في المعيشة (الشاعر).
([16]) الأواه: الكثير التضرع والدعاء (الشاعر).
([17]) شم الذرى: أعالي الجبال. (الشاعر).
([18]) التقى: تجمع على (اتقياء) لا (تقاة)، وكذا الشقي لا يجمع إلا على أشقياء، لأن فعيلا لا يجمع على (فعال). (المؤلف).
([19]) كذا ورد في هذا الشطر.
([20]) كذا وردت قافية البيت.
([21]) كما ورد.
([22]) الوجه: مهيب، لكن القافية تأباء.
([23]) كذا ورد والوجه: ولاؤك طوق.. الخ.
([24]) الصواب: حللك جون (بالرفع). لكن قافية البيت (بالرفع) تخالف قافية القصيدة.
([25]) هذا المعنى ينظر من بعيد إلى قول القائل:
إذا أقر على رق انامله |
|
اقر بالرق كتاب الانام له |
([26]) في التأريخ زيادة (۱۲۱) فلاحظ. (المؤلف).
([27]) البقيع ينسب إلى (الغرقد) فيقال بقيع الغرقد وهو نوع من الشجر له ذكر في جملة من الأخبار وإنه من شجر اليهود. ومجموع اخباره يدل على انه من الشجر المذموم لكن دون تصديقها مهامه فيح والله العالم بحقائق الأمور. (المؤلف).
([28]) الغبراء: الأرض. والخضراء. السماء. وفي الحديث الشريف: (ما اقلت الغبراء واظلت الخضراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر). (المؤلف).
([29]) الباء إنما تدخل على المبدل منه لا على المبدل في كلام العرب، قال تعالى في كتابه الكريم حكاية عن موسى على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام: {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} وقد وقع في مثل ما وقع فيه السيد الشاعر الموسوي (امير الشعراء) شوقي في قوله:
أنا من بدل الكتب الصحابا |
|
لم أجدلي وافيا الا الكتابا |
ولو قال السيّد: فاستبدل السماء بالارض الدنية لصحت العبارة واطرد المعنى لكن الوزن يختل، فلاحظ (المؤلف).
([30]) محمد اسم منصرف، لكن مراعاة الوزن الجأت الشاعر إلى عدم صرفه ومثله في الضرورة قول العباس بن مرادس السلمي:
وما كان حصن ولا حابس |
|
يفوقان مرداس في مجمع |
([31]) المقول بكسر الميم وسكون القاف وفتح الواو اللسان. وحق كلمة (أقول) الجزم لمكان الشرط.
([32]) الوجه: جرداء بالنصب.
([33]) الصواب: رثاء بالنصب لكن القافية تختلف (به) عن سائر القوافي.
([34]) هذه مبالغة غير محدودة.
([35]) الفاء (هنا) مقحمة لأن الجواب للقسم لا للشرط، والقاعدة أن القسم والشرط إذا اجتمعا في جملة واحدة فالجواب للسابق منهما، وجواب القسم لا تدخل عليه القاء. قال تعالى {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} واقحام الفاء في مثل هذا الموضع كثير الحصول في كلام المتأخرين. وقد يتسامح فيه حتى أصحاب اللسان.
([36]) يغلط كثير من الكتّاب والأدباء بله العوام فيستعملون الفعل: انجب بمعنى اولد، وليس كذلك لأنّ قولنا: المجب فلان معناه ولد أولاداً نجباء ويقال: فلان ولد ولم ينجب إذا ولد له أولاد غير نجاء. وبهذا تعلم أنّ اصطلاح (عملية الانجاب) الشائع في عالم الطب غير صحيح. وقد جرى السيد الناظم على المشهور والصواب أن يقول: وقد انجبت به للرشاد كرام لكن الوزن يأباه.
([37]) استعمال (الالمام) في هذا المقام غير صحيح لأنّ الالمام يعني الشيء القليل وقولهم فلان له إلمام واسع بكذا فيه تناقض لأنّ الالمام هو الشيء القليل فكيف يكون القليل واسعاً كثيراً؟!.
([38]) خدام حقها الجر لأنّها صفة لـ(معشر) المجرورة وللرفع هنا وجه غير وجيه وهو أن تكون الصفة مقطوعة عن موصوفها على انّها خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هم) وفيه ما فيه. (المؤلف).
([39]) التاريخ يزيد (۳۰) فلاحظ.
([40]) هكذا جاء في التاريخ لكنه يزيد (67) فلاحظ. المؤلف.
([41]) همزة (أسعفنا) همزة قطع وليست ألف وصل لكن الشاعر وصلها للضرورة. المؤلف.
([42]) في التاريخ زيادة.
([43]) قولهم: السمحاء من الغلط الشائع، لأنه ليس من باب (افعل فعلاء) والصواب: السمحة، ولو قال الناظم لشرعة غراء، لاطرد اللفظ (المؤلف).
([44]) هكذا اكتب الضحا وما ورد في الكتاب العزيز لا يقاس عليه، وقد قالوا: خطان لا يقاس عليهما: المصحف والعروض. (المؤلف).
([45]) لا وجه للنصب لأنّه مرفوع بالنيابة عن الفاعل لكن هكذا ورد. (المؤلف).
([46]) كذا ورد: ثمّ إنّ الصواب: (الشذا) وليس (الشدى).
([47]) كذا ورد وهو مضطرب الوزن.
([48]) ليس في العربية أحتار وإنّما حارة تحير فهو حائر ومتحير وقد وقع هذا الغلط في الكلام بعض من ألف في اللغة ومنهم الزبيدي ـ ت 1205 هـ ـ في شرح خطية القاموسي من (تاج العروس) وكذا في كتاب الآخر (أتحاف السادة المستقين)، كما غلط ابن عاموس الحنفي من أعلام القرن الثالث عشر الهجري في تسمية حاشية ((رد المحتار)).