1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مهذب الأحكام
  8. /
  9. کتاب الصوم
  10. /
  11. المقدمة
الصوم:

كالصلاة- و سائر موضوعات الأحكام- من المفاهيم المبينة لدى المسلمين «بل عند جميع الأديان- لأنّ لكل منهم صوم كما في الكتاب الكريم‏۱ و إن اختلفت الخصوصيات.

و المعروف بين الفقهاء أنّه: الإمساك المخصوص- الأعم من الحقيقي و التنزيلي الشرعي-، فيشمل من أكل ناسيا، لكونه صائما شرعا. و من عرّفه بأنّه: الكف عن المفطرات. أو هو: توطين النفس على تركها أراد الأعم من التفصيليّ منها و الإجمالي، فيشمل من نوى الصوم و نام قبل الفجر ثمَّ استيقظ بعد الغروب. و جميع هذه التعبيرات لوازم متعارفة لتلك الحقيقة المعهودة يصح أن يشار بكل واحد منها إليها. و لا وجه للمناقشة فيها، لأنّها شروح لفظية لا أن تكون حدودا حقيقية.

و لعل الأولى أن يقال: إنّه أمر بسيط حاصل في زمان خاص بشروط مخصوصة.

ثمَّ إنّ الصوم من أشرف الطاعات و أفضل القربات و يكفيه فضلا و منقبة أنّه‏ تشبه بالكروبيين و الملائكة الروحانيين في الخروج عن حضيض النفس البهيمية إلى ذروة المقامات الروحانية، و به وصل أبونا آدم إلى مقام الاصطفاء بعد أن ابتلي بما قصّه اللّه تعالى عنه من الابتلاء۲، فهبط من الجنّة فصام حتّى تاب اللّه عليه و هدى.

و الصوم من أهم عبادات الأنبياء و الأولياء، و كيف لا يكون كذلك و هو أحد الخمسة التي بني عليها الإسلام‏۳ و به تضعف القوى الشهوية التي تضل بها الأنام، و به يصفو العقل و الفكر الذي يصل به الإنسان إلى أعلى درجة و مقام. و ما أقول في عبادة: قال اللّه تعالى فيها: لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك‏4 و قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): «إنّها تباعد الشيطان عنكم كما يتباعد المشرق من المغرب»٥، و قال الصادق (عليه السلام): «نوم الصائم عبادة و صمته تسبيح و عمله متقبّل، و دعاؤه مستجاب»٦ و قال الرضا (عليه السلام): «إنّ للّه ملائكة موكلين بالصّائمين و الصّائمات يمسحونهم بأجنحتهم، و يسقطون عنهم ذنوبهم، و إنّ للّه ملائكة قد وكلهم بالدعاء للصائمين و الصائمات لا يحصي عددهم إلا اللّه تعالى»۷.

إلى غير ذلك مما لا يحصى و لا يستقصي.

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"