1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مهذب الأحكام
  8. /
  9. كتاب المكاسب و المتاجر
  10. /
  11. فصل في ما يستحب في التجارة
و هو أمور. الأول: الإجمال في طلب الرزق (۱). الثاني: إقالة النادم في البيع و الشراء (۲).الثالث: التسوية بين المتبايعين في السعر (۳)، بلا فرق بين المماكس و غيره بأن يقلل الثمن للأول و يزيده للثاني. نعم، لو فرق بينهم لسبب الفضل والدين و القرابة و الصداقة، و نحو ذلك فلا بأس (٤). الرابع: أن يأخذ لنفسه ناقصا، و يعطى راجحا بحيث لا يؤدي إلى الجهالة (٥).الخامس: أن يكون سهل الشراء، و سهل القضاء، و سهل الاقتضاء (٦). السادس: المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها و ترك الاشتغال بغيرها (۷).السابع: البيع عند حصول الربح (۸). الثامن: ذكر اللّه في الأسواق خصوصا التسبيح و الشهادتان (۹) إلى‏ غير ذلك مما ذكروه من الآداب (۱۰).

للإجماع، و الاعتبار، و النصوص كثيرة: منها ما عن أبي جعفر عليه السّلام في خبر أبي حمزة الثمالي، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حجة الوداع: «ألا إن الروح الأمين نفث في روعي إنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا اللّه و أجملوا في الطلب، و لا يحملنكم استبطاء شي‏ء من الرزق أن تطلبوه بمعصية اللّه، فإن اللّه تبارك و تعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالا- الحديث-»۱، و عنه صلّى اللّه عليه و آله: «اتقوا اللّه، و أجملوا في الطلب خذوا ما حل، و دعوا ما حرم»۲، و قال صلّى اللّه عليه و آله أيضا:

«أجملوا في طلب الدنيا فإن كلا ميسر لما خلق له»۳، و عن الصادق عليه السّلام في خبر إسحاق بن عمار: «إن اللّه عز و جل خلق الخلق، و خلق معهم أرزاقهم حلالا، فمن تناول شيئا منها حراما قص به من ذلك الحلال»4، إلى غير ذلك من الروايات.

لقول أبي عبد اللّه عليه السّلام في خبر هارون: «أيما عبد أقال مسلما في بيع أقاله اللّه عثرته يوم القيامة»٥، و عنه عليه السّلام أيضا: «أربعة ينظر اللّه عز و جل إليهم‏ يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث لهفانا، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا»٦، و ذكر البيع في الخبر السابق من باب الغالب، فلا يقيد به الخبر الآخر فلا يختص استحبابها بخصوص البيع و إن كان فيه أفضل و آكد، و يأتي تمام الكلام في محله.

لقول أبي عبد اللّه عليه السّلام في خبر عامر بن جذاعة: «في رجل عنده بيع فسعره سعرا معلوما، فمن سكت عنه ممن يشتري منه باعه بذلك السعر، و من ماكسه و أبى أن يبتاع منه زاده، قال: لو كان يزيد الرجلين الثلاثة لم يكن بذلك بأس، فأما أن يفعله بمن أبى عليه و كايسه و يمنعه من لم يفعل، فلا يعجبني إلا أن يبيعه بيعا واحدا»۷، و يدل عليه الإجماع، و الاعتبار أيضا.

لسيرة المتدينين، و انصراف الخبر عنه، و لأن المتيقن من الإجماع غيره.

نعم، يكره للأخذ قبوله، و لذا كان السلف الصالحون يوكلون في الشراء من لا يعرف هربا من ذلك، و لا يبعد جريان الحكم في غير البيع و الشراء من أنواع المكاسب أيضا.

للإجماع، و للتجنب عن البخس في المكيال، و لما يمكن أن يستفاد من قوله تعالى‏ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ‏۸، فيمكن أن يستفاد منه حسن الزيادة عند الإعطاء، و عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في صحيح صفوان: «إن فيكم خصلتين هلك بهما من قبلكم من الأمم، قالوا: و ما هما يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟ قال عليه السّلام:

المكيال، و الميزان»۹، و لا ريب في إنه لو أخذ ناقصا و أعطى زائدا نجى من ذلك، و مع التنازع فطريق الاحتياط التصالح و التراضي.

نصا و إجماعا، قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في موثق سدير: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: بارك اللّه على سهل البيع، سهل الشراء، سهل القضاء، سهل الاقتضاء»۱۰، و المراد من الأخيرين الدين، و قضائه و عنه صلّى اللّه عليه و آله أيضا: «إن اللّه تبارك و تعالى يحب العبد يكون سهل البيع، سهل الشراء- الحديث-»۱۱، و في خبر السكوني، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهما السّلام قال: «أوحى اللّه تعالى إلى بعض أنبيائه عليهم السّلام للكريم فكارم، و للسمح فسامح، عند الشكس فالتو»۱۲، و الشكس أي: سي‏ء الخلق الذي لا انصاف له، و الالتواء: المطل و التأني.

لقول اللّه عز و جل‏ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ‏۱۳، و قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في تفسير الآية: «هم التجارة الذين لا تلهيهم‏ تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه عز و جل إذا دخل مواقيت الصلاة أدوا إلى اللّه عز و جل حقه فيها»۱4، و في خبر أبي بصير قال: «سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: كان على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة، و كان لازما لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شي‏ء منها، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يرق له، و ينظر إلى حاجته و غربته، فيقول: يا سعد لو قد جاءني شي‏ء لأغنيتك، قال عليه السّلام: فأبطأ ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فاشتد غم رسول اللّه بسعد، فعلم اللّه سبحانه ما دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من غمه بسعد، فأهبط عليه جبرائيل عليه السّلام و معه درهمان، فقال له: يا محمد إن اللّه قد علم ما قد دخلك من الغم بسعد، أ فتحب أن تغنيه؟ فقال له: نعم، فقال له: فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إياه، و مره أن يتجر بهما، فأخذهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ثمَّ خرج إلى صلاة الظهر، و سعد قائم على باب حجرات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ينتظره، فلما رآه رسول صلّى اللّه عليه و آله قال: يا سعد أ تحسن التجارة؟ فقال له سعد: و اللّه ما أصبحت أملك ما اتجر به، فأعطاه النبي صلّى اللّه عليه و آله الدرهمين، فقال له: اتجر بهما و تصرف لرزق اللّه، فأخذهما سعد، و مضى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتى صلى معه الظهر و العصر، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: قم فاطلب الرزق، فقد كنت بحالك مغتما يا سعد، فأقبل سعد لا يشتري بالدرهم إلا باعه بدرهمين، و لا يشتري شيئا بدرهمين إلا باعه بأربعة دراهم، و أقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه، و ماله، و عظمت تجارته، فاتخذ على باب المسجد موضعا جلس فيه، و جمع تجارته إليه، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا أقام بلال الصلاة يخرج و سعد مشغول بالدنيا لم يتطهر، و لم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا، فكان النبي صلّى اللّه عليه و آله يقول: يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلاة، فيقول: ما أصنع؟ أضيع مالي؟ هذا رجل قد بعته فأريد أن استوفى منه، و هذا رجل قد اشتريت منه فأريد أن أوفيه، فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره، فهبط عليه جبرائيل عليه السّلام فقال: يا محمد إن اللّه قد علم بغمك بسعد، فأيما أحب إليك حاله الأولى أو حاله هذه؟

فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله يا جبرائيل بل حاله الأولى، قد أذهبت دنياه بآخرته، فقال له جبرائيل: إن حب الدنيا و الأموال فتنة و مشغلة عن الآخرة. قال: جبرائيل قل لسعد: يرد عليك الدرهمين الذين دفعتهما إليه، فإن أمره سيصير إلى الحالة التي كان عليها أولا. فخرج النبي صلّى اللّه عليه و آله فمر بسعد فقال له: يا سعد أما تريد ان ترد عليّ الدرهمين الذين أعطيتكهما؟ فقال سعد: بلى، و مائتين، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله: لست أريد منك يا سعد إلا درهمين، فأعطاه سعد درهمين، و أدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع، و عاد إلى حاله التي كان عليها»۱٥.

لقول أبي عبد اللّه عليه السّلام في خبر هاشم: «ما من أحد يكون عنده سلعة أو بضاعة إلا اللّه عز و جل له من يربحه، فإن قبل و إلا صرفه إلى غيره، و ذلك انه رد على اللّه عز و جل»۱٦، و عنه عليه السّلام أيضا: «إن النبي صلّى اللّه عليه و آله قال لخليط له: جزاك اللّه من خليط خيرا، فإنك لم تكن ترد ربحا و لا تمسك ضرسا»۱۷، و قال عليه السّلام: «مر النبي صلّى اللّه عليه و آله على رجل معه سلعة يريد بيعها، فقال صلّى اللّه عليه و آله: عليك بأول السوق»۱۸.

لقول أبي عبد اللّه عليه السّلام: «من ذكر اللّه عز و جل في الأسواق غفر اللّه له بعدد أهلها»۱۹، و عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من قال حين يدخل السوق: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد يحيي و يميت، و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير» اعطي من الأجر بعدد ما خلق اللّه إلى يوم القيامة»۲۰، و عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «من قال في السوق: «أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أشهد أن محمدا عبده‏ و رسوله كتب اللّه له ألف حسنة»۲۱.

ثمَّ إنه وردت أدعية خاصة عند الدخول إلى السوق، و التكبير عند الشراء، و كذا الدعاء بالمأثور۲۲، و قد ذكر جميع ذلك في المفصلات من شاء فليرجع إليها.

و قد أنهاها بعضهم إلى ما يقرب من سبعين- كالبكور في طلب الرزق، و تبديل الصنائع حتى يوافق ما له فيه سعد الطالع، و ابتداء صاحب السلعة بالسوم، و كتمان المال، و مهارة العمال، و ملازمة ما بورك له فيه، و وضع كل شي‏ء في سوقه، و المعاملة مع من يشاء في الخير، و تفريق المال إذا أرسله في التجارة حتى لا يذهب بجملته، و الاستعانة بدعاء الاخوان إذا جار الزمان، إلى غير ذلك مما ذكره الشهيد في الدروس، و تعرض لها صاحب الجواهر قدس سرّهما.

  1. الوسائل باب: ۱۲ من أبواب مقدمات التجارة حديث: ۱.
  2. سنن ابن ماجه باب: ۲ من أبواب التجارات حديث: ۲۱44 و ۲۱4۳.
  3. سنن ابن ماجه باب: ۲ من أبواب التجارات حديث: ۲۱44 و ۲۱4۳.
  4. الوسائل باب: ۱۲ من أبواب مقدمات التجارة حديث: ٦.
  5. الوسائل باب: ۳ من أبواب آداب التجارة حديث: ۲.
  6. الوسائل باب: ۳ من أبواب آداب التجارة حديث: ٥.
  7. الوسائل باب: ۱۱ من أبواب آداب التجارة حديث: ۱.
  8. سورة المطففين: ۱ و ۳.
  9. الوسائل باب: ۷ من أبواب آداب التجارة حديث: ۷.
  10. الوسائل باب: 4۲ من أبواب آداب التجارة حديث: ۲ و ۳
  11. الوسائل باب: 4۲ من أبواب آداب التجارة حديث: ۲ و ۳
  12. الوسائل باب: 4 من أبواب آداب التجارة حديث: ۳.
  13. سورة النور: ۳۷.
  14. الوسائل باب: ۱4 من أبواب آداب التجارة حديث: ۱
  15. الوسائل باب: ۱4 من أبواب آداب التجارة حديث: ۲.
  16. الوسائل باب: ۱۳ من أبواب آداب التجارة حديث: ۱ و ۲ و ۳.
  17. الوسائل باب: ۱۳ من أبواب آداب التجارة حديث: ۱ و ۲ و ۳.
  18. الوسائل باب: ۱۳ من أبواب آداب التجارة حديث: ۱ و ۲ و ۳.
  19. الوسائل باب: ۱۹ من أبواب آداب التجارة حديث: ۱ و ۳
  20. الوسائل باب: ۱۹ من أبواب آداب التجارة حديث: ۱ و ۳
  21. الوسائل باب: ۱۹ من أبواب آداب التجارة حديث: 4.
  22. راجع الوسائل باب: ۱۸ و ۲۰ من أبواب آداب التجارة.
الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"