وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (119) وَ لَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَ لا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (121) يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (122) وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ (123)
أورد سبحانه و تعالى في ما تقدم من الآيات المباركة بعض شبه الكافرين و المنكرين لوحدانيته و قدرته تعالى، و أقام الحجة على بطلان دعاويهم. و في هذه الآيات المباركة يذكر سبحانه المنكرين لنبوة رسوله (صلّى اللّه عليه و آله) غرورا، و عنادا، و يقيم الحجة عليهم، فذكر أولا من أنكر نبوته بكثرة السؤال عنادا و استخفافا بدين اللّه تعالى، ثم وجّه الكلام إلى الكفار فأمرهم بالإيمان و ان هدى اللّه أحق ان يتبع و ذكر أن طائفة منهم يرجى الإيمان منهم و هم الذين يتلون الكتاب حق تلاوته، تسلية لنبينا الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) ثم ذكّرهم بنعمه و ما يترتب على أفعالهم في يوم الآخرة.