إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (٤۰) فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (٤۱) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً (٤۲)
الآيات الشريفة تحثّ المؤمنين على الاعتقاد بحقيقة واقعيّة لها الأثر في هداية الإنسان و اطمئنانه، و إنّها: لا إله إلا اللّه، و تحرّضهم لعبادة الواحد الأحد و العمل بما تؤدّيه تلك الحقيقة، التي هي الهدف الرئيسي في الأديان الإلهيّة.
كما تدلّ الآيات المباركة على أن أجر العاملين محفوظ لا ينقص منه شيء، و لا تصل إليه يد الظلم و الجور، بل يعطيهم سبحانه و تعالى الحسنات المضاعفة و الأجر العظيم إن هم استقاموا على تلك العقيدة.
و تندّد هذه الآيات المباركة بالذين لا يعملون بمقتضاها و يحجمون عن تنفيذ أحكامها و يعصون الرسول صلّى اللّه عليه و آله في تعاليمه و شريعته.
و قد بيّن عزّ و جلّ فيها أهمّ موضوع، و هو نفي الظلم عنه تعالى عن ذلك علوّا كبيرا، فهو عدل في حكمه و أفعاله، و ضمّ إلى ذلك شهادة الشاهدين من صفوة الخلق لتثبيت مضمونها، و لا يخفى ارتباط هذه الآيات بالسابقة منها.