كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (۱۸٥) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (۱۸٦) وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (187) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (188) وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)
رجوع إلى استنهاض الناس إلى الجهاد في سبيل اللّه تعالى و الصبر و المثابرة في ميدان القتال و ان المعركة مع اعداء اللّه تعالى حتمية لا بد منها و اثبات كلمة التوحيد مما لا يمكن التخلّي عنه و الموت الذي يصيب كل ذي حياة لا يمكن الفرار منه فلا بد ان لا يخاف منه و لا يكون حائلا عن تطبيق ذلك الهدف الأسمى و اللّه جلت عظمته يوفي الأجور في يوم يحتاج إليها الإنسان و ليست الدنيا محلها فإنها المتاع الذي يستمتع به الإنسان في ايام قلائل ثم يزول عنها، فهذه الآيات الشريفة تحرض المؤمنين الى الجهاد بأبلغ أسلوب.
ثم ذكر سبحانه و تعالى ان السنة في هذه الحياة الفانية هي التمحيص و التمييز و الابتلاء و لا يمكن لاحد التخطي عن هذا الامتحان الالهي و هي سنة حتمية لا يمكن الفوز بالسعادة في الدنيا و الآخرة و نيل الأجر الحقيقي و العبودية الكاملة الا مع العبور على هذه القنطرة و الدخول في تلك السنة الربانية.
و قد ذكر عز و جل من الابتلاء ما يناله المؤمنون من اعداء اللّه تعالى من الأذى قولا و العدوان فعلا ثم وعدهم الحسنى ان هم صبروا و اتقوا و هما من عزائم الأمور التي يحتاج إليها كل فرد في مواجهة المشاكل و المكايد.
و أخيرا بين سبحانه و تعالى مفاسد اخلاق اهل الكتاب الذين أمرهم اللّه جلت عظمته ببيان الحق و أخذ عليه الميثاق منهم و لكنهم خالفوه و عاندوه فكتموه و حرفوه و أوعدهم النار و سوء العذاب.
كما بين سبحانه و تعالى ان ما سواه عز و جل هو ملك له يتصرف فيه بما يريد جلت عظمته و بما يشاء و هو على كل شيء قدير لا يمنعه عن ارادته احد.