وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (۱۳٤) وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ (۱۳٥) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (۱۳٦) قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَ هُدىً وَ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)
الآيات الشريفة من جلائل الآيات التي يذكر فيها أهم الخصائل الحميدة الفردية و الاجتماعية، و هي تهدي الإنسان إلى استكمال نفسه و مجتمعه و تعلمه كيفية علاج الرذائل النفسانية فهي تدعوه إلى الخير و الإحسان، و التحلي بمكارم الأخلاق و الانزجار عن الشر و السوء و مساوي الأخلاق.
و هي المسارعة إلى الخير، و الانفاق في سبيل اللّه في السراء و الضراء، و كظم الغيظ، و العفو عن الناس، و التوبة عن المعاصي و الذنوب التي تبعد الإنسان عن خالقه و توقعه في الورطات و المشاكل.
و قد امر عز و جل بنيل الإحسان و كل خير فردي و اجتماعي، و بيّن سبحانه و تعالى ان في التخلق بها و في افشائها يحقق للإنسان الحياة السعيدة و تأمنه من الوقوع في المهالك و توجب له النجاة من الشدائد و بها تثبت الوحدة بين افراد المجتمع و يشد بعضهم بعضا.
فهذه الآيات الشريفة تبين الصراط المستقيم الذي من سلكه لا يضل و لا يشفى، و قد ذكر سبحانه في الآيات السابقة أهم ما يمنع الإنسان من السير على ذلك الصراط المستقيم و ما يعيقه من تكميل نفسه و مجتمعه و هو الربا الذي يعد في نظر الإسلام من أهم الموانع المادية و المعنوية التي تحرم الإنسان عن الحياة السعيدة و تمنع من الانفاق الذي يعد من أهم الأسس في نيل السعادة.
و قد عد عز و جل ان التعدي عما ذكره و الاعراض عما بينه يؤدي إلى الشقاء و الحرمان و امر عز و جل بالاعتبار عما جرى في الأمم السابقة التي أعرضت عما ارتضاه اللّه تعالى لهم.