ففي صحيح معاوية: «إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها، و لا تدخلها بحذاء، و تقول إذا دخلت: اللهم إنك قلت: و من دخله كان آمنا فآمني من عذاب النار، ثمَّ تصلي ركعتين بين الأسطوانتين على الرخامة الحمراء، تقرأ في الركعة الأولى حم السجدة و في الثانية عدد آيتها من القران، و تصلّي في زواياه، و تقول: اللّهم من تهيأ أو تعبأ أو أعد و استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و جائزته و نوافله و فواضله فإليك يا سيدي تهيئتي و تعبئتي و إعدادي و استعدادي رجاء رفدك و نوافلك و جائزتك، فلا تخيب اليوم رجائي يا من لا يخيب عليه سائل، و لا ينقصه نائل، فإني لم آتك اليوم بعمل صالح قدمته و لا شفاعة مخلوق رجوته و لكني أتيتك مقرا بالظلم و الإساءة على نفسي فإنه لا حجة لي و لا عذر فأسألك يا من هو كذلك أن تصلي على محمد و آل محمد، و أن تعطيني مسألتي و تقيلني عثرتي و تقلبني برغبتي، و لا تردني مجبوها ممنوعا و لا خائبا، يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم، أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم، لا إله إلا أنت، قال: و لا تدخلها بحذاء و لا تبزق فيها، و لا تمتخط فيها، و لم يدخلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلا يوم فتح مكة»۱۹، و قال ابن عمار:
«رأيت العبد الصالح عليه السّلام دخل الكعبة فصلّى فيها ركعتين على الرخامة الحمراء، ثمَّ قام فاستقبل الحائط بين الركن اليماني و الغربي فرفع يده عليه و لصق به و دعا ثمَّ تحول إلى الركن اليماني فلصق به و دعا، ثمَّ أتى الركن الغربي ثمَّ خرج»۲۰ و في خبر إسماعيل بن همام: «قال أبو الحسن عليه السّلام: دخل النبي صلّى اللَّه عليه و آله الكعبة فصلى في زواياها الأربع، و صلى في كل زاوية ركعتين»۲۱ و في خبر أبي العلاء:
«سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام و ذكرت الصلاة في الكعبة قال عليه السّلام: بين العمودين تقوم على البلاطة الحمراء فان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله صلى عليها ثمَّ أقبل على أركان البيت، و كبر إلى كل ركن منه»۲۲، و في خبر ذريح: «سمعت أبا عبد اللَّه عليه السّلام في الكعبة و هو ساجد و هو يقول: لا يردّ غضبك إلا حلمك، و لا يجير من عذابك إلا رحمتك، و لا ينجي منك إلا التضرّع إليك، فهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد، و بها تنشر ميت البلاد، و لا تهلكني يا إلهي حتى تستجيب لي دعائي و تعرفني الإجابة، اللّهم ارزقني العافية إلى منتهى أجلي، و لا تشمت بي عدوي و لا تمكنه من عنقي، من ذا الذي يرفعني إن وضعتني، و من ذا الذي يضعني إن رفعتني، و إن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك و يسألك عن أمره، فقد علمت يا إلهي أنه ليس في حكمك ظلم و لا في نقمتك عجلة، و إنما يعجل من يخاف الفوت و يحتاج إلى الظلم الضعيف و قد تعاليت يا إلهي عن ذلك، إلهي فلا تجعلني للبلاء غرضا، و لا لنقمتك نصبا، و مهلني و نفسي، و أقلني عثرتي، و لا ترد يدي في نحري، و لا تتبعني بلاء على إثر بلاء فقد ترى ضعفي و تضرّعي إليك، و وحشتي من الناس و أنسي بك، أعوذ بك اليوم فأعذني، و أستجير بك فأجرني، و أستعين بك على الضراء فأعنّي و أستنصرك فانصرني، و أتوكل عليك فاكفني و أومن بك فآمني، و أستهديك فاهدني و أسترحمك فارحمني و أستغفرك مما تعلم فاغفر لي، و أسترزقك من فضلك
الواسع فارزقني و لا حول و لا قوة إلّا باللَّه العلي العظيم»۲۳.
و يستحب البكاء فيها و حولها من خشية اللَّه تعالى، فعن الصادق عليه السّلام:
«إنما سميت الكعبة بكة لبكاء الناس فيها و حولها»۲4.
ثمَّ إنه يستحب للنساء الغسل أيضا لو أردن الدخول في الكعبة، لقاعدة الاشتراك، و خبر الحلبي قال: «سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام أ يغتسلن النساء إذا أتين البيت قال عليه السّلام: نعم إن اللَّه عز و جل يقول طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ فينبغي للعبد أن لا يدخل إلا و هو طاهر قد غسل عنه العرق و الأذى و يتطهّر»۲٥.
و يستحب التكبير ثلاثا و هو خارج الكعبة قال عبد اللَّه بن سنان: «سمعت أبا عبد اللَّه عليه السّلام و هو خارج من الكعبة و هو يقول: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر حتى قالها ثلاثا، ثمَّ قال: اللّهم لا تجهد بلاءنا ربّنا و لا تشمت بنا أعداءنا فإنك أنت الضّار النافع، ثمَّ هبط فصلى إلى جانب الدرجة جعل الدرجة عن يساره مستقبل القبلة ليس بينها و بينه أحد، ثمَّ خرج إلى منزله»۲٦.
فرع: قد ورد في طلب الولد كيفية في صحيح معاوية قال الصادق عليه السّلام:
«أفض عليك دلوا من ماء زمزم، ثمَّ ادخل البيت، فإذا قمت على باب البيت فخذ بحلقة الباب ثمَّ قل: اللّهم إن البيت بيتك، و العبد عبدك و قد قلت و من دخله كان آمنا فآمني من عذبك و أجرني من سخطك، ثمَّ ادخل البيت فصل على الرخامة الحمراء ركعتين ثمَّ قم إلى الأسطوانة التي بحذاء الحجر و ألصق بها صدرك ثمَّ قل: يا واحد يا أحد يا ماجد يا قريب يا بعيد يا عزيز يا حليم لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين، هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، ثمَّ در بالأسطوانة فألصق بها ظهرك و بطنك و تدعو بهذا الدعاء فان يرد اللَّه شيئا كان»۲۷.
ففي رواية حفص بن البختري عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام أنه قال لبعض ولده: «هل سعيت في وادي محسّر؟ فقال: لا، فأمره أن يرجع حتى يسعى فقال له ابنه: لا أعرفه فقال له: سل الناس»۱٥، و في مرسل الحجّال قال: «مرّ رجل بوادي محسّر فأمره أبو عبد اللَّه عليه السّلام بعد الانصراف إلى مكة أن يرجع فيسعى»۱٦ و إطلاقه يشمل ترك السعي عمدا، أو جهلا، أو سهوا، أو عذرا.