كما تقدم في صحيح ابن عمار، و موثق ابي بصير۱.
و هي أمور: الأول: الوقوف عند باب المسجد و الدعاء (۱).
الثاني: رفع اليد، و استقبال البيت و الدعاء (۲).
و قد مرّ في صحيح ابن عمار ذلك أيضا۲.
الثالث: رفع اليد عند الدنوّ من الحجر الأسود، و الحمد و الثناء (۳).
لصحيح ابن عمار المتقدم۳.
كجميع موارد الشبهات التحريمية مطلقا حكمية كانت أو موضوعية و موارد الشك في المانعية.
الرابع: تقبيل الحجر الأسود و استلامه إن أمكن و مع عدم الإمكان فالإشارة إليه و الدعاء بالمأثور (٤).
أيضا تقدم في صحيح ابن عمار، و خبر أبي بصير4 فلا وجه للإعادة في جميع ذلك.
الخامس: تقبيل الحجر و استلامه في كل شوط زيادة على الابتداء و الاختتام (٥).
كما عن جمع من القدماء، و المتأخرين، للإطلاقات، و لخبر الشحام عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «كنت أطوف مع أبي و كان إذا انتهى إلى الحجر مسحة بيده و قبله، و إذا انتهى إلى الركن اليماني التزمه، فقلت: جعلت فداك تمسح الحجر بيدك و تلزم اليماني فقال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله ما أتيت الركن اليماني إلّا وجدت جبرئيل قد سبقني إليه يلتزمه»٥، و يمكن أن يستفاد من إطلاق مرسل حماد بن عيسى أيضا و فيه قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: «ما من طائف يطوف بهذا البيت حين تزول الشمس حاسرا عن رأسه حافيا يقارب بين خطاه و يغض بصره و يستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحدا و لا يقطع ذكر اللَّه عن لسانه إلّا كتب اللَّه له بكل خطوة سبعين ألف حسنة، و محي عنه سبعين ألف سيئة- الحديث-»٦، و في خبر ابن الحاج عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله يستلم الحجر في كل طواف فريضة و نافلة»۷ هذا مع الإمكان و عدم مزاحمة الناس و إلا فلا يستحب بل قد يحرم.
ثمَّ إنّ الاستلام من المعاني المشككة له مراتب شدة و ضعفا يحصل باليد و إلصاق البطن و الاعتناق و نحو ذلك، و يدل عليه قول الصادق عليه السّلام: «استلامه أن تلصق بطنك به و المسح أن تمسحه بيدك»۸.
السادس: الاشتغال بقراءة القرآن، و الذكر، و الدعاء، و الصلاة على النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله حين الاشتغال بالطواف (٦).
نصا، و إجماعا لما تقدم في مرسل حماد بن عيسى، و في خبر محمد ابن الفضل عن الجواد عليه السّلام: «طواف الفريضة لا ينبغي أن يتكلم فيه إلّا بالدعاء و ذكر اللَّه و تلاوة القرآن و النافلة يلقى الرجل أخاه فيسلم عليه و يحدثه بالشيء من أمر الآخرة و الدنيا لا بأس به»۹، و في خبر أديم قال: «قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام القراءة و أنا أطوف أفضل؟ أو ذكر اللَّه تبارك و تعالى؟ قال عليه السّلام:
القراءة»۱۰ و لا ريب في أن ذكر اللَّه حسن في كل حال خصوصا في مثل هذه الأحوال، كما لا ريب في استحباب الصلاة على محمد آل محمد في جميع الأحوال، و في خبر ابن نعيم قال: «قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: دخلت الطواف فلم يفتح لي شيء من الدعاء إلا الصلاة على محمد و آل محمد، و سعيت فكان ذلك، فقال عليه السّلام: ما أعطي أحد ممن سأل أفضل مما أعطيت»۱۱
السابع: الدعاء بالمأثور حين الطواف (۷).
يدل على ذلك صحيح ابن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «طف بالبيت سبعة أشواط و تقول في الطواف: «اللهم إنّي أسألك باسمك الذي يمشى به على ظلل الماء كما يمشى به على جدد الأرض، و أسألك باسمك الذي يهتزّ له عرشك، و أسألك باسمك الذي تهتزّ له أقدام ملائكتك، و أسألك باسمك الذي دعاك به موسى من جانب الطور فاستجبت له و ألقيت عليه محبة منك، و أسألك باسمك الذي غفرت به لمحمد صلّى اللَّه عليه و آله ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و أتممت عليه نعمتك أن تفعل بي- كذا و كذا- ما أجبت من الدعاء- إلى أن قال- و قل في الطواف: «اللهم إنّي إليك فقير، و إنّي خائف مستجير فلا تغيّر جسمي و لا تبدّل اسمي»۱۲.
الثامن: الصلاة على النبيّ (ص) كل ما انتهى إلى باب الكعبة (۸).
لما في صحيح ابن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام: «كل ما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي صلّى اللَّه عليه و آله»۱۳.
التاسع: الدعاء بالمأثور فيما بين الركن اليمانيّ و الحجر الأسود (۹).
لصحيح ابن سنان عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «يستحب أن يقول بين الركن و الحجر: «اللّهم آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ» و قال عليه السّلام: إن ملكا يقول آمين۱4، و في صحيح ابن عمار عنه عليه السّلام أيضا: «و تقول فيما بين الركن اليماني و الحجر الأسود: «رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ»۱٥.
العاشر: استلام الركن اليمانيّ في كل شوط (۱۰).
لخبر أبي مريم قال: «كنت مع أبي جعفر عليه السّلام أطوف فكان لا يمر في طواف من طوافه بالركن اليماني إلا استلمه ثمَّ يقول: اللّهم تب عليّ حتى أتوب و اعصمني حتى لا أعود»۱٦.
الحادي عشر: رفع اليد بحذاء الركن اليمانيّ إلى السماء و الدعاء بالمأثور (۱۱).
ففي خبر سعد بن سعد عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: «كنت معه في الطواف فلما صرنا بحذاء الركن اليماني قام عليه السّلام فرفع يده إلى السماء ثمَّ قال:
يا اللَّه يا وليّ العافية، و خالق العافية، و رازق العافية، و المنعم بالعافية، و المنان بالعافية، و المتفضل بالعافية عليّ و على جميع خلقك، يا رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما صل على محمد و آل محمد و ارزقنا العافية، و دوام العافية، و شكر العافية في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين»۱۷.
الثاني عشر: استقبال الميزاب و الدعاء بالمأثور (۱۲).
لخبر أيوب عن الشيخ يعني موسى بن جعفر عليه السّلام: «قال لي: كان أبي إذا استقبل الميزاب قال: اللّهم أعتق رقبتي من النار، و أوسع عليّ من رزقك الحلال، و ادرأ عنّي شر فسقة الجن و الإنس و أدخلني الجنة برحمتك»۱۸، و في خبر ابن عاصم عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «كان علي بن الحسين عليه السّلام إذا بلغ الحجر قبل أن يبلغ الميزاب يرفع رأسه ثمَّ يقول: اللّهم أدخلني الجنة برحمتك، و هو ينظر إلى الميزاب، و أجرني برحمتك من النار، و عافني من السقم، و أوسع عليّ من الرزق الحلال و ادرأ عنّي شرّ فسقة الجن و الإنس و شرّ فسقة العرب و العجم»۱۹.
الثالث عشر: أن يكون ماشيا على سكينة و وقار، و اقتصاد في المشي (۱۳)،بلا فرق بين أقسام الطواف (۱٤).
أما استحباب أصل المشي في مقابل الركوب، فعليه المعظم، بل أوجبه ابن زهرة حاكيا عليه الإجماع و هو المناسب للاستكانه و الخضوع عند بيت ربّ العالمين.
و أما استحباب السكينة و الوقار و الاقتصاد فلكونها مناسبة للخشوع و الانكسار، و في خبر ابن سيابة قال: «سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام عن الطواف فقلت:
أسرع و أكثر أو أبطئ؟ قال عليه السّلام مشي بين مشيين»۲۰، و في نوادر أحمد بن عيسى، عن أبيه، عن جده قال: «رأيت علي بن الحسين عليه السّلام يمشي و لا يرمل»۲۱. و أما خبر سعيد الأعرج: «أنه سأل أبا عبد اللَّه عليه السّلام عن المسرع و المبطئ في الطواف فقال عليه السّلام: كلّ واسع ما لم يؤذ أحدا۲۲» فهو دالّ على الجواز فلا ينافي أحسنية الاقتصاد. و أما ما ورد من أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله رمل في الطواف فهو قضية في واقعة لإظهار جلادة أصحابه في الجملة و لا يستفاد منها الاستحباب، و في نوادر ابن عيسى عن أبيه قال: «سئل ابن عباس فقيل إن قوما يروون أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله أمر بالرمل حول الكعبة فقال: كذبوا و صدقوا فقلت: و كيف ذلك؟
فقال إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله دخل مكة في عمرة القضاء و أهلها مشركون، و بلغهم أن أصحاب محمد مجهودون، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله رحم اللَّه امرئ أراهم من نفسه جلدا فأمرهم فحسروا عن أعضادهم و رملوا بالبيت ثلاثة أشواط و رسول اللَّه على ناقته، و عبد اللَّه بن رواحة أخذ بزمامها و المشركون بحيال الميزاب ينظرون إليهم، ثمَّ حج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله بعد ذلك فلم يرمل و لم يأمرهم بذلك فصدقوا في ذلك و كذبوا في هذه»۲۳، و عن زرارة قال: «سألت أبا جعفر عليه السّلام عن الطواف أ يرمل فيه الرجل؟ فقال إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله لما أن قدم مكة و كان بينه و بين المشركين الكتاب الذي قد علمتم، أمر الناس أن يتجلدوا و قال: أخرجوا أعضادكم، و أخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله ثمَّ رمل بالبيت ليريهم أنه لم يصبهم جهد فمن أجل ذلك يرمل الناس و إني لأمشي مشيا و قد كان علي بن الحسين عليه السّلام يمشي مشيا»۲4. ثمَّ إن المراد بالرمل: الهرولة على ما يستفاد من أقوال اللغويين.
لجريان ما تقدم في جميع الأشواط و تمام أقساط الطواف.
الرابع عشر: أن يلتزم المستجار- المسمّى بالملتزم، و المتعوّذ أيضا- في الشوط السابع و هو من وراء الكعبة في مقابل الباب بأن يبسط يده على حائطه و يلصق به بطنه و خدّه و يقرّ بذنوبه مسمّيا لها و يتوب و يستغفر منها و يقول الدعاء (۱٥).
قال الصادق عليه السّلام في خبر ابن سنان: «إذا كنت في الطواف السابع فائت المتعوّذ، و هو إذا قمت في دبر الكعبة حذاء الباب فقل: «اللّهم البيت بيتك، و العبد عبدك، و هذا مقام العائذ بك من النار، اللّهم من قبلك الرّوح و الفرج» ثمَ استلم الركن اليماني ثمَّ ائت الحجر فاختم به»۲٥ و في صحيح ابن عمار قال: «أبو عبد اللَّه عليه السّلام إذا فرغت من طوافك و بلغت مؤخّر الكعبة و هو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت، و ألصق بدنك (بطنك) و خدك بالبيت و قل: «اللّهم البيت بيتك، و العبد عبدك، و هذا مكان العائذ بك من النار» ثمَّ أقرّ لربك بما عملت فإنه ليس من عبد مؤمن يقر لربه بذنوبه في هذا المكان إلّا غفر اللَّه له إن شاء اللَّه و تقول: «اللّهم من قبلك الرّوح و الفرج و العافية، اللّهم إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي و اغفر لي ما اطلعت عليه منّي و خفي على خلقك» ثمَّ تستجير باللَّه من النار، و تخير لنفسك من الدعاء، ثمَّ استلم الركن اليماني ثمَّ ائت الحجر الأسود»۲٦، و في حديث الأربعماءة عن علي عليه السّلام قال:
«أقرّوا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم و ما لم تحفظوا، فقولوا: «و ما حفظته علينا حفظتك، و نسيناه فاغفره لنا» فإنّه من أقر بذنوبه في ذلك الموضع و عدّه و ذكره و استغفره كان على اللَّه عز و جل أن يغفر له»۲۷، و في صحيح ابن عمار:
«أن أبا عبد اللَّه عليه السّلام كان إذا انتهى إلى الملتزم قال لمواليه: أميطوا عنّي حتى أقر لربي بذنوبي في هذا المكان، فإن هذا الكان لم يقر عبد لربه بذنوبه ثمَّ استغفر إلا غفر اللَّه له»۲۸ إلى غير ذلك من الأخبار.
الخامس عشر: استلام الأركان كلها خصوصا اليماني و ما فيه الحجر (۱٦).
نصا، و إجماعا، ففي صحيح جميل: «رأيت أبا عبد اللَّه عليه السّلام يستلم الأركان كلها»۲۹. نعم للركن اليماني و الركن الذي فيه الحجر الأسود فضل كثير، و قد كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله يواظب على استلامهما. ثمَّ إنه لو تجاوز المستجار عمدا، أو نسيانا فمقتضى صحيح ابن يقطين عدم جواز الرجوع قال «سألت أبا الحسن عليه السّلام عمن نسي أن يلتزم في آخر طوافه حتى جاز الركن اليماني أ يصلح أن يلتزم بين الركن اليماني و بين الحجر أو يدع ذلك؟ قال عليه السّلام يترك الملتزم و يمضي»۳۰، و علل أيضا بأنه مستلزم للزيادة، و لكن لو رجع رجاء لا بقصد المشروعية ثمَّ رجع كذلك لا يلزم المحذور، و يمكن حمل الصحيح على صورة قصد الورود.
السادس عشر: التداني من البيت (۱۷).
ذكره المحقق، و الفاضل، و غيرهما لمحبوبية التداني من المقدسات الدينية عند المتشرعة، و التداني من بيوت الملوك محبوب لكافة الناس فكيف بالتداني من بيت مالك الملوك.
السابع عشر: أن يطوف مدّة مقامه بمكة ثلاثمائة و ستين طوافا عدد أيام السنة كل طواف سبعة أشواط و إن لم يتمكن فثلاثمائة و ستون شوطا (۱۸).
نصا، و إجماعا قال الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «يستحب ان يطوف ثلاثمائة و ستين أسبوعا على عدد أيام السنة فإن لم يستطع فثلاثمائة و ستين شوطا، فان لم تستطع فما قدرت عليه من الطواف»۳۱ و يصير مجموع ثلاثمائة و ستين شوطا أحد و خمسون أسبوعا و ثلاثة أشواطا و لا بأس بالزيادة للنص.
ثمَّ إن الأخبار مطلقة من قيد مدة المقام بمكة و يمكن أن يقال: أن القيد من قبيل القرينة المحفوفة بها، مضافا إلى ذكره في الفقه الرضوي: «يستحب أن يطوف الرجل بمقامه بمكة ثلاثمائة و ستين أسبوعا»۳۲. ثمَّ إنه يظهر من الأخبار أن الطواف كالصلاة «فمن شاء استقل و من شاء استكثر»۳۳.
(مسألة ۱): يكره الكلام في الطواف إلّا بالذكر، و الدعاء، و قراءة القرآن (۱۹).
على المشهور بين الأصحاب، و يشهد له النبوي: «الطواف بالبيت صلاة»۳4، و لأن الطواف في المسجد يكره الكلام فيه. و قد مرّ ضعف الأول سندا و دلالة، و الثاني أعم من المدعى و لكن الكراهة قابلة للمسامحة، و لخبر الفضيل عن الجواد عليه السّلام قال: «طواف الفريضة لا ينبغي أن يتكلم فيه إلّا بالدعاء، و ذكر اللَّه، و تلاوة القرآن، و النافلة يلقى الرجل أخاه فيسلم عليه و يحدثه بالشيء من أمر الآخرة و الدنيا لا بأس به»۳٥ و هو محمول بالنسبة إلى النافلة على خفة الكراهة، و أما أصل الجواز فلا إشكال فيه، للأصل، و الإجماع، و خبر ابن يقطين قال: «سألت أبا الحسن عليه السّلام: «عن الكلام في الطواف و إنشاد الشعر، و الضحك في الفريضة أو غير الفريضة، أو يستقيم ذلك؟ قال عليه السّلام: لا بأس به و الشعر ما كان لا بأس به منه»۳٦.
و يكره في الطواف جميع ما يكره في الصلاة من التمطي، و التثأب، و الفرقعة، و العبث، و مدافعة الأخبثين و غير ذلك مما تقدم في مكروهات الصلاة تسامحا في دليل الكراهة التي يكفي فيها «الطواف بالبيت صلاة» حتى مع قصور سنده و دلالته.
و لا بأس بالتعرض إلى تلخيص في الأماكن المقدسة التي يرتجى فيها زيادة الثواب و لها أحكام و آداب ..
منها: الحرم: و هو محيط بمكة المكرمة من جميع الجوانب و محترم و مقدس من قبل هبوط أبينا آدم إلى يوم القيامة و له آداب و أحكام خاصة قد تعرضنا لبعضها، و حدوده شمالا من طرف المدينة المنورة التنعيم (مسجد العمرة)، و من جهة جدة- غربا- الحديبية، و شرقا من جهة نجد الجعرانة، و جنوبا من طرف عرفة نمرة، فراجع خريطة الحرم. فالكعبة بيت اللَّه تعالى، و الحرم حجابه، و عرفة موقف زواره، و المشعر بابه و إنما يوقفهم بعرفة ليتضرّعوا حتى يأذن لهم بالدخول في حرمة و التشرف بالطواف حول بيته.
و منها: المسجد الحرام: و يكفي في فضله أنه ما بعث اللَّه نبيا و لا اتخذ وليّا إلّا و تشرف بالصلاة فيه و الطواف حول البيت الذي تضمنه هذا المسجد.
و منها: الكعبة: و هي غاية آمال المؤمن المتوجه و العارف المتأله يشتاقون إليها بلا اختيار و يتوجهون نحوها من البر و الجو و البحار.
و منها: مقام إبراهيم عليه السّلام: و يكفيك اسمه عن بيان فضله، إذ أي مرتبة تتصور فوق مرتبة الخليل عند ربه الجليل الذي أفنى نفسه، و أهله، و ماله في سبيل التوحيد و تشعير المشاعر العظام، و بناء الكعبة في بيت اللَّه الحرام، فشكر اللَّه تعالى بعض متاعبه بأن جعل النبوة في سلالته، و الدين الحنيف الأبدي من طريقته و ملّته و تقدم بعض ما يتعلق به في المسائل السابقة.
و منها: زمزم: و قد وردت أخبار في فضل مائه قال الصادق عليه السّلام: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم»۳۷ و لا بد و أن يكون كذلك، لكونه في المسجد الحرام و مجاورا للكعبة المقدسة، و للقانتين الراكعين الساجدين الطائفين في آناء الليل و أطراف النهار من البررة الأخيار و الملائكة الأطهار.
و قد كان النبي صلّى اللَّه عليه و آله يستهدي من مائة و هو بالمدينة۳۸ و يقول الصادق عليه السّلام: «ماء زمزم شفاء لما شرب له»۳۹.
ثمَّ إن من وقف مقابل الكعبة المكرمة فالزاوية التي على يساره من البيت الشريف تسمى بالركن العراقي و فيها الحجر الأسود، و ما بين الباب و الحجر الأسود يسمى بالحطيم، و الزاوية التي على يمينه من البيت الشريف تسمى بالركن الغربي، و الجدار القصير الذي يكون في ذلك الطرف بشكل نصف دائرة تقريبا تسمى بحجر إسماعيل و فيه قبور الأنبياء، و عذارى بنات إسماعيل، و إذا وقف الشخص خلف البيت الشريف تسمى الزاوية من البيت التي على يمينه بالركن اليماني، و الزاوية التي على يساره بالركن الشامي و المقدار المقابل لباب الكعبة من خلفها يسمى بأسماء ثلاثة: المستجار، و المتعوّذ، و الملتزم.
الحجر الأسود: وردت أخبار كثيرة في فضله، و بدء خلقه4۰ قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: استلموا الركن فإنه يمين اللَّه في خلقه، يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الرجل يشهد لمن استلمه بالموافاة»4۱.
الحطيم: هو ما بين باب الكعبة المقدسة و الحجر الأسود و هو من الأماكن المقدسة لا بد فيه من التوبة و الاستغفار فإنه يحطم فيه الذنوب العظام (أي:
يكسر) و لذلك سمّي حطيما، و في بعض الأخبار إنه المكان الذي تاب اللَّه تعالى على آدم عليه السّلام4۲.
الركن اليماني: الزاوية التي تكون بإزاء الحجر الأسود من خلف البيت تسمى بالركن اليماني و قد ورد في فضلها في الأخبار ما تتحير فيه العقول قال النبي صلّى اللَّه عليه و آله: «ما أتيت الركن اليماني إلا وجدت جبرائيل قد سبقني إليه يلتزمه»4۳، و قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام: «الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه الجنة»44، و قال عليه السّلام أيضا: «فيه باب من أبواب الجنة لم يغلق منذ فتح، و فيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد»4٥، و قال عليه السّلام: «إن ملكا موكل بالركن اليماني منذ خلق اللَّه السموات و الأرض ليس له هجير إلا التأمين على دعائكم، فلينظر عبد بما يدعو»4٦ و لا بد من اغتنام الوقت و الحال في هذا المكان المقدس.
المستجار: المقدار الذي يكون بإزاء باب الكعبة من خلف البيت يسمى ب (المستجار)، و (المتعوّذ) و (الملتزم) و قد وردت في فضله أخبار كثيرة قال علي عليه السّلام: «أقروا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم و ما لم تحفظوا، فقولوا و ما حفظته علينا حفظتك و نسيناه فاغفره لنا، فإنه من أقر بذنوبه في ذلك الموضع و عده و ذكره و استغفر منه كان حقا على اللَّه عز و جل أن يغفر له»4۷، و قال الصادق عليه السّلام: «إنه ليس عبد مؤمن يقر لربه بذنوبه في هذا المكان إلا غفر له إن شاء اللَّه»4۸.
النظر إلى الكعبة المقدسة يستحب إكثار النظر إلى الكعبة المشرفة قال النبي صلّى اللَّه عليه و آله: «النظر إلى الكعبة حبا لها يهدم الخطايا هدما»4۹، و عن علي عليه السّلام: «إذا خرجتم حجاجا إلى بيت اللَّه فأكثروا النظر إلى بيت اللَّه، فان للَّه مائة و عشرين رحمة عند بيته الحرام، ستون للطائفين، و أربعون للمصلين، و عشرون للناظرين»٥۰.
المواقف الثلاثة و هي: منى، و عرفات، و المشعر الحرام، و هذه الثلاثة من أهم المواقف الدينية، و المشاعر المقدسة العبادية المعروفة من هبوط آدم إلى
انقراض العالم، و لها أعمال، و آداب، و أحكام يأتي التعرض لها إنشاء اللَّه تعالى.
و من الأماكن المقدسة مسجد الخيف في منى فإنه مضافا إلى فضله- أنه في الحرم- قد صلّى فيه الأنبياء و فيه قبور جمع منهم، و صلّى فيه نبينا الأعظم صلّى اللَّه عليه و آله و مقامه الشريف في الصومعة التي تكون في وسط المسجد عند المنارة.
- راجع صفحة: ۳۸- ۳۹.
- راجع صفحة: ۳۸- ۳۹.
- راجع صفحة ۳۹.
- راجع صفحة: ۳۹.
- الوسائل باب: ۲۲ من أبواب الطواف حديث: ۲.
- الوسائل باب: ٥ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۱۳ من أبواب الطواف حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۱٥ من أبواب الطواف حديث: ۲.
- الوسائل باب: ٥4 من أبواب الطواف حديث: ۲.
- الوسائل باب: ٥٥ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲۱ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الطواف حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الطواف.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الطواف حديث: 4.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الطواف حديث: 4.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الطواف حديث: ۷.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الطواف حديث: ۳.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الطواف حديث: ٥.
- الوسائل باب: ۲۹ من أبواب الطواف حديث: 4.
- الوسائل باب: ۲۹ من أبواب الطواف حديث: ٦.
- الوسائل باب: ۲۹ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲۹ من أبواب الطواف حديث: ٥.
- الوسائل باب: ۲۹ من أبواب الطواف حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۲٦ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲٦ من أبواب الطواف حديث: 4.
- الوسائل باب: ۲٦ من أبواب الطواف حديث: ۸.
- الوسائل باب: ۲٦ من أبواب الطواف حديث: ٥.
- الوسائل باب: ۲٥ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲۷ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۷ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- مستدرك الوسائل باب: ٦ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- مستدرك الوسائل باب: ۱۰ من أبواب وجوب الصلاة حديث: ۹( كتاب الصلاة).
- راجع صفحة: 4۳.
- الوسائل باب: ٥4 من أبواب الطواف حديث: ۲.
- الوسائل باب: ٥4 من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۱٦ من أبواب الأشربة المباحة حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲۰ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۲.
- راجع الوسائل باب: ۱۳ من أبواب الطواف.
- الوسائل باب: ۱٥ من أبواب الطواف حديث: ۲.
- الوافي ج: ۸ باب: ۲ من أبواب( فضل الكعبة و مسجد الحرام) صفحة: ۱۰ و الرواية عن التهذيب.
- الوسائل باب: ۲۲ من أبواب الطواف حديث: ۳.
- الوسائل باب: ۲۲ من أبواب الطواف حديث: ٦.
- الوسائل باب: ۲۲ من أبواب الطواف حديث: ۷.
- الوسائل باب: ۲۲ من أبواب الطواف حديث: ۷.
- الوسائل باب: ۲۳ من أبواب الطواف حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲٦ من أبواب الطواف حديث: ۸.
- الوسائل باب: ۲٦ من أبواب الطواف حديث: ۹.
- الوسائل باب: ۲۹ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۹.
- الوسائل باب: ۲۹ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۸.