بالأدلة الأربعة فمن الكتاب إطلاق قوله تعالى وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ۱، الشامل للتهيئة التمرينية أيضا مع أن المقاتلة مع الأعداء و المناضلة معهم تحتاج إلى تعليم و تعلم في كل عصر و زمان، و قد بين علي عليه السّلام بعض هذا العلم في بعض خطبه۲.
و أما السنة فلما رواه الفريقان عنه صلّى اللّه عليه و آله: أنه سابق، ففي رواية طلحة عن الصادق عليه السّلام: «أغار المشركون على سرح المدينة فنادى فيها مناد: يا سوء صباحاه، فسمعها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في الجبل فركب فرسه في طلب العدو، و كان
أول أصحابه لحقه أبو قتادة على فرس له، و كان تحت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سرج دفّتاه ليف ليس فيه أشر و لا بطر فطلب العدو فلم يلقوا أحدا، و تتابعت الخيل فقال أبو قتادة: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إن العدو قد انصرف فإن رأيت أن نستبق، فقال: نعم، فاستبقوا فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله سابقا عليهم ثمَّ أقبل عليهم، فقال: أنا ابن العواتك من قريش إنه لهو الجواد البحر- يعني فرسه-»۳، و عنه صلّى اللّه عليه و آله أيضا: «أن الملائكة لتنفر عند الرهان و تلعن صاحبه ما خلا الحافر و الخف و الريش و النصل، و قد سابق رسول اللّه أسامة بن زيد و أجرى الخيل»4، و أما الإجماع فمن المسلمين بل من جميع العقلاء الذين لهم جند و جيش مع عدم ارتكابهم لما هو غير المشروع.
و أما العقل فلا ريب في حكمه بحسن ما وظفه الشارع.