لنصوص مستفيضة منها قول علي عليه السّلام: «غسل اليدين قبل الطعام و بعده زيادة في العمر و إماطة للغمر من الثياب و يجلو البصر»1.
و منها قول أبي عبد اللّه عليه السّلام في خبر ابن القداح: «من غسل يده قبل الطعام و بعده عاش في سعة و عوفي من بلوى في جسده»2، إلى غير ذلك مما هو كثير، و المراد بالوضوء في جملة منها كقول أبي الحسن عليه السّلام: «الوضوء قبل الطعام و بعده يثبت النعمة»3، إنما هو غسل اليد فقط إذ لم يعهد من الفقهاء استحباب الوضوء المعهود قبل الطعام و بعده بل المعهود عدمه، و في خبر هشام بن سالم قال لي الصادق عليه السّلام: «و الوضوء هنا غسل اليدين قبل الطعام و بعده»4، و مقتضى إطلاق ما تقدم من الأخبار عدم الفرق بين كون الطعام مائعا أو جامدا كان الأكل باليد مباشرة أو بالآلات المتعارفة في هذه الأزمنة و سواء كان الأكل بيد واحدة أو بهما معا لأن هذا نحو تعظيم لنعمة اللّه و تجليل لها مضافا إلى مصالح اخرى ثمَّ ان الموجود في كلمات الفقهاء «غسل اليدين» و الموجود في النصوص لفظ «اليد» و «اليدين» و «أيديكم» و «الوضوء» و يصح أن يراد بالأول الجنس فلا ينافي البقية، و قد مر أن المراد بالوضوء غسل اليدين فيرتفع تنافي الأخبار من البين.
ثمَّ انه إن كانت اليد نظيفة فلا يتأكد استحباب الغسل لقول أبي الحسن عليه السّلام: «من كانت يده نظيفة فلم يغسلها فلا بأس أن يأكل من غير أن يغسل يده»5.