1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. ماقیل حول السید
  6. /
  7. معجم الألفاظ قرآنیة
  8. /
  9. باب السين
س أ ل

السؤال: طلب معرفة شي‏ء, واستدعاؤها، أو طلب مال.

فإذا كان لطلب معرفة شي‏ء يتعدّى إلى المفعول الثاني بنفسه تارة، وبحرف الجرّ أخرى، تقول: سألته كذا، وسألته عن كذا، قال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ[1]، وقال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ[2]،وإذا كان لطلب المال يتعدّى إليه بنفسه مرة، وبـ (من) أخرى، قال تعالى: وإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ[3], والمعروف أنّ الطلب إذا كان من العالي إلى السافل، فهو أمر, وإذا كان بالعكس فهو سؤال, وإذا كان من المساوي فهو التماس.

وقد تكرّر لفظ (يسألونك) في القرآن الكريم في ما يزيد على عشرة موارد، وغالبها السؤال عن الأحكام، وفي بعضها السؤال عن الأمور التكوينيّة الطبيعيّة، نحو قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ[4]، وقوله تعالى: ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ[5]، وقوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ[6]، وفي جميعها وقع الجواب بغير الفاء إلّا في قوله تعالى: ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفًا[7]، فإنّه كاشف عن عظمة المسؤول عنه، لأنّه من أشراط الساعة.

وفي قوله تعالى:  أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ[8], المراد بالسؤال: كلّ سؤال لا يصدر عن فكر, ورويّة, بل يصدر عن عناد, ولجاج، ويكون منشؤه الجهل المركّب؛ وقد بيّن ـــــ سبحانه, وتعالى ـــــ بعض تلك الأسئلة في آيات أخرى، فقال تعالى:  وقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا[9]؛ والمراد بالسائل: كل من تصدى له, سواء كان من الكفار, أو المشركين, أو المنافقين؛ والسؤال في الآية المباركة عام, يشمل ما وقع في عصر البعثة بالنسبة إلى أصل حدوث الشريعة, وما يقع بعدها إلى يوم القيامة, قال تعالى:  لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ[10].

ويختلف الدعاء عن السؤال في أنّ الأخير بمنزلة الغاية للأول.

[1] الأنفال: 1

[2] البقرة: 189

[3] الأحزاب: 53

[4] البقرة : 189

[5] الإسراء: 85

[6] الأعراف: 187

[7] طه: 105

[8] البقرة : 108

[9]الإسراء: 90

[10]المائدة: 101

س ب ت

مادة (س ب ت) تدل على القطع، قال تعالى: وجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتًا[1], أي: جعلنا النوم قطعا للحركات، وسببا للراحة والسكون.

ويوم السبت معروف في أيام الأسبوع, وهو عيد اليهود, قال تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ[2], والأحد عيد النصارى، والجمعة عيد المسلمين, فذات هذه الأيام أعياد لهؤلاء، سواء قلنا بكونها أسماء لها من العهد القديم, وهو ما يظهر من بعض الآثار, أو أنّها حدثت بعد قرون كثيرة, وهو ما ورد عن جمع.

[1]النبأ: 9

[2]البقرة: 65

س ب ح

التسبيح: التنزيه عن كل نقص مطلقًا, ويختصّ ذلك باللّه تعالى, كاختصاص الحمد به تعالى، قال تعالى:  سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ[1]، وقال تعالى:  وَإِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ[2].

وفي الفرق بين الحمد, والمدح, والشكر, والتسبيح, انظر: (ح م د )

[1]الصافات: 159

[2] الإسراء: 44.

س ب ط

أسباط: جمع سِبط, وفي قوله تعالى: قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ[1], هم القبائل من أبناء يعقوب الاثني عشر.

[1] البقرة : 136

س ب ع

السبُع: اسم جنس, يشمل كلّ وحش ضار يعدو على الإنسان, والدوابّ, أو يفترسها, نحو: الأسد، والنمر، والثعلب، والذئب، والضبع، قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ [1].

وفي الحديث عن نبيّنا الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله): “نهى عن أكل كلّ ذي ناب من السباع”[2]، أي: ما يفترسها الحيوان, ويأكله قهرًا, وقسرًا. ومن العرب من وقف اسم السبع على الأسد فقط.

[1] المائدة : 3

[2] النهاية في غريب الحديث – ابن الأثير – ج 2 – ص 337 (سبع)

س ب ل

السبيل: الطريق، وعابر السبيل: مارّ الطريق، وقد يراد به المسافر, قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ[1].

وسبيل اللّه: في قوله تعالى:  وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ[2]: هو كلّ ما فيه رضاء الرّحمن, وأوجب كمال الإنسان, والتباعد عن  الشيطان، وسبل اللّه كثيرة, ومتعدّدة, ولا تنحصر في جهة خاصّة, وأمر خاصّ، وهو يجتمع مع كلّ أمر, ما لم يكن نهي شرعيّ في البين, فهو الكمال الفعلي, الدائميّ, القابل للنموّ, والتعالي, وفيه يقول عزّ, وجلّ: واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ, وهو روح العمل, والسرّ في بقائه, ودوامه, بل هو شعاع من عالم الغيب على القلوب المنزّهة عن الشكّ والريب، وهو الجذبة الروحانيّة الّتي تحيط بالعبد, إذا تحقّقت الشرائط, الّتي منها الوقوف عند الشريعة المقدّسة, والعكوف على حدودها, والعمل بأحكامها, وهو الذي إذا حصل, جعل العمل مباركًا, وإذا فُقد, كان العمل فاسدًا, والسّعي ضلالًا, والتجارة خاسرة خسرانًا مبينًا.

[1] النساء : 43

[2] البقرة : 154

س ج د

السجود: في قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [1], بمعنى: الخضوع,  والخشوع, المناسب لمن يدخل الأرض المقدسة، وهو تأديب إلهيّ في كيفيّة دخول بيت المقدس، ويصحّ تعديه إلى كلّ بيت من بيوت اللّه تعالى، وقد وردت في السنّة المقدّسة أمور كثيرة في آداب دخول المسجد الحرام, والكعبة المقدسة.

[1] البقرة : 58

س ح ت

مادة (س ح ت) تدلّ على الشدّة, والهلاك. يقال: سحت الشي‏ء, يسحته: قشّره قليلًا قليلًا، أي: استأصله. ومنه الحرام، لأنّه يذهب بالطاعات, ويستأصلها, فيسحت دين المرء, ومروءته.

ومنه السَحت (بالفتح): لشدّة الأكل, والشرب, وأسحت الشي‏ء: استأصله، قال تعالى: فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ[1]، أي: يستأصلكم بعذاب.

فإذا كان السحت, يشمل الحرام, والكسب المحرّم، فيكون له مصاديق متعدّدة؛ وقد ورد في الحديث أنّ للسحت أنواعًا كثيرة,  ففي الخبر: “كلّ شي‏ء غلّ من الإمام، فهو سحت، وأكل مال اليتيم, وشبهه, سحت، والسحت أنواع كثيرة، منها أجور الفواجر، وثمن الخمر, والنبيذ المسكر، والربا بعد البيّنة- أي بعد التحريم- فأمّا الرشا في الحكم، فإنّ ذلك الكفر باللّه العظيم وبرسوله (صلى الله عليه وآله)”.[2]

وإطلاق قوله تعالى:  سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ[3], يشمل كلّ أنواع المحرّمات التي ارتكبها اليهود.

[1]  طه: 61

[2] الكافي – ج 5 – ص 126 ,كتاب:المعيشة , باب:السحت , حديث:1

[3] المائدة : 42

س ح ر

مادة ( س ح ر) في أية هيأة استعملت تفيد معنى: الخفاء, والإخفاء.

وفي قوله تعالى:  الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ[1], الأسحار: جمع (سَحَر), وهو: اختلاط ظلام آخر الليل بضياء الفجر، وهو اسم لذلك الوقت، وهو أفضل الأوقات, وأشرفها, وأحسنها للعبادة، وأطيبها لحضور القلب, والإقبال على الدعاء, ومناجاة الربّ، وأبعدها عن مداخلة الرياء، وكلّ ما قيل في مدحه, وفضله, فهو قليل، فكم للّه تعالى فيه من نفحة عطرة, منّ بها على من يشاء, وجائزة موفّرة يخصّ بها من أخلص في الدعاء، وكم من عبادة فيها هبّت عليها نسمات القبول، ودعوة من ذي طلبة مشفوعة بالمأمول، فهو وقت العلماء العاملين, والعرفاء المتعبّدين، وهو وقت نجوى الحبيب مع الحبيب، بلا تخلّل مغاير, أو رقيب، فالسعيد من أدرك هذا الوقت الشريف, وأفاد من رحمة الربّ اللطيف؛ وهذا الوقت من آخره معلوم، وهو اختلاط ظلام الليل بضياء النهار، وأمّا من أوّله، فعن جمع هو السدس الأخير من الليل، وعن آخرين أنّه الثلث الأخير منه، وعن آخر أنّه الثمن، وكلّ صحيح بحسب مراتب الفضل.

وفي قوله تعالى: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [2], يفاد أمور:

الأول: أنّ اللّه تعالى لم يبيّن حقيقة السحر في هذه الآية الشريفة، وأجمل الأمر، وإنّما وصفه سبحانه في آية أخرى, أنّه تخييل, وضرب من الخداع النفسي، قال تعالى:  يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى [3]، وقال تعالى: سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ[4], ولعلّ الحكمة في ذلك أنّه أوكل معرفة الحقائق المكتسبة إلى بحث الإنسان, وجهده في تحصيلها.

الثاني: أنّ السحر كان من الأمور العاديّة, يتعلمه النّاس في تلك الأعصار، وهذا من جملة الفروق بينه, وبين المعجزة, فإنّها ليست كذلك.

الثالث: لعلّ الوجه في إنزال السحر على الملكين دون الأنبياء (عليهم السلام), لأجل أن الملكين كانا محشورين في الناس, يعرفان كيد الشياطين, ومكر السحرة، أو لجلالة مقام الأنبياء (عليهم السلام), لئلّا يتّهمهم النّاس بما لا يليق بهم.

الرابع: أنّ في عمل السحر معرضيّة للكفر, ولا ريب فيه, لأنّ الأنس بما هو من شؤون الشيطان, يوجب البعد عن ساحة الرحمن.

الخامس: أنّ تعليم الملكين للسحر, إنّما كان لغرض إفساد سحر السحرة، وبيان السحر, والمعجزة؛ وفيها إشارة إلى أنّ التفريق بين المرء وزوجه, وغيره من الأعمال الفاسدة, إنّما هو من عمل النّاس، وليس من تعليم الملكين، وأنّه كان ذلك من سوء اختيارهم, ومنه يظهر السرّ في اختفاء جملة من العلوم، والاسم الأعظم, وبعض الدعوات المستجابة.

السادس: في قوله تعالى: وما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ[5], من الإيحاء النفسي للإنسان, بأن لا يتأثّر بسحر السحرة, فإنه ليس لهم تلك القوّة الغيبيّة التي تؤثّر في النفوس، بل أعمالهم تستند إلى ضرب من الخداع, والتخييل، فما يحصل من المسبّبات المستندة إلى أسبابها, إنّما تكون بإذن من اللّه تعالى, وقدره, وقضائه.

[1] آل عمران : 17

[2] البقرة : 102

[3]  طه: 66

[4]  الأعراف: 116

[5] البقرة: 102

س خ ر

مادة (س خ ر) تستعمل لإعمال الغرض المقصود قهرًا, فإن كان استخفافًا بالطّرف, واستهزاءً به, تسمّى سخرية، وإن كان لغرض آخر من الأغراض الصحيحة, تسمّى تسخيرًا.

ولهذه المادة استعمالات كثيرة, بهيآت مختلفة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ[1]، وقوله تعالى: لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا[2]، وقوله تعالى: وسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ[3].

وفي قوله تعالى:  وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ[4], المشهور بين أهل اللغة أنّ الاستهزاء, والسخرية, متّحدان: معنًى, واستعمالًا, وإن قال بعضهم أنّ الأوّل لا يتعدّى إلّا بالباء, يقال : استهزأ به, ولا يتعدّى بـ (من), بخلاف الثاني, فإنّه قد يتعدّى بهما, ولكنّ ذلك لا يمنع من استعمال أحدهما مكان الآخر, ولهذا ذهب الكثير الى عدم الفرق بينهما استعمالًا أيضًا؛ ولكنّ التحقيق يدلّ على الفرق بينهما, فإنّ الاستهزاء إنّما يستعمل من غير أن يسبق منه فعل يُستهزَأ به من أجله, بخلاف السخرية, فإنّها تدلّ على فعل سبق صدوره من المسخور منه, ولذا يتعدّى الأوّل بالباء, الّذي يدلّ على الإلصاق, فكأنّك ألصقت به استهزاءً, من غير أن يدلّ على شيء وقع الاستهزاء من أجله, بخلاف السخرية, نظير قولك: عجيب منه, فإنه يدلّ على فعل وقع التعجيب من أجله. والاستهزاء: ارتياد الهزء, وتعاطيه, فالهزء يجري مجرى العبث, ولا يقتضي التسخير ذلك.

[1] الحجرات : 11

[2] الزخرف: 42

[3] الجاثية: 13

[4] الأنعام : 10

س خ ط

السُخط: الغضب العظيم.

وفي قوله تعالى: أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ[1], المراد من سخط اللّه تعالى: الدخول في ما يوجب غضبه, نحو: المعاصي, والموبقات, وما نهى عنه عزّ, وجل, ويجمعها متابعة الشيطان, والنفس الأمّارة.

[1] آل عمران: 162

س د د

السديد: الصواب المستقيم, وفي قوله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلًا سَدِيدًا[1] أي: فليكن القول, والرأي, مطابقًا للعمل في السداد, والصواب, ويتحدّان في تثبيت الأحكام, ومراعاة حال اليتامى, وإصلاح شؤونهم, فإنّ المقام يحتاج الى تطابق العمل, والقول, في العدل, والصواب.

[1] النساء: 9

س ر ح

مادة (س ر ح) تأتي بمعنى: الإطلاق, والإرسال, قال تعالى:  وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحًا جَمِيلًا[1]، وقال تعالى:  ولَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وحِينَ تَسْرَحُونَ [2].

[1] الأحزاب: 49

[2] النحل: 6

س ر ر

السر: معروف, وهو مقابل الإعلان, أو الجهر, قال تعالى:  لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وما يُعْلِنُونَ[1]، وإنّه من الصفات ذات الإضافة, وله مراتب كثيرة, حتّى إنّه يمكن أن يكون شي‏ء واحد, سرًّا من جهة, وجهرًا من جهة أخرى.

وفي قوله تعالى:  وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ[2], السرّ: عامّ, يشمل الجماع, والزواج، وقيل: إنّ المراد به الجماع, واستشهد بقول امرئ القيس:

  ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني

         كبرت وأن لا يشهد السرّ أمثالي[3]

وقول الأعشى:

     ولا تقربن جارة إنّ سرها

             عليك حرام فانكحن أو تأبّدا[4]

وغالب هذه الإطلاقات، بل جميعها, من باب اشتباه المصداق بالمفهوم, وليس من متكثّر المعنى في شي‏ء.

والإسرار: خلاف الإعلان، وللإسرار مراتب كثيرة قال تعالى:  فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفى[5]‏؛ وعن بعض أهل اللغة, وتبعه بعض المفسّرين, أنّه من الأضداد, لقوله تعالى: وأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ[6], أي: أظهروا الندامة, ولكنّه مردود, لأنّه خلاف ظاهر الآية المباركة. نعم, يمكن أن يكون شي‏ء واحد, سرًا من جهة, وإظهارًا من جهة أخرى, فهو من الصفات ذات الإضافة، قال تعالى: وإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى‏ بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثًا[7]، وقال جلّ شأنه:  إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرارًا[8]، وقال تعالى:  وأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وعَلانِيَةً[9].

[1] النحل: 23

[2] البقرة : 235

[3] ديوان أمرئ القيس، ص 159

[4] ديوان الأعشى، ص 137

[5] طه: 7

[6]  سبأ: 33

[7]  التحريم: 3

[8]  نوح: 9

[9]  الرعد: 22

س ر ع

المسارعة: المبادرة, قال تعالى: وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[1].

والفرق بينها, وبين العجلة, أنّ المسارعة وصف للحركة، سواء أكانت بإرادة, أم لا, أمّا العجلة فهي وصف للمتحرّك, أي: استعجل في فعله, وحركته.

وقيل: الفرق بين السرعة, والعجلة, أنّ الأولى في الجوارح, والثانية في الجوانح، نظير الفرق بين الخضوع, والخشوع، والخوف, والخشية.

وعن جمع من اللغويّين, وبعض المفسّرين, أنّ الفرق بين السرعة, والعجلة أنّ السرعة: التقدّم في ما ينبغي أن يُتقدّم فيه، وهي محمودة, ونقيضها مذموم, وهو الإبطاء، والعجلة: التقدّم في ما لا ينبغي أن يُتقدّم فيه, وهي مذمومة, ونقيضها محمود, وهو الإناءة؛ ولكن لا يمكن قبول ذلك على الإطلاق, لاستعمال العجلة بالنسبة اليه تعالى، قال جل شأنه:  وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ ولِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ويَهْدِيَكُمْ صِراطًا مُسْتَقِيمًا[2].

[1] المائدة : 62

[2] الفتح: 20

س رف

الإسراف: التجاوز على الحدّ الذي يصلح به المعاش, بالتصرّف فيه، ويبيّنه قوله تعالى: وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا [1], وقال تعالى: وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ[2].

وفي قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [3], صدر الآية يبيّن الإقتار, والذيل يبيّن الإسراف؛ وله مظاهر متعدّدة، نحو: التصرّف  الزائد في الأكل، والتبذير في البذل، والوضع في غير موضعه من معاصي الله سبحانه، والإسراف في الصدقة: بأن يتصدّق بجميع أمواله, فيقعد فقيرًا، وإسراف الفقير الآخذ بتضييعه. والإطلاق يشملها جميعًا.

[1] الإسراء : 29

[2] النساء : 6

[3] الأنعام : 141

س ر ق

السرقة: أخذ الشي‏ء في خفية، ومنه: استراق السمع، وسارقة النظر، ومنها: السرقة في الفقه الإسلامي، أي: أخذ مال غيره خفية. والسِرق والسِرقة (بكسر الراء فيهما): اسم للشي‏ء المسروق، والمصدر من سرَق يسرُق سَرَقا (بفتح الراء)، فإن أخذ من ظاهر, فهو مختلس، ومستلب، ومنتهب؛ والمحترس: الذي يسرق حريسة الجبل، ويشمل الجميع الغصب.

وقد تستعمل السرقة في مطلق النقص، جاء في الحديث عن نبيّنا الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله) “: إنّ أسوأ الناس سرقة, الذي يسرق صلاته، وقيل: وكيف يسرق من صلاته؟ قال (صلّى اللّه عليه وآله): لا يتمّ ركوعها, ولا سجودها“.[1]

[1] السنن الكبرى – ج 2 – ص 386، باب ما روي في إتمام الفريضة.

س ع ي

السعي: بمعنى المشي السريع دون العدو، قال تعالى:  فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى‏ [1]، ويكنّى في الجد, والاجتهاد، وفي كلّ من الخير، والشّر، قال تعالى: وأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى‏ وأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏[2].

وفي قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[3], السعي: سرعة السير في الطيران؛ ونسب إلى الخليل أنّ المراد به: سعي إبراهيم (عليه السلام), لا الطير؛ ولا وجه له.

[1] طه: 66

[2] النجم: 40

[3] البقرة : 260

س ف ح

المسافحة: من السفاح, وهو الزنا، والسفح: صبّ الماء، فكأنّ الزاني بحكم غلبة الشهوة عليه, لا غرض له إلا صبّ النطفة فقط، مع قطع النظر عمّا يلزمه من اللوازم السيّئة، بخلاف الإحصان، فإنّه نكاح توفّر فيه قصد التحصين, والعفاف، مع التزام جميع ما يترتّب عليه من الآثار, واللوازم الحسنة, قال تعالى: كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ [1].

[1] النساء : 24

س ف ر

مادة (سفر) تأتي بمعنى: الكشف في جميع استعمالاتها، وسمي السّفر سفرا، لأنّ فيه يكشف عن أخلاق القوم، أو يكشف عن خصوصيات الأمكنة.

وسمّيت الكتب العلميّة أسفارا, لأنّها تكشف عن الحقائق, وسمّيت الكرام البررة: سفرة، لأنّهم يكشفون عن أحكام اللّه تعالى، وفي الحديث عن نبيّنا الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله): “مثل الماهر بالقرآن مثل السّفرة”[1] أي: المزاول للقرآن مثل الملائكة السّفرة, فكما أنّها تبيّن الشي‏ء, الماهر يبيّن القرآن ويوضحه؛ وتسمّى سفرة الطعام, لأنّها تكشف عن الطعام, وألوانه.

ولم تذكر هيأة (سفر) في القرآن الكريم إلّا في ضمن موارد جميعها مقرونة بـ (على)، وفيه إشارة إلى التلبّس الفعليّ بالسفر.

وتستعمل لفظة السفر في الجواهر, أمّا الأعراض فتستعمل فيها لفظة (أسفر), قال تعالى: والصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ [2]، وقال تعالى:  وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ[3]. ومسافر مفرد جمعه سَفْر، كراكب ورَكْب, أو صاحب, وصَحْب.

وفي قوله تعالى:  فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[4], المراد من السّفر: ما بيّنته السنّة المقدّسة حدودًا, وشروطًا, وإلّا فليس  كلّ سفر موجبًا لسقوط الصوم.

[1] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 371

[2] المدثر: 34

[3] عبس: 38

[4] البقرة : 184

س ف ك

السَفك, والصبّ, والإهراق, بمعنى واحد, قال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ  [1].

[1] البقرة : 84

س ف هـ

السفه: الخفّة, والضعف, والرداءة، سواء أكان في الجسم، أم في النفس, يقال: ثوب سفيه، أي خفيف النسج, ورديء، وشخص سفيه, أي: ضعيف العقل. وسواء كانت السفاهة في الرأي, أو في الأخلاق، أو كانت في الدين, أو الدنيا, أو فيهما معًا، يقال: سفه حلمه, ورأيه, ونفسه.

وفي قوله تعالى:  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ [1], السفهاء: الذين خفّت حلومهم, وأعرضوا عن الفكر, والنظر، فاعترضوا على الدين من دون علم بحقائق الأمور، وهم المنكرون على تغيير القبلة, من المنافقين, واليهود, والمشركين.

وفي قوله تعالى:  وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ[2], أصل السفه: مرض عقليّ, يعبّر عنه بضعف العقل, وخفّته, ومن لوازمه الهلاك, والفساد, وتحقير النفس, وزوال النظم، وقد جعلوا كلّ ذلك من معاني السفه؛ وهذا لا وجه له, بل ينبغي أن يكون من لوازم أصل المعنى, وهو ما يقتضيه التحليل العقليّ، ولو بني على عدّ لازم المعنى معنى مستقلًا، لانعدم متّحد اللفظ, والمعنى, من اللغات مطلقًا؛ ولعلّ هذا من أحد مناشي‏ء تكثير المعاني للألفاظ في اللغة.

[1] البقرة : 13

[2] البقرة : 130

س ق ي

الاستسقاء: طلب الماء, قال تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ[1], وذلك أنّ بني إسرائيل لمّا خرجوا من مصر, وقعوا في صحراء قفر, فأصابهم ظمأ شديد, فاستعانوا بموسى (عليه السلام), فطلب من اللّه تعالى أن يسقيهم.

[1] البقرة : 60

س ك ر

السُكْر: خلاف الصحو، وهو حالة تعتري الإنسان, تفصل بين المرء وعقله، فتعبث بشعوره, وتخرجه عن الاستقامة الطبيعيّة، فلا يعلم ما يقول، وسُكارى: (بضم السين) جمع سَكران، مثل كُسالى, وكَسلان، قال تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ [1].

وقد يكون السكر من الهوى, والعشق، والأكثر ما يعتري الإنسان من الشراب المخصوص, المعتصر من العنب, وغيره، قال الشاعر:

سُكران: سكرُ هوىً, وسُكرُ مدام

ومنه ما يعتري الإنسان من شدّة النعاس, وهو سكر النوم، وللسكر مراتب مختلفة: شدّة, وضعفًا، وكذا في سكرات الموت، قال تعالى:  وجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ[2].

وفي قوله تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ[3], المراد به: المعنى العامّ، وهي الحالة التي تستولي على الحواسّ الموجبة لعدم معرفة ما يقول, فإنّ المصلّي لا بدّ له من حفظ صورة الصلاة, والالتفات إليها, ليصونها عن الاختلاط في أفعالها, وأقوالها, والذهول عنها، وهذا يستلزم أن يكون صحوًا, ذا التفات, وشعور، وهو ما يدلّ عليه ذيل الآية الشريفة، ويؤيّد ذلك ما ورد عن الصادق (عليه السّلام): “من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما، انصرف وليس بينه وبين اللّه عزّ وجلّ ذنب له إلّا غفر له”[4]؛ وعلى هذا، يشمل سكر النوم, والسكر الحاصل من شرب الخمر, بطريق أولى، فيكون نهيًا عن الصلاة كسالى, وفي حالة الغفلة, والذهول؛ وقال بعضهم: إنّه يختصّ بالسكر الحاصل من الخمر, لكثرة الاستعمال فيه, وفيه: أنّ كثرة الاستعمال لا تمنع من إرادة المعنى العامّ، خصوصا بملاحظة عموم التعليل حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ .

[1] النساء : 43.

[2]  ق: 19

[3] النساء : 43

[4] ثواب الأعمال – ص 44

س ك ن

في قوله تعالى: وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[1], ذكر المفسّرون وجهين لمعنى السكون:

الأوّل: السكنى, فيتناول المتحرّك, والساكن, من غير تقدير, وأمّا التعدية بـ (في) مع أنّها تستعمل في المكان, نحو ما في قوله تعالى: وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ[2], فلأنّها تأتي بمعنى: الاشتمال, أي له ما اشتملا عليه, فتكون مشاكلة تقديريّة, أو يرجع الى تشبيه الاستقرار في الزمان بالاستقرار في المكان.

الثاني: السكون مقابل الحركة, وفيه الاكتفاء بما ذكر عمّا يقابله, أي: له ما سكن, وما تحرّك, على حدّ قوله تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ [3]  أي: والبرد.

وجوّز بعضهم الجمع بين المعنيين بما يحتمله المقام .

وفي قوله تعالى: فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا[4]؛ اختلفوا في المراد به، فقيل: مايسكن إليه من التعب, والعيّ, والكلال، ويستأنس به للاستراحة, وقيل: ما يسكن فيه لما له من السكون, أي: الهدوء والاستقرار، نحو قوله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ  [5].

والظاهر تلازمهما في اللّيل الذي جعله الله تعالى زمان هدوء, وسكون الجسم من تعب العمل بالنهار، وسكون النفس بهدوء الخواطر, والأفكار.

والسكينة: ما تسكن إليه النفس, وقد تكون موهبة ربانيّة, نحو الحكمة التي توجب سكون النفس, وقوّة العزيمة, وتنبثّ على الجوارح, والجوانح, فتصدر الأفعال, على وفق الحكمة, والشريعة, قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيمانًا مَعَ إِيمانِهِمْ ولِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ والْأَرْضِ وكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا[6], وقد تكون السكينة مكتسبة ممّا أنزله اللّه تعالى من الأحكام, والمعارف، لأنّها توافق الفطرة, فتطمئنّ النفس إليها, وتبتعد عن الاضطراب, والشكوك, والأوهام.

والمسكنة: الخضوع الشديد, وفقر النفس، لأنّ الفقر أسكن الشخص, وقلّل حركته, وهما أعمّ ممّا إذا كانتا في النفس، أو في المال، أو في سائر الجهات, قال تعالى في بني إسرائيل:  وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ[7], فاللّه جلّ شأنه, عاقبهم بالذلة, والمسكنة، لأنّهم كفروا بأنعم اللّه, فأذلّهم اللّه تعالى باستيلاء سائر الأمم عليهم.

والمسكين في قوله تعالى:  وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ[8]: مطلق الفقير، لما تعارف بين العلماء من أنّ الفقير, والمسكين, كالظرف, والجار والمجرور, إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، ولم يجتمعا في القرآن الكريم إلّا في مورد واحد, وهو قوله تعالى:  إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ والْمَساكِينِ والْعامِلِينَ عَلَيْها[9].

[1] الأنعام : 13

[2] إبراهيم : 45

[3] النحل: 81

[4] الأنعام : 95 ــ 96

[5] يونس : 67

[6] الفتح: 4.

[7] البقرة : 61

[8] البقرة : 184

[9] التوبة: 60

س ل ح

السلاح: اسم لما يدفع الإنسان به عن نفسه، ويختلف ذلك باختلاف العصور, قال تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ[1].

[1] النساء : 102

س ل م

مادة (سلم) تأتي بمعنى: التعرّي عن العيوب, والآفات، سواء أكانت ظاهريّة أم باطنيّة, في الدّنيا, أم الآخرة؛ وهي من المواد الكثيرة الاستعمال في القرآن الكريم, بهيآت مختلفة, ومنها: الإسلام، والسلام، والسلامة. ولعلّ أعذب استعمالاتها قوله تعالى في وصف المتّقين:  وإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلامًا[1]، وقوله تعالى:  وإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها[2].

وهذه المادة في جميع هيآتها محبوبة عند الناس، قد أطلقها اللّه تعالى على ذاته الأقدس في جملة من أسمائه الحسنى، لأنه لا يتّصف بما يتّصف به الخلق من العيب, والفناء, أو الحوادث, قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ[3]، فهو تعالى سلام فوق ما نتعقّله من معنى السلام، وسبيله تعالى سبيل السلام, وعباده الصالحين سلام من سلام.

ويقال للجنّة: دار السلام، لأنها دار خالية من العيوب, والآفات.

والسلام, والسلامة, بمعنى واحد, وهما مصدران من الثلاثيّ, يقال: سلم فلان من البلاء سلامًا, وسلامة, ومعناهما: العافية, والبراءة, , والسلام تحيّة الإسلام, يُستعمَل معرفة, ونكرة, فيقال: سلام عليكم, والسلام عليكم, وهو بمعنى: الدعاء  بالسلامة من كلّ مايسوء, ولذا كان تأمين المسلّم عليه من أذى المسلّم, فصارت علامة المودّة, والمحبّة, وهو تحيّة أهل الجنة أيضًا, وقد صرّح به القرآن الكريم.

واختلف المفسرون في معنى السلام في قوله تعالى : وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[4], فقيل إنّه:

أوّلًا: تحيّة من الله تعالى, أمر رسوله الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يبدأ به الذين يؤمنون بآياته, إذا جاؤوه تلطّفًا بهم.

ثانيًا: تحيّة من الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للمؤمنين بآيات الله سبحانه, أمره عزّ, وجلّ به.

ثالثًا: إخبار عنه بسلامتهم, وأمنهم من عقابه, ثم أردفه ببشارتهم بمغفرته, ورحمته.

والظاهر هو الثاني, ويلازمه البقيّة تطييبًا لنفوسهم, وسكنًا لقلوبهم, واطمئنانهم بالدخول في كنف رحمته، وفي الآية تعليم للمؤمنين بإفشاء السلام.

والسُلّم: المرقاة التي يُتوصّل بها الى الأماكن العالية, فيُرجى بها السلامة التي منها أُخذت هذه الكلمة, فتوسّع في الاستعمال فصار اسمًا لكلّ ما يُتوصّل به الى شيء رفيع, نحو: قوله تعالى : وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ [5], وقوله تعالى: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ[6].

والإسلام: الدخول في السِلم, بكسر السين, وقد اختص بالإذعان، بإلهيّته تعالى, ورسالة خاتم النبيين (صلّى اللّه عليه وآله), وشريعته, وقرآنه, المساوق للإيمان.

ويأتي بمعنى: الانقياد, والطاعة, والعبوديّة, التي حقيقتها الخضوع, والانقياد للمعبود، فكلّ عبوديّة, وطاعة للّه عزّ وجلّ إسلام، وكلّ إسلام له عزّ وجلّ عبوديّة له، سواء كانت في اللسان، أو في القلب، أو في العمل، أو في الجميع، وفي الحديث: “ما من آدمي إلّا ومعه شيطان، قيل: ومعك؟ قال: نعم، ولكن اللّه أعانني عليه فأسلم”[7]، أي: انقاد لي, وخضع, وقد كفّ عني، ويمكن أن يكون المراد بإسلام الشيطان في الحديث الشريف تسليمه من كلّ جهة للنبيّ الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله)، لفرض انقطاعه (صلّى اللّه عليه وآله) من كلّ جهة إلى اللّه تبارك, وتعالى، واستيلاء عقله المقدّس على جميع ما سوى اللّه تبارك وتعالى، لأنّه العقل الكلّي، وهو أوّل ما خلقه اللّه تبارك, وتعالى.

وللإسلام درجات, أعلاها ما كان عليه إبراهيم (عليه السلام), وأدناها ما عليه عامّة المسلمين, يحفظون به دماءهم, وأموالهم, مع ما عليه بعضهم من الفسق والشقاء. وقد جمع جملة من مراتبها نبيّنا الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله) في الحديث المعروف “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده[8], فالإسلام الحقيقي مُظهرُ [بضم الميم‏] اللّه في الأرض, والمسلم الواقعي مَظهره (بالفتح) بين عباده.

وقوله تعالى على لسان إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام):  رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[9], معناه:  ربّنا واجعلنا مخلصين لك في الإعتقاد, والعمل, وثبّتنا على الإسلام, بتوفيقك, وهدايتك.

وسؤال الإسلام لنفسه, وخواصّ ذريته, إنّما هو للثبات على مثل هذه المرتبة في الإسلام.

ويفاد من دعاء إبراهيم (عليه السلام): رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ أنّ هذا الإسلام غير الإسلام الذي نحن عليه, لأنّ هذا الدعاء وقع بعد طي المراحل الأوليّة من الإسلام, مثل كسر الأصنام, والاحتجاج على بطلان عبادة الشمس, والقمر، والطعن على عبادة دون اللّه تعالى؛ فهو العبوديّة المحضة, وتسليم الأمر إليه تعالى, التي لخّصها بعضهم بقوله: “العبوديّة جوهرة كنهها الربوبيّة”, والأحاديث, وشواهد العقل في عظمة هذه المرتبة من الإسلام, والعبوديّة, كثيرة جدًا.

والمسلّمة: في قوله تعالى: قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا[10], أي: سلّمها اللّه تعالى من العيوب.

[1] الفرقان: 63

[2] الأنفال: 61

[3] الحشر- 23

[4] الأنعام : 54

[5] الأنعام : 35

[6] الطور : 8

[7] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 395

[8] الكافي: ج2، ص 234، كتاب الايمان والكفر، بابا المؤمن وعلاماته، (ح 12)

[9] البقرة : 128

[10] البقرة : 71

س ل و

السلوى: كلّ ما يتسلّى به الإنسان, ومنه التسلّي في المصيبة، وفلان  في سلوة من العيش أي: في رغده , قال تعالى: وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[1], والإنزال بمعنى: الخلق, والإيجاد، ولمّا كان كلّ منهما يصدر من مبدأ عال, بكلّ معنى العلوّ, يصحّ إطلاق الإنزال عليه، نحو قوله تعالى: وأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ[2]؛ والمعنى: أنزلنا عليكم الخيرات, والبركات، وما يوجب رغد العيش, ويشهد لهذا العموم ذيل الآية الشريفة كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ, فإنّها في مقام الامتنان؛ وقد فسّر المنّ بعض المفسّرين بأنّه: مادّة لزجة, حلوة, تشبه العسل, تقع على الحجر, وورق الشجر, مائعة, ثم تجمد, وتجفّ, فيجمعها الناس لأجل الإفادة منها، والسلوى: بالسمانى, وهو طائر معروف. وهذا من باب التطبيق، لا بيان المعنى الحقيقيّ.

[1] البقرة : 57

[2]  الحديد: 25

س م ع

السمع: إذا استعمل في الإنسان فهو إدراك خاصّ, بقوّة خاصّة, في مقابل البصر, وسائر القوى الظاهرة, وهو إدارك الصوت.

والسميع: من أسمائه تعالى, ومعناه: أنّه لا يخفى عليه المسموعات، ويرجع إلى علمه الأزليّ بجميع ما سواه, ، وهو الذي لا يعزب عن إدراكه مسموع, وإن خفي، فهو يسمع بغير جارحة.

وقد وردت مادة السمع في القرآن الكريم بهيآت مختلفة، وورد (السميع العليم) بالنسبة إليه عزّ وجل, كثيرًا جدًا, قال تعالى:  واللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[1].

وتستعمل فيه عزّ وجل أيضا بمعنى: الجزاء, وترتّب الأثر, مثل “سمع اللّه لمن حمده”, أي: يقبل حمد من حمده, ويثيب عليه، وذكر السمع, وإرادة القبول, والإجابة, شائع في المخاطبات العرفيّة، يقال: فلان سمع حاجتي, فقضاها، وفي الحديث: “أيُّ الساعات أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر[2]، أي: أوفق لاستماع الدعاء فيه, وأولى بالاستجابة.

وفي قوله تعالى: وقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ[3], المراد بسماع كلام اللّه تعالى: ما أدركوه بقوّة السمع, سواء كان عند خطاب اللّه لموسى (عليه السلام), أو منه إليهم, أو من أنبيائهم, وكلامه تعالى سواء كان من التوراة, أو ما ورد في أوصاف خاتم النبيين (صلّى اللّه عليه وآله).

وفي قوله تعالى: مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ[4],  المُسمَع بفتح الميم الثانية: يستعمل على وجهين: للخير, والشرّ، والأوّل: اسمع غير مُسمَع مكروهًا، فكانوا يخاطبون النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) بذلك، وهم يضمرون المعنى الثاني: أي الشرّ, وهو: اسمع حال كونك غير مُسمَع كلامًا أصلًا, بصمم, أو موت, أو آفة، فأرادت اليهود من هذا القول الدعاء على المخاطب، أي: معنى الشرّ.

وفي قوله تعالى : إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ[5], المراد به: سماع إصغاء, وقبول, وفهم, وتدبّر, حتّى يجعل ما عداه كلا سماع, ولأجل ذلك أطلق القرآن الكريم على من لا يفيد من سماع الآيات لفظ (الموتى), والصمّ, نحو: قوله تعالى: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ[6].

[1]  المائدة: 76

[2] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 401(سمع)

[3] البقرة: 75

[4] النساء : 46

[5] الأنعام : 36

[6] النمل : 80

س م و

اسم: أصله من السُمو- مخففة- بمعنى: الرفعة, ومنه السماء، ويصحّ أن يكون اشتقاقه من السِمة, بمعنى: العلامة, والهاء عوض الواو, فيكون أصله الوسم، فالوسم, والوسام, والوسامة, بمعنى: العلامة.

وقد ذكرت هذه الكلمة- اسم- في القرآن الكريم: مفردة ومجموعة، مضافة إلى اللّه تعالى، وإلى الربّ، وإلى الضمير الراجع إليه تعالى، وموصوفة. فقال تعالى: ولِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏[1]؛ وفي كلٍ مقرونة بالتعظيم, والتجليل، وقد كثرت استعمالات هذه الكلمة في الآثار الواردة عن نبيّنا الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله), وأئمة الهدى (عليهم السّلام), في دعواتهم اللّه تعالى: باسمك العظيم, واسمك الأعظم, وباسمك الأعظم الأعظم, والمراد بالعظيم: ما أذن اللّه تعالى لخلقه أن يدعوه به، نحو جميع أسمائه تعالى. والمراد بالأعظم: ما هو مستور عن خلقه, ولكنّه تعالى أذن لبعض أحبائه أن يدعوه به، وأمّا الأعظم الأعظم, فهو: ما استأثره لنفسه, ولم يظهره لأحد غيره.

والسماء: مطلق جهة العلوّ في قوله تعالى:  وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ  [2]، فإنّ كلّ ماعلاك وأظلّك فهو سماء، ولأجل ذلك يطلق على السحاب، فيكون المراد بالماء: المطر.

[1]  الأعراف: 180

[2] الأنعام : 99

س ن ب ل

السنابل: جمع سُنبُلة على وزن فنعلة: وهي: ما علا الزرع من الحب, وفي قوله تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[1], إنّما أتى سبحانه وتعالى بجمع الكثرة في (سبع سنابل), والقاعدة تقتضي الإتيان بجمع القلّة في التمييز, نحو: قوله تعالى: وسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ[2]، لبيان إثبات الكثرة في كلّ ما يمكن أن يتوّهم في المقام, فأتى بالعدد, ثمّ بالجمع, ثمّ بالكثرة, ثمّ بالضعف.

[1] البقرة : 261

[2] يوسف: 43

س ن ن

السنّة: المنهاج, والطريقة المتّبعة عملًا, جمعها: سنن, قال تعالى:  يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  [1].

[1] النساء : 26

س و ء

في قوله تعالى: وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ[1], سوء العذاب: أي أشقّه, وأذلّه, والمعنى: أنّهم كانوا يذيقونكم كلّ ما يتصوّرون من المشاقّ, والمتاعب الشديدة.

وفي قوله تعالى : وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[2], السوء: العمل الذي تسوء عاقبته.

والسيّئة: الفعل القبيح, وهي ضدّ الحسنة, وتشمل جميع القبائح من الصغائر, والكبائر, والشرك،  وفي قوله تعالى: بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  [3], إن أريد بها الشرك- وهو ما عن جمع من المفسّرين- يكون قوله تعالى: وأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ بيانًا للشرك, الذي يكون خطيئة محيطة بالإنسان؛ وإن كان المراد بها مطلق السيّئة, فيكون المراد بالإحاطة, اشتدادها حتّى يصير صاحبها من أهل الخلود في النّار.

وقد أطلقت في القرآن الكريم على معان:

الأوّل: كلّ ما يكرهه الإنسان ويسوؤه، قال تعالى: وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ[4]، وقال تعالى: وسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ[5].

الثاني: نتائج المعاصي, والآثام، سواء أكانت دنيويّة, أم أخرويّة، قال تعالى: فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا[6]، وقال تعالى:  سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا[7]؛ ويمكن إرجاع هذا المعنى إلى الأوّل أيضا، فإنّ تلك الآثار قد جلبها الإنسان على نفسه بسبب ارتكابه المحرّمات, والمعاصي، وهي تسوؤه في الدنيا, أو الآخرة.

الثالث: مطلق المعصية، قال تعالى:  أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ ومَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ‏[8]، والإطلاق فيه يشمل الكبائر, والصغائر.

وأمّا السيئات في قوله تعالى: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا [9]، فإن لوحظت مقابلتها للكبائر، تنحصر لا محالة في الصغائر، وإن لوحظت سعة رحمته جلّ شأنه, وسعة تكفيره, وغفرانه، تعمّ الكبائر أيضًا، فيراد حينئذ بقوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ، صرف وجود الكبيرة، وإنّما أتى عزّ وجلّ بالجمع باعتبار جميع أفراد الناس، ومقتضى الجمود على ظاهر اللفظ هو الأوّل، ولكن مقتضى ما ورد في سعة رحمته عزّ وجلّ غير المتناهية هو الثاني، ويقتضيه ظاهر الامتنان في الآية المباركة، خصوصًا مع ما ذكره الفقهاء, وعلماء الأخلاق, من إنهاء الكبائر إلى سبع وسبعين، الّتي لا يخلو عنها غالب الناس، وما ورد عن نبيّنا الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله): ” الجمعة إلى الجمعة كفاّرة لما بينهما ما لم تغش الكبائر[10]، وما ورد في غفران شهر رمضان، وما ورد في الغفران في يوم عرفة، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): “ما وقف بهذه الجبال أحد، إلّا استجيب له، البرّ والفاجر، فأمّا البرّ ففي دنياه وأخراه، وأما الفاجر ففي دنياه[11].

وفي قوله تعالى:  أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا[12],  السيّئة: ما يسوء الإنسان من شدّة, أو بلاء, أو فقر, أو مرض, أو قتل, أو جدب, ونحو ذلك, من الضرر الدنيويّ، الّذي كان يستقبلهم بعد ما أتاهم النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله), وشيّد أركان هذا الدين, وأمرهم بالأوامر الّتي ترشدهم إلى ما هو الأصلح لهم.

[1] البقرة : 49

[2] الأنعام : 54

[3] البقرة : 81

[4]  النساء: 79

[5]  الرعد: 6

[6]  النحل: 34

[7]  الزمر: 51

[8]  الجاثية: 21

[9] النساء : 31

[10] كنز العمال – ج 7 – ص 710

[11] في عوالي اللآالي – ج 1 – ص 23 – 24

[12] النساء : 78

س و د

السيّد: الشخص المطاع، والسيادة: تولّي الأمور, وزعامة الناس، فالسيّد: الذي يسود غيره في الزعامة وتولّي أموره، أو في الفضائل المحمودة, والأخلاق الكريمة، فيفوق غيره، وفي الحديث: “أنا سيّد ولد آدم، ولا فخر”[1]، فأخبر (صلّى اللّه عليه وآله) عمّا أكرمه اللّه تعالى به, من الفضل, والسؤدد، تحدّثا بنعمة اللّه تعالى عليه.

والفعل: ساد, يسود, وفي كلمة (سيد) قُلبت الواو ياء, لأجل الياء الساكنة قبلها, ثم أدغمت.

والسيّد يطلق على الباري جلّ شأنه، لأنّه المتفرّد في جميع الكمالات وتحقّقت له السيادة الحقيقيّة المطلقة، ففي الحديث: “إنّه جاءه رجل فقال: أنت سيد قريش؟ فقال: السيّد اللّه[2]

والسيادة من الأمور الاضافيّة في ما سواه تعالى، ففي الحديث: “كلّ بني آدم سيّد، فالرجل سيّد أهل بيته، والمرأة سيّدة أهل بيتها”[3]، وكذا سيّد القوم, وسيّد العشيرة.

وفي قوله تعالى:  فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ[4], لعلّ المراد: سيّد قومه, وعشيرته، واللّه لا يرضى لكم ذلك, وقد وصفه تعالى بهذه الصفة, لأنّه ساد غيره في الكمال، وفاق الناس في الفضائل، فهو النبيّ الكريم المحمود الصفات.

ولا يطلق على المنافق سيّد، فقد جاء في الحديث: لا تقولوا للمنافق سيّد ، فإنّه إن كان سيّدكم, وهو منافق فحالكم دون حاله، والله لا يرضى لكم ذلك[5].

[1] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 417

[2] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 417

[3] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 417

[4] آل عمران : 39

[5] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 418

س و م

 السوم: في قوله تعالى: وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ[1]: الكلفة, والمشقّة، فسامه أي: كلّفه.

والمسوّمة: في قوله تعالى:  زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ[2], إمّا بمعنى: الراعية, من (سامت الإبل سوما): إذا ذهبت لترعى، وإمّا بمعنى: المعلّمة, لتُعرَف من غيرها, من السمة بمعنى: العلامة، ومنه قوله (صلّى اللّه عليه وآله) يوم بدر: “سوّموا فإنّ الملائكة قد سوّمت”[3]؛ أي: اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا، وهي تلك الخيل التي يقتنيها الأغنياء, وغيرهم, للافتخار, والتباهي، فضلًا عن كونها ممّا يبذل بإزائها المال الكثير.

[1] البقرة : 49

[2] آل عمران : 14

[3] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 425

س و ع

الساعة: أصلها القطعة من الزمان, غلبت على الوقت المعلوم.

وفي قوله تعالى: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا[1], المراد منها: الوقت المخصوص, إمّا وقت موت كلّ نفس, وإمّا القيامة,  وبها تكون نهاية العالم, سمّي بها, لقلّته بالنسبه الى مابعده من الخلود, أو باعتبار سرعة الحساب, وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم في ثمانية وأربعين موضعًا, معظمها المعنى الثاني؛ وهو المراد بها في الآية الكريمة.

[1] الأنعام : 31

س و ي

تسوّى: في قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا[1], أي: الدفن, فيستوون مع الأرض، وهو كناية عن بطلان الوجود, وانعدامهم، فلا يؤخذوا بما فعلوا؛ وقد فسّرت هذه الجملة في موضع آخر من القرآن الكريم بالتراب، قال تعالى:  يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا [2].

سواء: يأتي إما مصدرا بمعنى: متساوية, أو بمعنى الوصف, أي: العدل, والتساوي.

[1] النساء : 42

[2] النبأ : 40

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"