1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. ماقیل حول السید
  6. /
  7. معجم الألفاظ قرآنیة
  8. /
  9. باب الزاء
ز ب ر

ذُكِر لمادة (ز ب ر) معان متعددة, ولكن يمكن جعلها من متّحد المعنى, وهو: القطع, والفصل, يقال: زبرت, أي: كتبت, لأنّ الكتابة تستلزم تقطيع الحروف, والكلمات، ومنه زُبَر الحديد, أي: قِطَعها وأجزاؤها، ومنه أيضا: زبرت الرجل, أي: انتهرته, وهو يستلزم قطعه عما زُبر عنه.

وفي قوله تعالى:  فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ[1] , الزُبُر: جمع زبور, وهي الكتب التي تشتمل على الحكم, والمواعظ, التي تزجر الإنسان عن المعاصي, وتمنعه عن ارتكاب الآثام.

[1] آل عمران : 184

ز ت ن

الزيتون: وزنه فيعول دون فعلول لقلّته،  وهو شجر معروف, وثمرته كثيرة النفع، وتعرفه العرب بأنّ ورقه يشتمل على الغصن من أوله, وآخره, قال تعالى: وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ [1] .

[1] الأنعام  : 99

ز ع م

الزعم: الاعتقاد, والادّعاء، سواء أطابق الواقع أم لا، وإن غلب استعماله في الثاني حتّى ظنّ بعضهم أنّ عدم مطابقة الواقع مأخوذ في مفهومه، قال الراغب[1]: الزعم حكاية قول يكون مظنّة للكذب، ولهذا جاء في القرآن في كلّ موضع ذمّ القائلين به، قال تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى‏ ورَبِّي[2]، وقال تعالى: زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا[3], إلى غير ذلك من الآيات المباركة.

وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم في مواضع, كلّها تدلّ على الباطل, والردّ على الزاعمين.

[1] ينظر: مفردات غريب القرآن 213 (زعم)

[2]  التغابن: 7

[3]  الكهف: 48

ز ك ر ي ا

زكريا: من بني إسرائيل, من ولد سليمان بن داود، وهو الذي طلب من اللّه تعالى أن يرزقه ولدًا, وهو شيخ كبير, وكانت امرأته عاقرًا, قال تعالى:وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا[1]؛ وإن كان يظهر من التواريخ, أن المسمّى بزكريّا متعدّد؛ واللفظ ممنوع من الصرف للعلميّة, والعجمة.

[1] مريم : 5

ز ك و

مادة (ز ك و) تأتي بمعنى: النموّ في المال, أو في النفس, يعني: نموّها في المعنويّات, والكمالات, والأخلاق الفاضلة, والعلوم, والمعارف الحقة.

وتأتي بمعنى الطهارة, لكونها من موجبات النموّ, والبركة.

وتزكية النفس: تطهيرها عمّا يوجب البعد عنه تعالى، حتى يستحقّ الإنسان في الدنيا الأوصاف المحمودة, لطهارة خلقه، وفي الآخرة المثوبة, وعلوّ الدرجات، ولا تحصل إلا بالعمل على وفق الشريعة, وترويضها على التقوى, والعمل الصالح.

ونُسبت في القرآن الكريم إلى جهات عديدة, هي:

أوّلا: إلى اللّه تعالى, لكونه الباعث, والخالق, والمهدي لذلك في الحقيقة, فهو المؤثّر, والفاعل الحقيقيّ, قال تعالى: بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ  [1].

وثانيًا: إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) لأنّه واسطة الفيض، وبه يصل العبد إلى المقامات العالية، قال تعالى:  رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ[2], وقال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ[3]، وقال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها [4]؛

ثالثًا: إلى العبد, قال تعالى:  قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى[5].

رابعًا: إلى العبادة, لكونها بمنزلة الآلة- كما في نفس الزكاة- قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِمْ بِها وصَلِّ عَلَيْهِمْ [6].

وقد تكون التزكية بالخلقة، بأن يجعل بعض عباده طاهر الخلق, عالمًا لا بالتعلّم والممارسة، نحو ما في المعصومين من الأنبياء, والأئمة (عليهم السّلام).

وتزكية الإنسان نفسه على قسمين:

الأوّل: التزكية بالفعل، وهذه هي التزكية الحقيقيّة المحمودة في القرآن الكريم، وقد حثّ عليها في مواضع كثيرة، نحو قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها[7], وقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى[8]، ولا تحصل إلا بإتيان الواجبات, واجتناب المحرّمات, والشرور, والآثام, والتوجّه إليه, سبحانه, وتعالى.

الثاني: التزكية بالقول, والادّعاء، كتزكية العادل غيره, إن كان مطابقًا للواقع.

وقد يكون تزكية الإنسان نفسه لنفسه، وهذا قبيح: عقلًا, وشرعًا، وقد نهى اللّه تعالى عنه, قال تعالى:  فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى[9]، ولذا قيل: مدح الإنسان نفسه من أقبح القبائح, لأنّه يرجع إلى الغرور, والجهل, والاستكبار.

[1]  النساء: 49

[2] البقرة : 129

[3]  الجمعة: 2

[4]  التوبة: 103

[5]  الأعلى: 14.

[6]  التوبة: 103

[7]  الشمس: 9

[8]  الأعلى: 14

[9] النجم : 32

ز ل ل

مادة (ز ل ل) تدلّ على العثرة, والاسترسال في الشي‏ء, بلا تعمّد, وقصد, ولو كان بسبب الترغيب من غيره: مكرًا, وخديعة، نحو قوله تعالى في آدم, وحواء: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ[1]، فإنّ الشيطان حملهما على الأكل من الشجرة, بما وسوس لهما في قوله: هَلْ أَدُلُّكَ عَلى‏ شَجَرَةِ الْخُلْدِ ومُلْكٍ لا يَبْلى‏[2]، وقوله: ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ[3], وقسمه لهما:  إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ[4].

[1] البقرة : 36

[2]طه: 120

[3]الأعراف: 20

[4]الأعراف: 21

ز و ج

الزوج: اسم لكلّ واحد من القرينين, سواء كانا من الحيوانات المتزاوجة، أو ما يقترن بآخر مماثلًا, أو مضادًا.

وفي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا[1], المراد بالآية: وخلق من تلك النفس الواحدة زوجها, وهي منشؤه, فتفيد أنّها من نوع تلك النفس الواحدة, وجنسها, وأنّ الزوجين متماثلان في أصل الانسانيّة, وقيمها, ومتحدان في العبوديّة للّه تعالى, وجميع الأحكام, إلّا ما يختصّ طبع كل جنس ببعض الحقوق, والواجبات. ونظير هذه الآية الشريفة قوله تعالى: خلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ  ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها[2], وعلى هذا لا فرق بين أن يكون (من) نشويّة, أو تبعيضيّة, فإنّ كلّ واحدة منهما ترجع إلى الأخرى.

[1]النساء: 1

[2]الزمر: 6

ز ي د

الزاد: ما يتهيّأ للسفر، ويختلف كميّة, وكيفيّة, باختلاف حالات السفر، والسفر على قسمين:

الأول: سفر في الدنيا, زاده الطعام, والشراب, والمركب, ونحوه.

الثاني: سفر من الدنيا, زاده معرفة اللّه تعالى, والطاعة، والاستعداد للآخرة, وقد بيّن سبحانه, أنّ خير الزاد لهذا السفر هو التقوى، فقال تعالى: وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ[1] أي: فعل الطاعات, وترك المعاصي، وترك ما يوجب سخط اللّه تعالى، والتقوى هي الصراط المستقيم إلى الإنسانيّة الكاملة, والجنان العالية، وهي الارتباط الوثيق بمالك الدنيا, والآخرة.

[1] البقرة:197

ز ي غ

مادة (ز ي غ) تأتي بمعنى: الميل عن الاستقامة إلى خلافها، وهي مستعملة بهيآت كثيرة في القرآن، لعلّ أشدّها على النفس قوله تعالى:  فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ[1]؛ وزيغ القلوب: ميلها عن الحقّ، وله مراتب كثيرة: فعلًا, وقولًا, واعتقادًا، بل خطيرة في القلب، وكلّ مضبوط لدى العليم, الخبير بالدقائق, والشاهد للحقائق, والميل عن الحقّ إمّا قصديّ, وعمديّ بالاختيار، وفيه الإثم والعقاب، بل قد يوجب الكفر.

أو نسيانيّ لا عن اختيار، أو اضطراريّ, وإجباريّ, وهذان لا أثر لهما، لحكم العقل بذلك، ولما ورد عن نبيّنا الأعظم صلّى اللّه عليه وآله: “رُفع عن أمتي تسعة: الخطاء، والنسيان ، وما أكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه …”.[2]
[1]  الصف: 5

[2] في بحار الأنوار – ج 108 – ص 71

ز ي ن

مادة (زين) من المواد الكثيرة الاستعمال في القرآن الكريم بهيآت شتّى، قال تعالى: وزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ[1]، وقال تعالى: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وازَّيَّنَتْ[2]، وقال تعالى: فَخَرَجَ عَلى‏ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ[3]، وفي حديث الاستسقاء: “اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها”[4]، أي: نباتها الذي يزيّنها.

والزينة: من الأمور الإضافيّة المختلفة بحسب اختلاف العادات, والأعصار, والأمصار، وهي من الجماليّات التي حسنها ممدوح, وجذاب للنفوس، بل إنّ بعض مراتبها ممّا يدرك بالحسّ، ولا يمكن وصفها باللفظ، والزينة الحقيقيّة هي ما لا يشين الإنسان في شي‏ء من أحواله، لا في الدنيا, ولا في الآخرة، وغيرها ممّا يوجب الشين في حالة دون أخرى، فهي زينة بالوجه, والاعتبار، وليست حقيقيّة على الإطلاق.

والزينة على أقسام ثلاثة:

الأول: نفسانيّة، نحو: العلم, والاعتقادات الحسنة, والكمالات النفسانيّة المقرّرة في الشريعة.

الثاني: بدنيّة جسمانيّة، نحو: الشمائل الظاهريّة الحسنة، قال علي (عليه السّلام): “عقول النساء في جمالهن، وجمال الرجال في عقولهم”[5].

الثالث: خارجيّة, نحو: المال, والبنين, والاعتبار.

وتعدّدت نسبة الزينة المستعملة في القرآن الكريم:

الأولى: إلى اللّه تعالى, قال سبحانه وتعالى: ولكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ[6]؛ والوجه في ذلك أنّ اللّه تعالى خلق الدنيا, وما عليها, وسيلة إلى نيل الكمال, والوصول إلى غاية حميدة، وهي الدار الآخرة، فكانت الدنيا متاعًا, ودار مقام, ينزل إليها الإنسان في برهة من الزمن، ليتزوّد منها إلى سفر آخر طويل، فكلّما كان الزاد أحسن, وأبقى، كان العيش في الآخرة أهنأ, وأحسن، وقد خلق اللّه تعالى الدنيا زينة, ليرغّب إليها الإنسان، ويتوسّل بها إلى الدخول في رضوان اللّه تعالى، قال عزّ وجلّ: إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيدًا جُرُزًا[7], وإلى ذلك تشير الآيات التي تنسب الزينة إليه تعالى.

الثانية: إلى الشيطان, قال تعالى: وزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ[8].

الثالثة: لم يسم فاعلها, قال تعالى:  زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ[9].

[1]  فصلت: 12

[2]  يونس: 24

[3]  القصص: 79

[4] النهاية في غريب الحديث – ج 2 – ص 326 (زين)

[5] معاني الأخبار – ص 234

[6] الحجرات: 7

الكهف: 7ــــ 8

[8] الأنعام: 42

[9] آل عمران : 14

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"