نسب ذلك إلى المشهور، و تدل عليه روايات منها موثق محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن الصادق عليه السّلام: «و الدية المغلظة في الخطأ الذي يشبه العمد، الذي يضرب بالحجر و العصا الضربة و الاثنتين فلا يريد قتله، فهي أثلاث: ثلاث و ثلاثون حقة و ثلاث و ثلاثون جذعة، و اربع و ثلاثون ثنية، كلها خلفة من طروقة الفحل»۲۱.
و منها: رواية أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قال: «دية المغلظة التي تشبه العمد و ليست بعمد أفضل من دية الخطأ بأسنان الإبل: ثلاثة و ثلاثون حقة، و ثلاثة و ثلاثون جذعة و أربع و ثلاثون ثنية، كلها طروقة الفحل»۲۲.
و منها: صحيح محمد بن مسلم و زرارة عن أحد هما عليهما السّلام في الدية قال:
هي مائة من الإبل و ليس فيها دنانير و لا دراهم و لا غير ذلك، قال ابن أبي عمير:
فقلت لجميل: هل للإبل أسنان معروفة؟ فقال: نعم ثلاث و ثلاثون حقة، و ثلاث و ثلاثون جذعة، و اربع و ثلاثون ثنية»۲۳، فهو ظاهر في شبه العمد بقرينة ما تقدمت من الأخبار و إن خصها علي بن حديد في حديثه بالخطإ، و لكنه لم ينسب ذلك إلى معصوم.
و هناك روايات أخرى مختلفة، ففي بعضها أربعون خلقة و ثلاثون حقة و ثلاثون بنت لبون، كما في معتبرة عبد اللّه بن سنان قال: «سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: في الخطأ شبه العمد أن يقتل بالسوط أو بالعصا أو بالحجر، أن دية ذلك تغلظ و هي مائة من الإبل منها أربعون خلفة من بين ثنية إلى بازل عامها، و ثلاثون حقة، و ثلاثون بنت لبون»۲4.
و في بعضها الأخرى بدل (كلها طروقة) كما في القسم الأول (كلها خلفة)، ففي رواية عبد الرحمن عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «كان علي عليه السّلام يقول:
في شبه العمد ثلاث و ثلاثون جذعة، و ثلاث و ثلاثون ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة»۲٥.
و في رابعة منها جمع بين الخلفة و الطروقة، ففي معتبرة المعلى عن الصادق عليه السّلام: «و في شبيه العمد المغلظة ثلاثة و ثلاثون حقّة، و أربع و ثلاثون جذعة، و ثلاثة و ثلاثون ثنية، خلفة طروقة الفحل»۲٦.
و يمكن حمل تلك الروايات مع قطع النظر عن سندها على تحقق المراضاة بينهما بذلك، نقصت عن مالية ما نسب إلى المشهور أم زادت.
ثمَّ إن المراد من بنت مخاض ما كانت داخلة في السنة الثانية، و المراد من بنت لبون ما كانت داخلة في السنة الثالثة، و المراد من الحقّة ما كانت داخلة في السنة الرابعة، و المراد من الجذعة: هي الداخلة في السنة الخامسة، و المراد من الثنيّة و هي الداخلة في السنة السادسة، و المراد من الطروقة أي البالغة ضراب الفحل، أو ما طرقها الفحل فحملت، و المراد من الخلفة أي الحامل.