كالدعاء المروي عن النبي صلّى اللَّه عليه و آله كما في صحيح ابن عمار عن الصادق عليه السّلام قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله لعلي عليه السّلام: ألا أعلمك دعاء يوم عرفة و هو دعاء من كان قبلي من الأنبياء؟ فقال علي عليه السّلام: بلى يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله قال: تقول لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت، و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير، اللّهم لك الحمد أنت كما تقول و خير ما يقول القائلون، اللّهم لك صلاتي و ديني و محياي و مماتي، و لك تراثي، و بك حولي و منك قوّتي، اللهم إني أعوذ بك من الفقر، و من وسواس الصدر، و من شتات الأمر، و من عذاب النار، و من عذاب القبر، اللّهم إني أسألك من خير ما يأتي به الرياح و أعوذ بك من شر ما يأتي به الرياح و أسألك خير الليل و خير النهار»۸، و ما ورد عن الحسين عليه السّلام من الدعاء، و كذا عن ابنه السجاد عليه السّلام، بل عن الباقر عليه السّلام: «ليس في شيء من الدعاء عشية عرفة شيء موقت»۹، و في صحيح ابن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «إنما تعجل الصلاة و تجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فإنه يوم دعاء و مسألة: ثمَّ تأتي الموقف و عليك السكينة و الوقار، فاحمد اللَّه و هلله و مجده و أثن عليه، و كبره مائة مرة، و احمده مائة مره، و سبحه مائة مرة و اقرأ قل هو اللَّه أحد مائة مرة، و تخير لنفسك من الدعاء ما أحببت، و اجتهد فإنه يوم دعاء و مسألة، و تعوّذ باللَّه من الشيطان، فان الشيطان لن يذهلك في موطن أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن، و إياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس و أقبل قبل نفسك، و ليكن فيما تقول: «اللّهم إنّي عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك، و ارحم مسيري إليك من الفج العميق» و ليكن فيما تقول: «اللّهم ربّ المشاعر كلها فكّ رقبتي من النار، و أوسع عليّ من رزقك الحلال، و ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس» و تقول:
«اللّهم لا تمكر بي و لا تخدعني و لا تستدرجني» و تقول: «اللّهم إني أسألك بحولك و جودك و كرمك و فضلك و منك يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين، و يا أسرع الحاسبين، و يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا» و ليكن فيما تقول و أنت رافع رأسك إلى السماء: «اللّهم حاجتي إليك التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، و التي إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك خلاص رقبتي من النار» و ليكن في ما تقول: «اللّهم إني عبدك و ملك يدك، ناصيتي بيدك و أجلي بعلمك أسألك أن توفقني لما يرضيك عني، و أن تسلّم مني مناسكي التي أريتها خليلك إبراهيم عليه السّلام و دللت عليها نبيك محمدا صلّى اللَّه عليه و آله» و ليكن فيما تقول: «اللهم اجعلني ممن رضيت عمله، و أطلت عمره، و أحييته بعد الموت حياة طيبة» و يستحب أن يطلب عشية عرفة بالعتق و الصدقة»۱۰، و في مرسل ابن سنان عن الصادق عليه السّلام: «اللّهم اجعل في قلبي نورا، و في سمعي و بصري نورا، و لحمي و دمي، و عظامي و عروقي و مقعدي، و مقامي، و مدخلي، و مخرجي نورا و أعظم لي نورا يا ربّ يوم ألقاك إنك على كل شيء قدير»۱۱، و في رواية أبي بصير۱۲ عن الصادق عليه السّلام قال: «إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت و سبّح اللَّه مائة مرة، و كبر اللَّه مائة مرة، و تقول: ما شاء اللَّه لا قوة إلّا باللَّه مائة مرة، و تقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيى و يميت و يميت و يحيى و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير مائة مرة، ثمَّ تقرأ عشر آيات من أول سورة البقرة، ثمَّ تقرأ قل هو اللَّه أحد ثلاث مرات، و تقرأ آية الكرسي حتى تفرغ منها، ثمَّ تقرأ آية السخرة: «إنّ ربّكم اللَّه الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثمَّ استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا» إلى آخره ثمَّ تقرأ قل أعوذ برب الفلق، و قل أعوذ برب الناس حتى تفرغ منها، ثمَّ تحمد اللَّه عزّ و جل على كل نعمة أنعم عليك، و تذكر أنعمه واحدة واحدة ما أحصيت منها، و تحمده على ما أنعم عليك من أهل و مال، و تحمد اللَّه تعالى على ما أبلاك، و تقول: اللّهم لك الحمد على نعمائك التي لا تحصى بعدد، و لا تكافئ بعمل، و تحمده بكل آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن، و تسبحه بكل تسبيح ذكر به نفسه في القرآن، و تكبره بكل تكبير كبر به نفسه في القرآن، و تهللكه بكل تهليل هلل به نفسه في القرآن، و تصلي على محمد و آل محمد و تكثر منه و تجتهد فيه، و تدعو اللَّه عز و جل بكل اسم سمي به نفسه في القرآن، و بكل اسم تحسنه و تدعوه بأسمائه التي في آخر الحشر و تقول: أسألك يا اللَّه يا رحمن بكل اسم هو لك، و أسألك بقوتك و قدرتك و عزتك، و بجميع ما أحاط به علمك. و بجمعك، و بأركانك كلها و بحق رسولك صلوات اللَّه عليه، و باسمك الأكبر الأكبر، العظيم الذي من دعاك به كان حقا عليك أن لا تخيّبه و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي من دعاك به كان حقا عليك أن لا ترده و أن تعطيه ما سأل أن تغفر لي جميع ذنوبي في جميع علمك فيّ، و تسأل اللَّه حاجتك كلها من أمر الآخرة و الدنيا و ترغب إليه في الوفادة في المستقبل في كل عام و تسأل اللَّه الجنة سبعين مرة، و تتوب إليه سبعين مرة، و ليكن من دعائك: «اللّهم فكّني من النار، و أوسع عليّ من رزقك الحلال الطيب، و ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس، و شر فسقة العرب و العجم» فإن نفد هذا الدعاء و لم تغرب الشمس فأعده من أوله إلى آخره، و لا تملّ من الدعاء و التضرع و المسألة».