كما في صحيح ابن عمار قال: «أبو عبد اللّه عليه السّلام لا تدع إتيان المشاهد كلها مسجد قبا، فإنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، و مشربة أم إبراهيم، و مسجد الفضيخ، و قبور الشهداء، و مسجد الأحزاب و هو مسجد الفتح- إلى أن قال- و ليكن فيما تقول عند مسجد الفتح يا صريخ المكروبين، و يا مجيب دعوة المضطرين اكشف همي و غمي و كربي كما كشفت عن نبيّك همه و غمه و كربه و كفيته هول عدوه في هذا المكان»۱، و موثق ابن خالد قال:
«سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام إنا نأتي المساجد حول المدينة فبأيها أبدأ؟ فقال عليه السّلام: ابدأ بقبا فصل فيه و أكثر فإنه أول مسجد صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في هذه العرصة ثمَّ ائت مشربة أم إبراهيم فصل فيها فإنها مسكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و مصلاه ثمَّ تأتي مسجد الفضيخ فتصلي فيه فقد صلّى فيه نبيك، فاذا قضيت هذا الجانب أتيت جانب أحد فبدأت بالمسجد الذي دون الحيرة فصليت فيه، ثمَّ مررت بقبر حمزة بن عبد المطلب- إلى أن قال عليه السّلام- ثمَّ تأتي المسجد الذي في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن يمينك حتى تأتي أحد فتصلي فيه فعنده خرج النبي صلّى اللّه عليه و آله إلى أحد حين لقي المشركين فلم يرجعوا حتى حضرت الصلاة فصلّى فيه، ثمَّ مر أيضا حتى ترجع فتصلي عند قبور الشهداء ما كتب اللّه لك ثمَّ امض على وجهك حتى تأتي مسجد الأحزاب فتصلي فيه و تدعو اللّه، فان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله دعا فيه يوم الأحزاب و قال: يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرين، و يا مغيث المهمومين اكشف همّي و كربي و غمّي فقد ترى حالي و حال أصحابي»۲، و عن الحلبي قال: «قال أبو عبد اللّه عليه السّلام هل أتيتم مسجد قبا، أو مسجد الفضيخ، أو مشربة أم إبراهيم؟ فقلت نعم فقال: أما أنه لم يبق من آثار رسول اللّه شيء إلّا و قد غيّر غير هذا»۳، و عن الصادق عليه السّلام قال:
«قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من أتى مسجد قبا فصلّى فيه ركعتين رجع بعمرة»4 و الظاهر أن مسجد الفضيخ و مسجد الفضيخ و مسجد الفتح و مسجد ردّ الشمس واحد و تسميته بالفضيخ لأجل نخلة كانت فيه تسمى فضيخا، و بردّ الشمس لأنها المحل الذي ردت فيه الشمس لعلي عليه السّلام و بالفتح لأن فيه دعا النبي صلّى اللّه عليه و آله يوم الأحزاب فاستجاب دعاءه بالفتح.