و يظهر من الدعاء الوارد بعد زيارة أمير المؤمنين عليه السلام أنّ الركوع أيضا لا يجوز لغير اللّه أيضا: (اللهم لك صلّيت و لك ركعت و لك سجدت وحدك لا شريك لك لأنه لا تجوز الصلاة و الركوع و السجود إلا لك»۱٦.
و لنشر إلى بعض ما قلناه في السجود و سجود الملائكة و ما يتعلق بالإنسان الكامل، و قد فصّلنا القول في ذلك كلّه بما لا مزيد عليه في التفسير نسأل اللّه التيسير.
سرّ العبوديّة للمعبود |
|
يظهر في الإتيان بالسّجود |
و هو مقام شامخ للسّاجد |
|
أفضل فعل للمصلّي العابد |
قد مدح السّجود في القرآن |
|
مدحا بليغا ظاهر البيان |
وضع الوجوه الغرّ في ترب الفلا |
|
تخضّعا لربّ الأرض و السّما |
غاية قرب العبد للّه العلي |
|
إفاضة الخفيّ منه و الجلي |
و لو رأى قلبك حال الأوليا |
|
من راكع أو ساجد أو في الدّعاء |
رأيت فيهم شرفا عظيما |
|
و منبتا- طاب لهم- كريما |
تجلّت الأنوار في قلوبهم |
|
و النّور و السّيماء في وجوههم |
و أخلصوا نيّاتهم من ريب |
|
و رابطوا بجهدهم بالغيب |
جارية دموعهم في الخدّ |
|
يطالبون ربّهم بالجدّ |
في حال عبرة و خوف و بكا |
|
تخفيف أهوال ترى يوم الجزا |
قنوتهم في ظلمات اللّيل
له هدير كهدير السّيل
أنينهم يرفع للسّماء
دموعهم تجري من البكاء
اضطربوا بكلّ معنى القول
لما يلاقي الخلق يوم الهول
قد أنحلوا أبدانهم بالطّاعة
أدهشهم خوف قيام السّاعة
حالاتهم داعية إلى اللّه
أحوالهم حاكية عن اللّه
فلو نظرت نحو أطراف الفلك
ترى سجودا فرقا من الملك
لا يرفعون رأسهم إلى الأبد
تخضّعا للواحد الفرد الصّمد
أنفاسهم تسبيح أو تقديس
شعارهم يا نور يا قدّوس
أشواقهم خارجة عن حدّ
حالاتهم مشوبة بالوجد
لقد تفانوا في حريم الكبريا
فاكتشفوا بذاك سرّ الأوليا
نشاطهم من عالم السّرور
لا كنشاط عالم الغرور
تغشاهم الجذبة من نور الأحد
و هي عناية بهم من غير حد
إنّ السّجود مع ما فيه اعتبر
أعظم باب لحوائج البشر
حبوا الى أوسع باب الرّحمة
و كان ذاك من علوّ الهمّة
أفضل حال لاستجابة الدّعاء
حال السّجود فاستمع لمن وعى
و حقّقوا حاجاتكم في السّجدة
فإنّها لذاك نعم العدّة
فكم دعاء استجيب فيه
و نال جمع فيه ما يرضيه
فاغتنموا حال السّجود مطلقا
الى مقام القرب منه يرتقى