يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَ اللَّهُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (۱٥٦) وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (۱٥۷) وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (۱٥۸)
الآيات الشريفة تبين جانب آخر من جوانب غزوة أحد و هو ما ظهر من بعضهم من الأسف و التحسر على الذين قتلوا فيها، و كان السابقة، فقد ظنوا ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) هو الذي أوردهم إلى هذه المهلكة و حذرهم سبحانه و تعالى ان مثل هذا الظن الذي من وساوس الشيطان هو الذي استزلهم و أوردهم المهالك و أفسد قلوبهم.
و يبين سبحانه و تعالى ان الحياة و الموت أمران طبيعيان داخلان تحت ارادته و مشيته و الجميع يحشرون اليه تعالى و الغاية التي لا بد للإنسان في كفاحه و جهاده من ابتغائها هي المغفرة و الرحمة و هي الخير الذي يبتغيه كل عاقل.