إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (۱۱٦) مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَ ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَ لكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)
بعد ما ذكر سبحانه و تعالى صفات المؤمنين المتقين من اهل الكتاب و بين حسن سريرتهم و سعادتهم يذكر تعالى في هاتين الآيتين الكريمتين حال الكفار- الذين خسروا أنفسهم و باعوها للشيطان فجحدوا الحق- توبيخا لهم و تشنيعا عليهم و إتماما للحجة، و مقابلة للطائفة الاولى المتقدمة ليعرف المؤمنون بذلك مقاماتهم المعنوية و ما لهم من الجزاء الكبير.
كما بين سبحانه و تعالى ان ما أنفقت هذه الطائفة الكافرة باللّه العظيم في هذه الدنيا لحفظ جاهها و استمرار ملذاتها لن تنفعها عما أعدلها من الجزاء في هذه الدنيا و لها في الآخرة عذاب الخلود و مثل تعالى ما ينفقونها كعاصفة باردة تحرق الحرث و تدمره لأنهم ظلموا أنفسهم و اندفعوا وراء شهواتهم مختارين فكان مصيرهم الهلاك و العذاب.