وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109) كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً وَ إِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ (112)
الآيات الشريفة مرتبطة بالآيات السابقة فإنها اختتمت بأن اللّه تعالى لا يريد أن يوقع بالعالمين ظلما.
و في الآية الاولى من هذه الآيات يبين سبحانه العلة لذلك من انه غنى عن ظلمهم لأنه يملك ما في السموات و ما في الأرض و اليه مصير الأمور و انما يريد جلت عظمته ان يحق الحق و يجرى العدل و ينال كل انسان جزاء ما احسن أو أساء فيترتب الجزاء على العمل و يعيش الإنسان بالحق و ينتهي الى الحق فقد جمع اللّه فيها بين المبدأ و المعاد.
و اما الآية الثانية منها فتبين قدر هذه الامة في هذه الأرض و بم استحقت هذه المنزلة و نالت هذه الكبرياء و العظمة؟! لم تكن محاباة و لا مجازفة بل لأنها اعتصمت بحبل اللّه تعالى، فالآية الشريفة توصف المعتصمين به الداعين للخير بوصف شريف رفيع و تبين قدرهم و فضلهم على من سواهم.
كما ان الآيات الاخيرة تكشف عن هوان و تصغير اهل الكتاب بل و غيرهم من الكفار بأنهم لا يملكون ما يضروكم و انما هم في ذلة و كتبت عليهم المسكنة، تعيش في ضمائرهم و تمزق مشاعرهم لأنهم كفروا بآيات اللّه و تمردوا بقتل الأنبياء و الاعتداء على الحق و الحقيقة.