قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَ أَنْتُمْ شُهَداءُ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (100) وَ كَيْفَ تَكْفُرُونَ وَ أَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَ فِيكُمْ رَسُولُهُ وَ مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)
هذه الآيات الشريفة راجعة إلى بيان حقيقة الاستكمالات المعنوية و الموانع التي تمنع عن الوصول إليها، و يشهد لها العقل السليم و لا يصل الإنسان إلى تلك الحقيقة التي هي منتهى الغايات الكمالية و أقصاها الا باتباع ما ذكره القرآن الكريم في ذلك و الانقياد له انقيادا تاما اثباتا و نفيا امتثالا و اجتنابا.
و تبين هذه الآيات ان فريقا من اهل الكتاب يكفرون بآيات اللّه و يصدون المؤمنين عن سبيله عز و جل بل انها ترشد إلى حقيقة من الحقائق الاجتماعية التي طالما يعانيها المجتمع الانساني و هي ان طائفة من الناس على الباطل و تكفر بآيات اللّه و تنكر الحقائق الواضحة و تصد عن الحق و تمنع عن رقي الإنسان و استكماله و تعرض الشبهات التي تمثل السبيل الضلال المعوج العقيم سبيلا مستقيما موصلا إلى الكمال المنشود. و قد حذر سبحانه المؤمنين منهم و انذرهم من متابعتهم، و إلا دخلوا في زمرتهم و كانوا كافرين، و أمرهم بالاعتصام باللّه و رسوله و العمل باحكامه فان ذلك هو الصراط المستقيم الذي يوصل الإنسان إلى الكمال المنشود و الهداية التي لا بد لكل فرد ابتغاؤها و ذلك هو الصواب الواقعي الذي جبلت القلوب السليمة المستقيمة عليه.
و الآيات لا تخلو عن الارتباط بالآيات السابقة التي بينت سبل الهداية و عرّفت الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه و أنذرت المؤمنين من شبهات الكافرين و الملحدين.