كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَ شَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (۸٦) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ أَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَ لَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (91)
الآيات الشريفة لا تخلو عن الارتباط بالآيات المباركة المتقدمة، فانه تعالى بعد ان بيّن حقيقة الدين الذي يجب اتباعه و انه الإسلام الذي بعث به جميع الأنبياء و أخذ عليه الميثاق، و بيّن ان غيره باطل لا يقبل منه.
ذكر عز و جل في هذه الآيات حال الكافرين به و الظالمين الذين خرجوا عن هدايته سبحانه و تعالى و اتبعوا أهواءهم و فسقوا بالخروج عن الميثاق الذي أخذ منهم، و بيّن جزاءهم بأن أوعدهم سوء العذاب و سجّل عليهم لعن من في السماوات و الأرض.
و في معرض الكفر و الايمان قسّم سبحانه و تعالى الكافرين إلى اصناف ثلاثة، فمنهم من يقبل توبته إذا رجع إلى الحق و أنكر الباطل و أصلح نفسه و اتبع الإسلام، و منهم من ضل عن الصراط المستقيم و اصرّ على الكفر و توغل فيه، فهؤلاء أفلتت منهم الفرصة فان اللّه لا يقبل توبتهم و منهم من مات على الكفر و لم يؤمن به تعالى فلن تقبل منهم فدية و لو كانت ملء الأرض ذهبا فإنهم مخلدون في العذاب و ما لهم من ناصرين.