إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (۱۰) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (۱۱) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ (۱۲) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ أُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَ اللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (۱۳)
الآيات المباركة مرتبطة بما قبلها، حيث إنها ختمت بذكر اليوم الذي لا ريب فيه، فقد ذكر فيها بعض خصوصيات ذلك اليوم، و هي أن أعمال الكافرين لا تغني عنهم شيئا، و أن مصيرهم إلى النار، بل هم وقودها، بلا اختصاص في ذلك بالذين كفروا بدعوة محمد صلّى اللّه عليه و آله، بل يعمّ جميع الكفّار الذين كفروا بأنبيائهم.
و قد أعلن سبحانه و تعالى أنهم مغلوبون في هذه الدنيا، و يحشرون في الآخرة إلى النار.
كما أنهم رأوا بأنفسهم ما وقع بين الفئتين المؤمنة و الكافرة، من نصرته تعالى الفئة المؤمنة منهما على الكافرة.
و الآيات الشريفة تتضمّن نداء حقيقيّا واقعيّا صادرا عن الحقّ الواقع الذي لا مرية فيه و لا شكّ يعتريه، و هو أن المخاصمة مع اللّه جلّ جلاله ليس فيها إلا الهلاك و الخسران، و لا يعقل أن تتدارك بشيء ممّا هو في ذاته و حدوثه و بقائه محتاج إليه جلّت عظمته. و أن الكفر به تعالى سواد شديد و ظلمة مهلكة، لا يمكن محوهما أزلا و لا أبدا، إلا بالخروج من تلك الظلمة إلى الإيمان و النور في دار الدنيا و عالم الغرور.
و يقرع هذا النداء مسامع الملكوت الأعلى و عقول ذوي الألباب من أهل الدنيا.