أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (۲٤۳)
الآية الشريفة في أسلوبها الرائع و بلاغتها الخلابة تبيّن آية من الآيات الإلهية التي وقعت في الأمم السابقة للعبرة و الموعظة. و قد ذكرها سبحانه و تعالى في ختام آيات الأحكام لتثبيت ما ورد فيها من الأحكام التي لوحظ فيها مصلحة الفرد و النوع و توطئة لما يأتي من الآيات التي تدعو إلى بذل النفس و الإنفاق.
و ترشد الإنسان إلى الرجوع إلى اللّه تعالى في مواضع الخطر و أنّ الموت و الحياة بيده جلّ شأنه و أنّ الحذر لا يقي القدر.
و تبيّن أنّ جميع التدبيرات الأرضية مقهورة تحت إرادة السماء و هي التي تحفظ الإنسان من جميع الشرور و الأخطار فيجب شكره تعالى و لكنّ أكثر الناس لا يشكرون.