لصحيح ابن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام: «الرجل يحرم في ثوب وسخ قال عليه السّلام: لا، و لا أقول: إنّه حرام و لكن تطهيره أحبّ إليّ و طهوره غسله»^۱۰.

لقول أحدهما عليهما السّلام في صحيح ابن مسلم: «لا يغسل الرجل ثوبه الذي يحرم فيه حتى يحلّ و إن توسخ إلا أن تصيبه جنابة أو شي‏ء فيغسله»^۱۱ المحمول على الكراهة إجماعا.

لقول الصادق عليه السّلام في صحيح معاوية: «لا بأس أن يحرم الرجل في الثوب المعلم و تركه أحبّ إليّ إذا قدر على غيره»^۱۲. و أما صحيح الحلبي عنه عليه السّلام أيضا: «الرجل يحرم في ثوب له علّم؟ فقال عليه السّلام: لا بأس به»^۱۳ فهو دليل أصل الجواز و لا ينافي غيره، كما أنّه لا تنافي بين صحيح المرادي عنه عليه السّلام أيضا:

«عن الثوب المعلم هل يحرم فيه الرجل؟ قال عليه السّلام: نعم، إنّما يكره الملحم»^۱4 لأنّه محمول على شدة الكراهة فيه جمعا بينه و بين غيره و المعلم: الثوب المشتمل على لونين بالحياكة، أو بالصبغ و الملحّم ما كان بالحياكة.

و يظهر من بعض الأخبار اختصاص الكراهة بالرجل، ففي خبر سماعة عن الصادق عليه السّلام: «أما الخز و العلم في الثوب فلا بأس أن تلبسه المرأة و هي‏ محرمة»^۱٥.

و يدل عليهما- مضافا إلى الإجماع- خبر ابن خالد عن الصادق عليه السّلام:

«المحرم يدخل الحمام؟ قال عليه السّلام: لا يدخل»^۱٦، و صحيح ابن شعيب عنه عليه السّلام أيضا: «المحرم يغتسل؟ قال عليه السّلام: نعم، يفيض الماء على رأسه و لا يدلكه»^۱۷ المحمولان على الكراهة إجماعا، و لقوله عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «لا بأس أن يدخل المحرم الحمام و لكن لا يتدلك»^۱۸ و ذيله محمول على الكراهة بالإجماع.

لقول الصادق عليه السّلام في صحيح حماد: «ليس للمحرم أن يلبّي من دعاه حتى يقضي إحرامه قال: قلت: كيف يقول؟ قال عليه السّلام: يقول يا سعد»^۱۹ المحمول على الكراهة بقرينة قوله عليه السّلام أيضا: «يكره للرجل أن يجيب بالتلبية إذا نودي و هو محرم»^۲۰، مع أنّ ذلك يشهد له الاعتبار أيضا، لأنّه في مقام تلبية الخالق فلا ينبغي أن يلبّي المخلوق.

لقول الصادق عليه السّلام في صحيح ابن سنان: «لا تمس ريحانا و أنت محرم»^۲۱، و قوله عليه السّلام في خبر حريز: «لا يمس الحرم شيئا من الطيب و لا الريحان، و لا يتلذذ و لا بريح طيبة»^۲۲ المحمول على الكراهة جمعا بينه و بين قوله الآخر في صحيح معاوية: «لا بأس أن تشمّ الإذخر، و القيصوم، و الخزامي، و الشيح، و أشباهه و أنت محرم»^۲۳.

على المشهور قال الصادق عليه السّلام: في خبر ابن عثمان: «يكره الاحتباء للمحرم، و يكره في المسجد الحرام»^۲4، و عنه عليه السّلام أيضا في خبر حماد: «يكره رواية الشعر للصائم، و المحرم، و في الحرم، و في يوم الجمعة، و إن يروي بالليل قال: قلت: و إن كان شعر حق؟ قال عليه السّلام: و إن كان شعر حق»^۲٥، و عن عليّ بن جعفر عن أخيه عليه السّلام: «سألته عن المحرم يصارع هل يصلح له؟ قال عليه السّلام: لا يصلح له مخافة أن يصيبه جراح أو يقع بعض شعره»^۲٦ و اللّه تعالى هو العالم.