قد وردت مادة (ع- ه- د) في الكتاب و السنة كثيرا فقال تعالى في قصص أبينا آدم عليه السّلام وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً1، و قال تعالى وَ عَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ2، و قال تعالى في قصة بعض أصحاب نبينا الأعظم صلّى اللّه عليه و آله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ3، و قال تعالى:
في أجمع آية للمكارم الأخلاقية و الكمالات الإنسانية وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ4، و قال جلّ شأنه وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا5، و في الحديث: «حسن العهد من الإيمان»6، و هو إما من اللّه عز و جل مع عبادة أو من العباد معه تعالى قال عز و جل وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ7، و أصل هذه المادة تستعمل في الالتزام و الحفاظ و الذمة و الوصية، و لا ريب في أصل مشروعيته بالأدلة الثلاثة بل الأربعة، فمن الكتاب بعض ما مر و من السنة بعض ما يأتي، و من الإجماع إجماع المسلمين و من العقل حكمه بحسن العهد مع اللّه تعالى فيما لم ينه عنه.