سمي: مشعرا، لأنه من معالم العبادة و سمي بالحرم، لحرمته، أو لكونه من الحرم، و يسمى مزدلفة: لتقرب الناس فيها إلى اللَّه تعالى، أو لازدلاف الناس فيها إلى منى بعد الإقامة، أو لمجيء الناس إليها في زلف من الليل. و يسمى جمعا: لجمع الناس فيها، أو للجمع بين المغرب و العشاء، و قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام:- «على ما في الجواهر، و غيره- «ما للَّه تعالى منسك أحبّ إلى اللَّه تعالى من موضع المشعر الحرام، و ذلك أنه يذلّ فيه كل جبار عنيد».
أقول: لعل وجه ظهور الذلة و المسكنة فيها بالنسبة إلى سائر المشاعر حيث أن فيها تضرب الخباء بخلاف المشعر، لعدم تعارف ضرب الخباء فيها فيكون الوقوف تحت السماء و على الأرض بلا تكلّف شيء، مع أنه حجاب آخر بعد حجاب عرفة، وقوف آخر بعد الوقوف الأول فإن للملوك غرف انتظارية عند الدخول عليهم الأولى، و الثانية، بل ربما تكون الثالثة أيضا، و يشقّ الانتظار في غير الأولى على العظماء، مضافا إلى أنه يستحب فيه السعي في وادي محسر بنفسه أو بمركوبه و هو أيضا شاق بالنسبة إلى الجبابرة و العظماء فيكون أشد لتذلل الجبارين.
فائدة: حدود المشعر المعروفة هناك، و قال الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «حد المشعر الحرام من المأزمين إلى الحياض إلى وادي محسر»۱، و عنه عليه السّلام أيضا في خبر أبي بصير: «حد المزدلفة من وادي محسر إلى المأزمين»۲، و عنه عليه السّلام أيضا في الصحيح: «و لا تتجاوز الحياض ليلة المزدلفة»۳.
و المأزمان: الجبلان بين عرفات و المشعر- و يسمى كل طريق ضيق بين جبلين مأزما- راجع الخريطة.