نصوصا، و إجماعا قال الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «من ترك السعي متعمدا فعليه الحج من قابل»۱.
الرابع: من أفعال العمرة: السعي.
(مسألة ۱): السعي ركن يبطل الحج بتركه عمدا (۱) و لو تركه نسيانا لا يبطل حجه و لا عمرته و وجب الإتيان به و لو بعد خروج ذي الحجة فإن خرج عن مكة عاد بنفسه و أتى به و إن تعذر أو شقّ استناب فيه (۲) و لا يحلّ من أخلّ به حتى يأتي به بنفسه أو نيابة (۳) و لو تذكر ثمَّ واقع أهله قبل الإتيان به، فالأحوط الكفّارة عليه (٤).
إجماعا، و نصا، قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «رجل نسي السعي بين الصفا و المروة قال عليه السّلام: يعيد السعي قلت: فإنه خرج قال عليه السّلام: يرجع فيعيد السعي إن هذا ليس كرمي الجمار إنّ الرمي سنّة و السعي بين الصفا و المروة فريضة»۲، و في خبر الشحام عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «سألته عن رجل نسي أن يطوف بين الصفا و المروة حتى يرجع إلى أهله فقال عليه السّلام: يطاف عنه»۳، و في صحيح ابن مسلم قال: «سألته عن رجل نسي أن يطوف بين الصفا و المروة قال عليه السّلام: يطاف عنه»4 المحمولان على تعذّر المباشرة، أو كونها موجبة للحرج و المشقة، و يدل على ما ذكر حديث رفع الخطأ و النسيان٥،و دليل نفي العسر و الحرج.
لأصالة بقاء الإحرام، و عدم الخروج عنه إلّا بما جعله الشارع مخرجا، و ما جعل مخرجا عنه و محللا إنما هو التقصير المترتب على السعي.
لفحوى ما يأتي في ما لو كان متمتعا بالعمرة و ظن أنه أتمّ السعي فأحل و واقع النساء ثمَّ تذكر فانقص من سعيه، فإن الأحوط الكفارة عليه راجع مسألة ۱۱ من فصل في واجبات السعي).
(مسألة ۲): يستحب قبل السعي و بعده أمور:
الأول: تقبيل الحجر، و استلامه مع الإمكان، و إلا فالإشارة إليه قبل إرادة الخروج إلى الصّفا (٥).
لصحيح ابن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام: «إذا فرغت من الركعتين فائت الحجر الأسود فقبّله، و استلمه، و أشر إليه فإنّه لا بد من ذلك»٦.
الثاني: الاستقساء بنفسه من زمزم (٦).
كما في خبر علي بن مهزيار قال: «رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام ليلة الزيارة طاف طواف النساء، و صلّى خلف المقام، ثمَّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر و شرب منه، و صب على بعض جسده ثمَّ اطلع في زمزم مرتين، و أخبرني بعض أصحابنا أنه رآه بعد ذلك بسنة فعل مثل ذلك»۷، و في صحيح ابن عمار: «إن قدرت أن تشرب من ماء زمزم قبل أن تخرج إلى الصفا فافعل»۸، و في صحيح الحلبي: «فليأت زمزم و يستقي منه ذنوبا أو ذنوبين فليشرب منه»۹ الى غير ذلك من الأخبار.
الثالث: الشرب منه (۷).
كما تقدم في صحيح ابن مهزيار، و في صحيح ابن عمار: «و إن قدرت أن تشرب من ماء زمزم قبل أن تخرج إلى الصفا فافعل»۱۰.
الرابع: الصب منه على بدنه (۸).
قال الصادق عليه السّلام في موثق ابن الحلبي «و تصب على رأسك و جسدك» و قد تقدم في صحيح ابن مهزيار أيضا، و في صحيح الحلبي عنه عليه السّلام:
«و ليصب على رأسه و ظهره و بطنه»۱۱.
الخامس: أن يدعو- و هو مستقبل القبلة- بالمأثور (۹).
أما الدعاء ففي صحيح ابن عمار: «و تقول حين تشرب: اللّهم اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كل داء و سقم»۱۲ و مثله ما في صحيح الحلبي.
و أما الاستقبال فلقوله عليه السّلام في موثق ابن الحلبي: «و ليكن ذلك من الدلو الذي بحذاء الحجر»۱۳.
السادس: أن يخرج من الباب المحاذي للحجر الأسود (۱۰).
نصا، و إجماعا قال الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «ثمَّ اخرج إلى الصفا من الباب الذي خرج منه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو الباب الذي يقابل الحجر الأسود حتى تقطع الوادي و عليك السكينة و الوقار»۱4، و في خبر ابن سعيد:
«سألت أبا إبراهيم عليه السّلام عن الباب الذي يخرج منه إلى الصفا، قلت: إن أصحابنا قد اختلفوا فيه، بعضهم يقول: الذي يلي السقاية، و بعضهم يقول الذي يلي الحجر فقال عليه السّلام: هو الذي يلي الحجر، و الذي يلي السقاية محدث و فتحه داود»۱٥.
السابع: الطهارة و أن يمشي مع السكينة و الوقار (۱۱).
أما الطهارة: فمضافا إلى الإجماع، قول الكاظم عليه السّلام في خبر ابن فضال: «لا تطوف و لا تسعى إلّا عن وضوء»۱٦ المحمول على الندب جمعا، و إجماعا، و أما السكينة و الوقار: فلما تقدم في صحيح ابن عمار.
الثامن: الصعود إلى الصّفا بحيث ينظر إلى البيت إن لم يكن حاجب و يتأكد ذلك في حقّ الرجل (۱۲).
نصا، و إجماعا، قال الصادق عليه السّلام في صحيح معاوية بن عمار:
«فاصعد على الصفا حتى تنظر إلى البيت و تستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود»۱۷، و في صحيح ابن الحجاج: «سألت أبا الحسن عليه السّلام عن النساء يطفن على الإبل و الدواب أ يجزيهن أن يقفن تحت الصفا و المروة؟ قال عليه السّلام: نعم بحيث يرين البيت»۱۸.
أقول: يمكن أن يحمل قوله عليه السّلام: «بحيث يرين البيت» على إمكان رؤيتهن له لو صعدن الصفا، لأن عدم صعود الصفا لهن أستر، و عن الفاضل إنه خص الصعود على الصفا بخصوص الرجال دون النساء. و هو أليق بمطلوبية الستر لهن مهما أمكن، و يشهد له استحباب الهرولة لخصوص الرجال أيضا.
التاسع: أن يستقبل الركن الذي فيه الحجر و يحمد اللَّه تعالى و يذكر من آلائه و بلائه- و حسن ما صنع اللَّه- ما يقدر على ذكره خصوصا الدعوات و الأذكار المخصوصة (۱۳).
لقول الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «فاحمد اللَّه تعالى، و أثن عليه، و اذكر من بلائه و آلائه- و حسن ما صنع إليك- ما قدرت على ذكره ثمَّ كبر اللَّه سبعا، و احمده سبعا، و هلله سبعا، و قل: لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت و هو على كل شيء قدير- ثلاث مرات- ثمَّ صل على النبي صلّى اللَّه عليه و آله، و قل: اللَّه أكبر الحمد للَّه على ما هدانا، و الحمد للَّه على ما أولانا، و الحمد للَّه الحي القيوم، و الحمد للَّه الحي الدائم- ثلاث مرات، و قل: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله لا نعبد إلّا إيّاه مخلصين له الدين و لو كره المشركون- ثلاث مرات- و قل: اللّهم إنّي أسألك العفو و العافية و اليقين في الدّنيا و الآخرة- ثلاث مرات- اللّهم آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ- ثلاث مرات- ثمَّ كبر اللَّه مائة مرة، و هلل اللَّه مائة مرة، و احمد اللَّه مائة مرة، و سبح اللَّه تعالى مائة مرة، و تقول: لا إله إلّا اللَّه وحده وحده، أنجز وعده و نصر عبده و غلب الأحزاب وحده فله الملك و له الحمد وحده وحده اللّهم بارك لي في الموت و في ما بعد الموت، اللّهم إنّي أعوذ بك من ظلمة القبر و وحشته، اللّهم أظلني في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلا ظلّك. و أكثر من أن تستودع ربّك دينك و نفسك و أهلك، ثمَّ تقول: أستودع اللَّه الرحمن الرحيم الّذي لا تضيع و ودائعه ديني و نفسي و أهلي، اللّهم استعملني على كتابك و سنّة نبيّك، و توفّني على ملته و أعذني من الفتنة ثمَّ تكبر- ثلاثا، ثمَّ تعيدها،- مرتين- ثمَّ تكبر- واحدة- ثمَّ تعيدها، فإن لم تستطع هذا فبعضه، و قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله كان يقف على الصفا بقدر ما يقرأ سورة البقرة مترتّلا»۱۹.
العاشر: أن يكبّر اللَّه سبعا، و يهلّله سبعا و يقول لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له- الدعاء- (۱٤).
تقدم ذلك في صحيح ابن عمار.
الحادي عشر: أن يصلي على النبي صلّى اللَّه عليه و آله (۱٥).
كما مر في صحيح معاوية بن عمار.
الثاني عشر: أن يقول: اللَّه أكبر الحمد للَّه على ما هدانا- الدعاء- (۱٦).
لقول الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار المتقدم.
الثالث عشر: أن يقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له- الدعاء- (۱۷).
الدعاء بكامله مر في صحيح ابن عمار، و في مرسل ابن يزيد قال:
«كنت في ظهر أبي الحسن موسى عليه السّلام على الصفا و على المروة و هو لا يزيد على حرفين: اللّهم إنّي أسألك حسن الظن بك في كل حال، و صدق النية في التوكل عليك»۲۰ و قد ورد أدعية أخرى عند الصعود على الصفا من شاء فليراجع محالها.
الرابع عشر: الإكثار من استيداع اللَّه نفسه و دينه و أهله (۱۸).
لقوله عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «و أكثر من أن تستودع ربّك دينك، و نفسك و أهلك»۲۱.
الخامس عشر: الهرولة للرجل بين العلامتين المنصوبتين (۱۹).
لقول الصادق عليه السّلام: «انحدر من الصفا ماشيا إلى المروة و عليك السكينة و الوقار حتى تأتي المنارة، و هي طرف المسعى فاسع ملأ فروجك، و قل: بسم اللَّه و اللَّه أكبر و صلّى اللَّه على محمد و أهل بيته، اللّهم اغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم إنك أنت الأعزّ الأكرم حتّى تبلغ المنارة الأخرى- الحديث-»۲۲، و في رواية الكافي: «حتى تبلغ المنارة الأخرى، فإذا جاوزتها فقل: يا ذا المنّ و الفضل و الكرم و النعماء و الجود اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»۲3.
و الدعاء حينه (۲۰) و هكذا يصنع في كل شوط (۲۱)، و لو نسي الهرولة و ذكرها و هو في أثناء محلّ الهرولة استحب له الرجوع ماشيا إلى الخلف من غير التفات بالوجه إلى ابتداء محلّها و الهرولة حينئذ (۲۲).
تقدم ذلك في صحيح ابن عمار.
لظهور الإطلاق و الاتفاق.
لقول الصادق عليه السّلام: «من سها عن السعي حتى يصير من المسعى على بعضه أو كله ثمَّ ذكر فلا يصرف وجهه منصرفا، و لكن يرجع القهقرى إلى المكان الذي يجب فيه السعي»۲4.
- الوسائل باب: ۷ من أبواب السعي حديث: ۲.
- و الوسائل باب: ۸ من أبواب السعي حديث: ۱.
- و الوسائل باب: ۸ من أبواب السعي حديث: ۲.
- و الوسائل باب: ۸ من أبواب السعي حديث: ۳.
- الوسائل باب: ٥٦ من أبواب جهاد النفس حديث: ۳.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب السعي حديث: ۳.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب السعي حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب السعي حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب السعي حديث: ۲ و 4.
- الوسائل باب: ۳ من أبواب السعي حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۳ من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۱٥ من أبواب السعي حديث: ۷.
- الوسائل باب: 4 من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۱۷ من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: 4 من أبواب السعي حديث: ۱ عن فروع الكافي و أما في التهذيب ذكر الرواية مع اختلاف فراجع التهذيب ج: ٥ حديث: 4۸۱.
- الوسائل باب: ٥ من أبواب السعي حديث: ٦.
- الوسائل باب: 4 من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: ٦ من أبواب السعي حديث: ۱.
- الوسائل باب: ٦ من أبواب السعي حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۹ من أبواب الطواف حديث: ۲.