حيث إنّ جمعا من أعاظم الأصحاب- منهم صاحب الحدائق- (قدّس اللّه أرواحهم) تعرضوا لأمور في ختام كتاب الطهارة اقتفينا أثرهم تبركا و تيمنا.
و كلّ واحد منها: إما في البدن، أو في الملبس، أو في المسكن، أو في المأكل. و تأتي الأقسام الأخيرة في محلّها، و نشير إلى الأول إجمالا و هو أمور: الأول: ما يتعلق بالاستحمام.
يستحب التنظيف مطلقا (۱) بالاستحمام (۲) و باستعمال الماء و لو في غيره (۳).
لنصوص كثيرة:
منها: قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «بئس العبد القاذورة»۱.
و عن عليّ عليه السّلام: «إنّ اللّه جميل يحب الجمال، و يحب أن يرى أثر نعمه على عبده»۲.
و الجمال أما معنويّ أو ظاهريّ، و كلّ منهما إما فطريّ أو اختياري، و الكلّ محبوب عند اللّه، لما تقدم من الرواية، و عن الصادق عليه السّلام: «أبصر رسول اللّه رجلا شعثا شعر رأسه، وسخة ثيابه، سيئة حاله، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من الدّين المتعة»۳. أي: التمتع من نعم الدنيا و الاستفادة منها، مع أنّ الحكم مطابق للفطرة السليمة.
لجملة من الأخبار:
منها: قول عليّ عليه السّلام: «نعم البيت الحمام يذكر النار، و يذهب بالدرن [۱]»٤ و عن الرضا عليه السّلام: «للحمام منفعة عظيمة، يؤدي إلى الاعتدال، و ينقي الورك، و يليّن العصب و العروق، و يقوي الأعضاء الكبار، و يذهب الفضول، و يذهب العفن»٥.
و إطلاق مثل هذه الأخبار يشمل جميع أقسام الحمامات العامة منها و الخاصة التي في البيوت الجامعة لشرائط الحمام.
لأنّه ليس للحمام من حيث هو موضوعية خاصة، بل هو طريق لحصول النظافة به بشرط الملازمة على الطهارة.
(مسألة ۲): يكره إدمان الحمام (٤)، بل قد يحرم (٥).
لقول الرضا عليه السّلام: «و إياك أن تدمنه، فإنّ إدمانه يورث السل»٦.
و في خبر آخر عنه عليه السّلام: «الحمام يوم و يوم لا يكثر اللحم و إدمانه كلّ يوم يذيب شحم الكليتين»۷.
إن تحقق الضرر الموجب للحرمة.
(مسألة ۳): يستحب أن يكون مع الميزر (٦)، بل يكره تركه (۷).
لقول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلّا بمئزر»۸.
لقول الصادق عن آبائه عليهم السّلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله:
«و كره الغسل تحت السماء بغير ميزر، و كره دخول الأنهار إلّا بمئزر، و قال في الأنهار عمار و سكان من الملائكة، و كره دخول الحمامات بغير ميزر»۹.
و إطلاقها يشمل الحمامات الخاصة (المنزلية) إلّا أن يدّعى الانصراف عنها.
(مسألة ٤): يجب ستر العورة عن الناظر المحترم في الحمام و غيره، و يحرم النظر إليها على ما تقدم (۸).
تقدم ما يتعلق بوجوب ستر العورة و حرمة النظر إليها في أحكام التخلّي و يأتي بعض الكلام فيها أيضا في أحكام الستر في الصلاة.
(مسألة ٥): لا فرق في استحباب الاستحمام بين الرجال و النساء (۹) و قد ورد المنع عن دخول النساء في الحمامات العامة و الإذن لهنّ فيه (۱۰).
للإطلاقات، و قاعدة الاشتراك- التي تقدم الكلام فيها- مع كون النظافة و التزيين أولى لهنّ من الرجال.
لخبر سماعة عن الصادق عليه السّلام: «من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يرسل حليلته إلى الحمام»۱۰.
و عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: «قال رسول اللّه من أطاع امرأته أكبه اللّه على وجهه في النار. قيل: و ما تلك الطاعة؟ قال: تطلب منه أن تذهب إلى الحمامات، و العرس، و النياحات، و لبس الثياب الرقاق، فيجيبها»۱۱.
و لكنه محمول على ما إذا استلزم ذلك مفسدة و ارتكاب محرّم.
(مسألة ٦): يجوز للأب أن يدخل مع ابنه في الحمام (۱۱)، و ما يظهر منه المنع محمول على ما إذا استلزم النظر إلى العورة (۱۲).
للأصل، و الإطلاق من غير ما يصلح للمنع.
لمرسل محمد بن جعفر عن الصادق عليه السّلام قال: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لا يدخل الرجل مع ابنه الحمام، فينظر إلى عورته، و قال: ليس للوالدين أن ينظرا إلى عورة الولد، و ليس للولد أن ينظر إلى عورة الوالد و قال: لعن رسول اللّه الناظر و المنظور إليه في الحمام بلا ميزر»۱۲.
و مثله مرفوعة سهل بن زياد عن الصادق عليه السّلام: «لا يدخل الرجل مع ابنه الحمام فينظر إلى عورته»۱۳.
و هما محمولان على ما إذا كان في معرض النظر إلى العورة كما هو مذكور فيه.
(مسألة ۷): لو اغتسل بلا ميزر يصح غسله و لو مع وجود الناظر المحترم و إن عصى و فعل حراما (۱۳).
لأنّ النهي تعلق بما هو خارج عن حقيقة الغسل، فلا وجه للبطلان.
(مسألة ۸): يستحب أن يتناول شيئا قبل دخول الحمام، بل يكره دخوله على الريق (۱٤).
لصحيح أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «لا تدخل الحمام إلّا و في جوفك شيء يطفئ عنك وهج المعدة و هو أقوى للبدن، و لا تدخله و خبر رفاعة عن الصادق عليه السّلام: «أنّه كان إذا أراد دخول الحمام تناول شيئا فأكله قال: قلت له: إنّ الناس عندنا يقولون: إنّه على الريق أجود ما يكون، قال: لا بل يؤكل شيء قبله يطفئ المرار و يسكن حرارة الجوف»۱٥.
و مثله مرسلة الصدوق۱٦.
(مسألة ۹): يستحب الدعاء بالمأثور عند نزع الثياب و عند الدخول في البيت الأول و البيت الثاني (۱٥).
لخبر محمد بن حمران قال: «قال الصادق عليه السّلام: إذا دخلت الحمام فقل في الوقت (البيت) الذي تنزع ثيابك فيه: اللهم انزع منّي ربقة النفاق و ثبتني على الإيمان، و إذا دخلت البيت الأول فقل: اللهم إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي و أستعيذ بك من أذاه، و إذا دخلت البيت الثاني فقل اللهم أذهب عنّي الرجس النجس و طهّر جسدي و قلبي، و خذ من الماء الحار وضعه على هامتك و صب منه على رجليك، و إن أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل فإنّه ينقّي المثانة و البث في البيت الثاني ساعة، و إذا دخلت البيت الثالث فقل: نعوذ باللّه من النار و نسأله الجنة ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار، و إياك و شرب الماء البارد- الحديث-»۱۷.
و قوله عليه السّلام: «إن أمكن أن تبلع منه جرعة، فافعل».
يراد به الماء النظيف في الخزانة الأصلية، أو من الدوش- المصنوع في هذه الأعصار.
(مسألة ۱۰): يكره السلام على من في الحمام (۱٦)، و يكره له و أنت ممتلئ من الطعام»۱٤.شرب الماء البارد فيه، و غسل الرأس بالطّين، و الدّلك بالخزف و دلك الرأس و الوجه بالإزار إن رضي صاحب الحمام بذلك و إلّا فيحرم (۱۷).
لقول الصادق عليه السّلام: «ثلاثة لا يسلّمون: الماشي مع الجنازة و الماشي إلى الجمعة، و في بيت حمام»۱۸.
و عن سعدان بن مسلم قال: «كنت في الحمام في البيت الأوسط، فدخل عليّ أبو الحسن عليه السّلام و عليه النورة، و عليه إزار فوق النورة، فقال: السلام عليكم فرددت- الحديث-»۱۹.
كلّ ذلك لما رواه ابن أبي يعفور عن الصادق عليه السّلام- في حديث- قال: «و إياك و الاضطجاع في الحمام، فإنّه يذهب شحم الكليتين و إياك و الاستلقاء على القفا في الحمام، فإنّه يورث داء الدبيلة» [۱]، و إياك و التمشط في الحمام، فإنّه يورث وباء الشعر، و إياك و السواك في الحمام، فإنّه يورث وباء الأسنان، و إيّاك أن تغسل رأسك بالطّين، فإنّه يسمج الوجه [۲] و إياك أن تدلك رأسك و وجهك بمئزر، فإنّه يذهب بماء الوجه، و إياك أن تدلك تحت قدميك بالخزف، فإنّه يورث البرص، و إياك أن تغتسل بغسالة الحمام»۲۰.
(الثاني): النورة.
(مسألة ۱): التنوير من المستحبات الأكيدة (۱۸) خصوصا بعد عشرين يوما و آكد منه بعد أربعين يوما (۱۹).
لما روي عن الرضا عليه السّلام: «إنّ الدرهم في النورة أعظم ثوابا من سبعين درهما في سبيل اللّه»۲۱.
و قال أمير المؤمنين عليه السّلام: «إنّ النورة طهور»۲۲.
إلى غير ذلك من الأحاديث.
لقول الصادق عليه السّلام: «السنّة في النورة في كلّ خمسة عشر يوما فمن أتت عليه أحد و عشرون يوما و لم يتنور، فليستدن على اللّه عزّ و جلّ و ليتنور، و من أتت عليه أربعون يوما و لم يتنور فليس بمؤمن و لا مسلم و لا كرامة»۲۳.
و في خبر مسعدة بن صدقة عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يترك حلق عانته فوق الأربعين، فإن لم يجد فليقرض بعد الأربعين و لا يؤخره»۲٤.
(مسألة ۲): يستحب الاطلاء و إن قرب العهد و لو بعد يومين (۲۰).
لما رواه عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: «كنت معه أقوده فأدخلته الحمام، فرأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام يتنوّر فدنا منه أبو بصير فسلّم عليه، فقال: يا أبا بصير تنوّر فقال: إنّما تنوّرت أول من أمس و اليوم الثالث، فقال: أما علمت أنّه طهور، فتنور»۲٥.
و مثله خبر الأرقط۲٦.
(مسألة ۳): يستحب الدعاء بالمأثور عند الطلاء (۲۱).
لمرفوعة السياري قال: «قال أبو عبد اللّه عليه السّلام من أراد الاطلاء بالنورة، فأخذ من النورة بإصبعه فشمه و جعل على طرف أنفه و قال: صلّى اللّه على سليمان بن داود كما أمرنا بالنورة لم تحرقه النورة»۲۷.
و في خبر سدير أنّه سمع عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول: «من قال إذا أطلى بالنورة: اللهم طيّب ما طهر منّي، و طهّر ما طاب منّي، و أبدلني شعرا طاهرا لا يعصيك، اللهم إنّي تطهرت ابتغاء سنّة المرسلين، و ابتغاء رضوانك و مغفرتك، فحرّم شعري و بشري على النار، و طهّر خلقي و زد عملي و اجعلني ممن يلقاك على الحنيفية السمحة (السهلة) ملة إبراهيم خليلك و دين محمد صلّى اللّه عليه و آله حبيبك و رسولك عاملا بشرائعك تابعا لسنّة نبيك آخذا به متأدبا بحسن تأديبك و تأديب رسولك صلّى اللّه عليه و آله و تأديب أوليائك الذين غذوتهم بأدبك و زرعت الحكمة في صدورهم و جعلتهم معادن لعلمك صلواتك عليهم، من قال ذلك طهّره اللّه من الأدناس في الدنيا و من الذنوب، و بدّله شعرا لا يعصي- الحديث-»۲۸.
(مسألة ٤): يجوز الاستنابة في التنوير ما لم يستلزم مسّ العورة فيباشر تنويرها بنفسه و يوكل تنوير البدن إلى غيره (۲۲).
للأصل، و الإطلاق، و خبر بشير النبال: «إنّ أبا جعفر عليه السّلام دخل الحمام، فاتزر بإزار و غطّى ركبتيه و سرّته ثمَّ أمر صاحب الحمام فطلى ما كان خارجا من الإزار، ثمَّ قال: أخرج عنّي ثمَّ طلى هو ما تحته بيده ثمَّ قال: هكذا فافعل»۲۹.
(مسألة ٥): يتأكد التنوير و الإكثار منه في الصيف (۲۳).
لقول الصادق عليه السّلام: «طلية في الصيف خير من عشر في الشتاء»۳۰، و لأنّ الصيف معرض للعرق و زيادة الشعر، فيتأكد فيه التنظيف.
(مسألة ٦): يجزي الحلق عن التنوير كما يجزي المعجونات المصنوعة في هذه الأعصار (۲٤).
لأنّ المقصود إزالة الشعر و هي تحصل بها- أو بالمكائن الحديثة- نعم، في التنوير خواص أخر كما في خبر عليّ بن يقطين: «إنّ النورة تزيد في ماء الصلب، و تقوّي البدن، و تزيد في شحم الكليتين، و تسمن البدن»۳۱.
و في بعض الأخبار التعبير بالحلق كما تقدم۳۲.
(مسألة ۷): لا فرق في استحباب التنوير بين الرجال و النساء (۲٥)، بل بالنسبة إليهنّ آكد (۲٦).
للإطلاق، و الاتفاق، و قاعدة الاشتراك.
لأهمية مثل هذه التنظيفات بالنسبة إليهنّ من الرجال، بل قد يجب عليهنّ مع أمر الزوج، و كونها من جهات التمتع.
(مسألة ۸): لا بأس بالتدلك بالدقيق و الزيت بعد النورة لقطع ريحها و ليس ذلك من الإسراف (۲۷).
للأصل، و نصوص كثيرة:
منها: خبر إسحاق بن عبد العزيز. قال: «سئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن التدلك بالدقيق بعد النورة فقال: «لا بأس، قلت: يزعمون أنّه إسراف فقال: ليس فيما أصلح البدن إسراف و إنّي ربما أمرت بالنقيّ فيلتّ لي بالزيت فأتدلك به، إنّما الإسراف في ما أتلف المال و أضرّ بالبدن»۳۳.
و يجوز التدلك بغيرهما مما له نفع للبدن لعموم قوله عليه السّلام: «ليس فيما أصلح البدن إسراف».
(مسألة ۹): يستحب خضاب الأظافير بالحناء بعد النورة (۲۸)، بل يستحب استعماله في تمام البدن بعد الاطلاء (۲۹)، و يكره الاطلاء يوم الأربعاء (۳۰).
لقول أبي جعفر عليه السّلام: «إنّ الأظافير إذا أصابتها النورة غيّرتها حتّى تشبه أظافير الموتى فغيّرها بالحناء»۳٤
و ما يظهر منه الخلاف ۳٥محمول على التقية، أو على ما إذا انطبق عليه عنوان مرجوح كالتشبيه بالنساء أو غير ذلك، و مقتضى بعض الإطلاقات استحباب تغييرها و لو بغير الحناء لقول الباقر عليه السّلام: «إنّ الأظافير إذا أصابتها النورة غيّرتها حتّى أنّها تشبه أظافير الموتى فلا بأس بتغييرها»۳٦.
فيجوز التغيير و لو بالألوان العصرية.
لنصوص كثيرة:
منها: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من دخل الحمام فاطلى ثمَّ أتبعه بالحناء من قرنه إلى قدمه كان أمانا له من الجنون، و الجذام و البرص و الأكلة إلى مثله من النورة»۳۷.
لقول أمير المؤمنين عليه السّلام: «ينبغي للرجل أن يتوقى النورة يوم الأربعاء فإنّه يوم نحس مستمر و تجوز النورة في سائر الأيام»۳۸.
(مسألة ۱۰): تستحب الصلاة ركعتان عند الخروج من الحمام سالما (۳۱).
لقول الصادق عليه السّلام: «إذا خرج أحدكم من الحمام و قد سلم، فليصل ركعتين شكرا»۳۹.
(الثالث): الخضاب.
(مسألة ۱): يستحب الخضاب و قد أكّد الشرع الأقدس في الخضاب أشدّ تأكيد (۳۲).
قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «نفقة درهم في الخضاب أفضل من نفقة درهم في سبيل اللّه، إنّ فيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الأذنين، و يجلو الغشاء عن البصر، و يليّن الخياشيم، و يطيب النكهة، و يشد اللثة، و يذهب بالغشيان، و يقلّ وسوسة الشيطان، و تفرح به الملائكة، و يستبشر به المؤمن، و يغيظ به الكفار، و هو زينة، و هو طيب، و براءة في قبره و يستحي منه منكر و نكير»٤۰.
و يمكن حمله على مراتب الإيمان و مقامات المؤمنين، و قال أبو جعفر عليه السّلام: «كان رسول اللّه يختضب و هذا شعره عندنا»٤۱.
و عن الصادق عليه السّلام: «خضب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و لم يمنع عليّا عليه السّلام إلّا قول رسول اللّه: تخضب هذه من هذه و قد خضب الحسين و أبو جعفر عليهما السّلام»٤۲.
(مسألة ۲): خضاب الشيب يختلف حكمه بحسب العناوين الخارجية، فقد يستحب إن انطبق عليه عنوان راجح (۳۳)، و قد لا يستحب إن لم تكن جهة راجحة في البين (۳٤).
لقول الصادق عليه السّلام: «جاء رجل إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فنظر إلى الشيب في لحيته، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله نور، ثمَّ قال: من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة، قال: فخضب الرجل بالحناء ثمَّ جاء إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فلما رأى الخضاب قال: نور و إسلام، فخضب الرجل بالسواد، فقال النبيّ صلی الله علیه و آله نور و إسلام و إیمان و محبة إلی نسائکم و رهبة فی قلوب عدوّکم.
لظهور ما تقدم في قول الصادق عليه السّلام: «الشيب نور إنّه مطلوب، و اختلاف التخضيب باختلاف المقاصد و الجهات الخارجية، بل و يختلف باختلاف الأزمنة أيضا، ففي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السّلام: «أنّه سئل عن قول رسول اللّه: غيّروا الشيب و لا تشبهوا باليهود، فقال: إنّما قال ذلك و الدّين قلّ، و أما الآن فقد اتسع نطاقه و ضرب بجرانه [۱]، فامرؤ و ما اختار»٤٤.
و قيل له: «لو غيّرت شيبك يا أمير المؤمنين، فقال: الخضاب زينة و نحن قوم في مصيبة- يريد برسول اللّه-»٤٥.
(مسألة ۳): يستحب للرجل التهيئة لزوجته بالخضاب و غيره كما يستحب العكس، بل قد يجب (۳٥).
لخبر الوراق، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: «دخل قوم على أبي جعفر عليه السّلام، فرأوه مختضبا بالسواد، فسألوه فقال: إنّي رجل أحبّ النساء فأنا أتصنّع لهنّ»٤٦.
و عن أبي الحسن عليه السّلام قال: «في الخضاب ثلاثة خصال: مهيبة في الحرب، و محبة إلى النساء، و يزيد في الباه»٤۷.
و عنه عليه السّلام أيضا: «إنّ في الخضاب أجرا، و الخضاب و التهيئة مما يزيد اللّه عزّ و جلّ به عفة النساء، و لقد ترك نساء العفة بترك أزواجهنّ لهنّ التهيئة قال: قلت: بلغنا أنّ الحناء يزيد في الشيب قال: أيّ شيء يزيد في الشيب، الشيب يزيد في كلّ يوم»٤۸.
و يأتي في كتاب النكاح إن شاء اللّه تتمة الكلام.
(مسألة ٤): أفضل الخضاب السواد، ثمَّ الحمرة، ثمَّ الصفرة (۳٦).
لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «أحبّ خضابكم إلى اللّه الحالك»٤۹و عن الصدوق قال: «إنّ رجلا دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و قد صفر لحيته، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: ما أحسن هذا؟ ثمَّ دخل عليه بعد هذا و قد أقنى بالحناء، فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و قال:
هذا أحسن من ذاك، ثمَّ دخل عليه بعد ذلك و قد خضب بالسواد فضحك إليه و قال: هذا أحسن من ذاك و ذاك»٥۰.
(مسألة ٥): يكره ترك المرأة للحليّ و خضاب اليد و إن كانت مسنة و إن كانت غير ذات بعل (۳۷).
لقول الصادق عليه السّلام: «لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها و لو أن تعلّق في عنقها قلادة، و لا ينبغي لها أن تدع يدها من الخضاب و لو أن تمسحها بالحناء مسحا، و إن كانت مسنة»٥۱.
و عنه عليه السّلام قال: «و أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله النساء بالخضاب ذات البعل و غير ذات البعل، أما ذات البعل فتزين لزوجها و أما غير ذات البعل، فلا تشبه يدها يد الرجال»٥۲.
(مسألة ٦): يستحب الكحل للرجل و المرأة بكلّ ما يسمّى كحلا عرفا (۳۸)،و يستحب أن يكون في الليل أيضا (۳۹).
لإطلاق قول الصادق عليه السّلام: «الكحل ينبت الشعر، و يحد البصر، و يعين على طول السجود»٥۳.
و عنه عليه السّلام أيضا: «الكحل يزيد في المباضعة»٥٤.
و عنه عليه السّلام- في حديث-: «و يجفف الدمعة و يعذب الريق، و يجلو البصر»٥٥.
و عن الرضا عليه السّلام: «من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكتحل»٥٦.
لقول الصادق عليه السّلام: «الكحل بالليل ينفع البدن و هو بالنهار زينة»٥۷.
و عنه عليه السّلام أيضا: «إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كان يكتحل قبل أن ينام أربعا في اليمنى، و ثلاثا في اليسرى»٥۸.
(مسألة ۷): يستحب حلق الرأس للرّجل (٤۰)، و يكره إطالته (٤۱).
لقول الصادق عليه السّلام: «أربع من أخلاق الأنبياء: التطيب، و التنظيف بالموسى، و حلق الجسد بالنورة، و كثرة الطروقة»٥۹.
و قال عليه السّلام أيضا: «إنّي لأحلق في كلّ جمعة فيما بين الطلية إلى الطلية»٦۰.
لقول أبي الحسن الأول عليه السّلام: «إنّ الشعر على الرأس إذا طال ضعف البصر، و ذهب بضوء نوره، و طم الشعر يجلو البصر و يزيد في ضوء نوره- الحديث-»٦۱.
و أما ما ورد من أنّ حلق الشعر مثلة٦۲، فمحمول على التقية.
(مسألة ۸): يحرم حلق اللحية (٤۲) و يستحب تخفيفها (٤۳)، و يكره ما زاد عن القبضة (٤٤)، كما يكره كثرة وضع اليد على اللحية (٤٥).
أرسلت الحرمة إرسال المسلّمات- كما يظهر من صاحب الجواهر في بحث التقصير من كتاب الحج- و استدل عليها بصحيح البزنطي صاحب الرضا عليه السّلام قال: «و سألته عن الرجل هل يصلح له أن يأخذ من لحيته؟ قال: أما من عارضيه فلا بأس و أما من مقدمها فلا»٦۳.
و بأنّه من فعل المجوس و جند بني مروان- كما في رواية ابن الخثعمي عن أمير المؤمنين عليه السّلام-٦٤.
و نوقش فيها بقصور الدلالة، أو بقصور السند، فالحرمة محلّ تردد.
و لكن المناقشة مردودة، فإنّ صحيح البزنطي تام سندا و دلالة، و البقية منجبرة بالعمل، و استنكار المتشرعة خلفا عن سلف، فلا يقصر المقام عن جملة من المحرمات التي حكموا فيها بالحرمة بمثل هذه الأدلة. و يأتي بعض الكلام في المكاسب المحرمة إن شاء اللّه تعالى.
لصحيح الزيّات قال: «رأيت أبا جعفر عليه السّلام قد خفف لحيته»٦٥.
لقول أبي عبد اللّه عليه السّلام: «ما زاد على القبضة ففي النار- يعني اللحية»٦٦، و عنه عليه السّلام أيضا في قدر اللحية: «تقبض بيدك على اللحية و تجز ما فضل»٦۷.
و هذه المسألة بحسب الأصل من موارد الأقل و الأكثر، فما صدق عليه الجز و الحلق يكون حراما، و ما لا يصدق عليه، أو يشك فيه لا حرمة فيه، للأصل.
و القبض عليها يحتمل معان ثلاثة:
الأول: أن يقبض بتمام قبضته على ما دون الشفة السفلى و هو أصل منبت اللحية و يقطع ما زاد على ذلك و حينئذ يصير مقدار طول اللحية بقدر عرض إصبع أو أكثر قليلا.
الثاني: أن يقبض عليها من منتهى الذقن و يقطع الزائد و حينئذ يصير مقدار طولها من منتهى الذقن بمقدار عرض أربع أصابع.
الثالث: أن يقبض بإصبعيه على اللحية من أيّ جانبها شاء و أراد بحيث يصدق مسمّى القبض- كما يقبض على أشفار عينيه مثلا- و يقطع الزائد من جميع الجوانب فيصير تقريبا بقدر ما تأخذه الماكنة المتوسطة (نمرتها ثلاثة). و المتيقن هذا الاحتمال الأخير و تعيّن أحد الأولين يحتاج إلى دليل و هو مفقود.
لقول الصادق عليه السّلام: «لا تكثر وضع يدك في لحيتك فإنّ ذلك يشين الوجه»٦۸.
(مسألة ۹): يستحب الأخذ من الشارب (٤٦) و المبالغة فيه (٤۷).
لقول الصادق عليه السّلام في حنيفية إبراهيم الخليل: «و هي عشرة أشياء: خمسة منها في الرأس، و خمسة منها في البدن، فأما التي في الرأس فأخذ الشارب، و إعفاء اللّحى، و طمّ الشعر، و السواك، و الخلال. و أما التي في البدن فحلق الشعر من البدن، و الختان، و تقليم الأظفار، و الغسل من الجنابة، و الطهور بالماء، فهذه الحنيفية الظاهرة التي جاء بها إبراهيم عليه السّلام، فلم تنسخ و لا تنسخ إلى يوم القيامة و هو قوله وَ اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً٦۹.
لقول الصادق عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: «من السنّة أن تأخذ الشارب حتّى يبلغ الإطار»۷۰
و هو طرف الشفة العليا الذي يحول بين منابت الشعر و الشفة و كلّ شيء أحاط بشيء فهو إطار.
(مسألة ۱۰): يستحب تسريح شعر الرأس إذا طال و التمشط عند كلّ صلاة فرضا و نفلا (٤۸) و يكره عن قيام (٤۹).
لخبر سفيان بن السمط قال: «قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام في حديث: المشط للرأس يذهب بالوباء قال: قلت: و ما الوباء؟ قال: الحمّى و المشط للّحية يشد الأضراس»۷۱.
و عن أبي الحسن عليه السّلام: «في قول اللّه خذوا زينتكم عند كلّ مسجد، قال: من ذلك التمشط عند كلّ صلاة»۷۲.
و في خبر أبي بصير عنه عليه السّلام أيضا: «عند كلّ صلاة فريضة و نافلة»۷۳.
لقول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «من امتشط قائما ركبه الدّين»۷٤.
و عن أبي الحسن موسى عليه السّلام قال: «لا تمشط من قيام فإنّه يورث الضعف في القلب، و امتشط و أنت جالس فإنّه يقوّي القلب و يمخخ الجلد»۷٥.
و إطلاقه يشمل مشط الرأس و اللحية.
(مسألة ۱۱): يستحب دفن الشعر و الظفر (٥۰).
لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، و الظفر، و الدم، و الحيض، و المشيمة، و السنّ، و العلقة»۷٦.
(مسألة ۱۲): يستحب إكرام الشعر و تحسينه (٥۱).
لقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: «من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزّه»۷۷.
و قال الصادق عليه السّلام: «الشعر الحسن من كسوة اللّه فأكرموه»۷۸.
(مسألة ۱۳): يستحب تقليم الأظفار و يكره تركه (٥۲)، و لا يتأكد للنساء (٥۳)، و يكره تقليم الأظفار بالأسنان (٥٤)، و تؤدى السنّة بالتقليم في أيّ يوم شاء (٥٥) و إن كان الأولى يوم الجمعة (٥٦) كما أنّه تؤدى السنّة بتقليمها بأيّ نحو كان إلّا أنّ الأولى الابتداء بخنصر الأيسر ثمَّ الختم بالأيمن (٥۷).
لقول الصادق عليه السّلام: «من السنّة تقليم الأظفار»۷۹.
و عنه عليه السّلام أيضا: «إنّ أستر و أخفى ما يسلّط الشيطان من ابن آدم أن صار يسكن تحت الأظافير»۸۰.
و عنه عليه السّلام: «احتبس الوحي عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فقيل له:
احتبس الوحي عنك، فقال: و كيف لا يحتبس و أنتم لا تقلّمون أظفاركم و لا تنقون رواجبكم؟!»۸۱.
و الرّواجب: أصول الأصابع.
أقول: إذا احتبس الوحي و حرم الناس عن المعارف بعدم تقليم الأظفار فما ذا يصنع بهم بارتكاب المنكرات و المحرّمات؟!! قال اللّه تعالى وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ۸۲.
لقول الصادق عليه السّلام: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: للرجال قصوا أظافيركم و للنساء اتركن من أظفاركنّ فإنّه أزين لكنّ»۸۳.
لكن مع التحفظ على نظافة ما تحتها.
لما رواه الصادق عن آبائه عليهم السّلام- في حديث المناهي- عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «نهى رسول اللّه عن تقليم الأظفار بالأسنان، و نهى عن الحجامة يوم الأربعاء و الجمعة»۸٤.
و عنه عليه السّلام أيضا- في وصية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام- قال: «يا عليّ ثلاثة من الوسواس أكل الطين، و تقليم الأظفار بالأسنان، و أكل اللحية»۸٥.
هذا إذا لم يتضرّر به و إلّا فيحرم كما سيجيء في كتاب الأطعمة المحرمة إن شاء اللّه تعالى.
لخبر موسى بن بكر أنّه قال للصادق: «إنّ أصحابنا يقولون: إنّما أخذ الشارب و الأظفار يوم الجمعة، فقال: سبحان اللّه خذها إن شئت في يوم الجمعة و إن شئت في سائر الأيام»۸٦.
لخبر ابن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من أخذ شاربه و قلّم من أظفاره، و غسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة»۸۷.
و عنه عليه السّلام أيضا: «تقليم الأظفار، و قصّ الشارب، و غسل الرأس بالخطمي كلّ جمعة ينفي الفقر و يزيد في الرزق»۸۸.
لمرسلة ابن أبي عمير في قص الأظافير: «تبدأ بخنصرك الأيسر ثمَّ تختم باليمين»۸۹.
و في مرسلة الصدوق: «أنّه من يقلّم أظفاره يوم الجمعة يبدأ بخنصره من اليد اليسرى، و يختم بخنصره من اليد اليمنى»۹۰.
(الرابع): التطيب، و التدهين.
(مسألة ۱): يستحب التطيب خصوصا أول النهار، و خصوصا للصلاة، و لدخول المساجد (٥۸)، و خصوصا استعماله في الشارب (٥۹)، كما يستحب كثرة الإنفاق في الطيب (٦۰).
لقول الرضا عليه السّلام: «ثلاث من سنن المرسلين: العطر، و أخذ الشعر، و كثرة الطروقة۹۱.
و عنه عليه السّلام أيضا: «لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كلّ يوم»۹۲.
و عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «حبب إليّ من دنياكم النساء، و الطيب، و جعل قرة عيني في الصلاة»۹۳.
أقول: الصلاة و إن لم تكن من الدنيا، و لكن من حيث يؤتى بها في الدنيا قال صلّى اللّه عليه و آله ذلك، و قال الصادق عليه السّلام: «من تطيب أول النّهار لم يزل عقله معه إلى الليل»۹٤.
و يأتي في كتاب الصلاة و دخول المساجد ما ينفع المقام.
لقول الصادق عليه السّلام: «الطيب في الشارب من أخلاق الأنبياء و كرامة للكاتبين»۹٥.
لقول الصادق عليه السّلام: «كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام»۹٦.
مسألة ۲): لا فرق في التطيب بين الرجال و النساء إذا تطيبت لزوجها فقط (٦۱)، و مع قطع النظر عن ذلك، فلا بدّ و أن يكون مما خفي ريحه (٦۲).
للعمومات، و الإطلاقات، و ما دل على تزيينها لزوجها۹۷.
لقول الصادق عليه السّلام: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:
طيب النساء ما ظهر لونه و خفي ريحه، و طيب الرجال ما ظهر ريحه و خفي لونه»۹۸. بل قد يحرم عليها استعمال ما ظهر ريحه إذا ترتبت عليه مفسدة.
(مسألة ۳): لا فرق بين أنواع الطيب (٦۳) و يكره رده (٦٤).
للإطلاقات الشاملة للجميع. نعم، ذكر بعضها في الأخبار۹۹ و الظاهر كونه من باب الغالب في تلك الأزمان.
لموثق سماعة عن الصادق عليه السّلام قال: «سألته عن الرجل يرد الطيب قال: لا ينبغي له أن يرد الكرامة»۱۰۰.
و إطلاقه يشمل رد كلّ كرامة.
(مسألة ٤): يستحب التدهين بالأدهان المعدة لاستعمالها في البدن (٦٥).
لأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان يحب الدهن و يكره الشعث، و يقول: إنّ الدهن يذهب البؤس، و كان يدهن بأصناف من الدهن، و كان إذا ادهن بدأ برأسه و لحيته و يقول: إنّ الرأس قبل اللحية و كان صلّى اللّه عليه و آله يدهن بالبنفسج، و يقول: هو أفضل الأدهان، و كان إذا ادهن بدأ بحاجبيه، ثمَّ شاربيه، ثمَّ يدخل في أنفه و يشمه، ثمَّ يدهن رأسه، و كان يدهن حاجبيه من الصداع، و يدهن شاربيه بدهن سوى دهن لحيته»۱۰۱.
(مسألة ٥): العطور و الأدهان التي تجلب إلى بلاد الإسلام من خارجها طاهرة، و يجوز استعمالها ما لم يعلم بالنجاسة (٦٦).
لأصالة الطهارة و الإباحة إلّا مع العلم بالخلاف، و يأتي في أحكام الملابس ما ينفع المقام.
(مسألة ٦): لا بأس بالتطيب بالمسك و شمه، و يجوز جعله في الطعام (٦۷).
لقول الصادق عليه السّلام: «إنّ رسول اللّه كان يتطيب بالمسك حتّى يرى وبيصه في مفارقه»۱۰۲.
و الوبيص اللمعان، و سئل عن المسك: «هل يجوز إشمامه؟ فقال: إنّا لنشمه»۱۰۳.
و في صحيح ابن جعفر قال: «سألته عن المسك و العنبر و غيره يجعل في الطعام قال: لا بأس»۱۰٤.
و الحمد للّه ربّ العالمين. تمَّ كتاب الطهارة (68).
و قد وقع ختام كتاب الطهارة بالمسك تفاؤلا بحسن طيبه و انتشار عطره و رؤية وبيصه في مفرق النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و تيمنا بقوله عزّ و جلّ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ۱۰٥. و الحمد للّه رب العالمين. و قد وقع الفراغ في النجف الأشرف على من شرّفها آلاف التحية و أفضل الصلاة و السلام في شهر ذي الحجة الحرام من سنة ألف و ثلاثمائة و تسع و سبعين و لا حول و لا قوة إلّا باللّه العليّ العظيم و صلّى اللّه على محمد و آله الطاهرين.
و الحمد للّه ربّ العالمين.
و يبدأ الجزء الخامس من أول الصلاة إن شاء اللّه تعالى.
۱٤- ٤- ۱۳۹۷ محمد الموسوي السبزواري
(۱) الوسائل باب: ۱ من أبواب أحكام الملابس حديث: ٦.
(۲) الوسائل باب: ۱ من أبواب أحكام الملابس حديث: ۲.
(۳) الوسائل باب: ۱ من أبواب أحكام الملابس حديث: ٥.
(٤) الوسائل باب: ۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٥) مستدرك الوسائل باب: ۱ من أبواب آداب الحمام و التنظيف حديث: ۲.
(٦) الوسائل باب: ۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۷) الوسائل باب: ۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۸) الوسائل باب: ۹ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(۹) الوسائل باب: ۱۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
(۱۰) الوسائل باب: ۱٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۱۱) الوسائل باب: ۱٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ۷.
(۱۲) الوسائل باب: ۲۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۱۳) الوسائل باب: ۲۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۱٤) الوسائل باب: ۱۷ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۱٥) الوسائل باب: ۱۷ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۱٦) الوسائل باب: ۱۷ من أبواب آداب الحمام حديث: ۳.
(۱۷) الوسائل باب: ۱۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۱۸) الوسائل باب: ۱٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۱۹) الوسائل باب: ۱٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۲۰) الوسائل باب: ۱۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۲۱) مستدرك الوسائل باب: ۱۷ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(۲۲) الوسائل باب: ۲۸ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۱) الوسائل باب: ۲۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
(۲٤) الوسائل باب: ۲۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(۲٥) الوسائل باب: ۳۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
(۲٦) الوسائل باب: ۳۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ۷.
(۲۷) الوسائل باب: ۲۹ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۲۸) الوسائل باب: ۳۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۲۹) الوسائل باب: ۳۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۳۰) الوسائل باب: ۳٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۳۱) الوسائل باب: ۲۸ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
(۳۲) راجع صفحة: ٤۷۰.
(۳۳) الوسائل باب: ۳۸ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
(۳٤) الوسائل باب: ۳٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۳٥) الوسائل باب: ۳٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
(۳٦) الوسائل باب: ۳٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ۳.
(۳۷) الوسائل باب: ۳٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(۳۸) الوسائل باب: ٤۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۳۹) الوسائل باب: ۳٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
صلّى اللّه عليه و آله نور و إسلام و إيمان، و محبة إلى نسائكم و رهبة في قلوب عدوكم»٤۳.
(٤۰) الوسائل باب: ٤۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٤۱) الوسائل باب: ٤۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۷.
(٤۲) الوسائل باب: ٤۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٤۳) الوسائل باب: ٤٤من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٤٤) الوسائل باب: ٤٤من أبواب آداب الحمام حديث: ۱ و ۲.
(٤٥) الوسائل باب: ٤٤من أبواب آداب الحمام حديث: ۳.
(٤٦) الوسائل باب: ٤۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(٤۷) الوسائل باب: ٤۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۳.
(٤۸) الوسائل باب: ٤٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٤۹) الوسائل باب: ٤٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(٥۰) الوسائل باب: ٤۷ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٥۱) الوسائل باب: ٥۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٥۲) الوسائل باب: ٥۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(٥۳) الوسائل باب: ٥٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(٥٤) الوسائل باب: ٥٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(٥٥) الوسائل باب: ٥٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(٥٦) الوسائل باب: ٥٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(٥۷) الوسائل باب: ٥۷ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(٥۸) الوسائل باب: ٥۷ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٥۹) الوسائل باب: ٦۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۸.
(٦۰) الوسائل باب: ٦۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۷.
(٦۱) الوسائل باب: ٦۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۹.
(٦۲) الوسائل باب: ٦۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱۰.
(٦۳) الوسائل باب: ٦۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(٦٤) الوسائل باب: ٦۸ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
(٦٥) الوسائل باب: ٦۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(٦٦) الوسائل باب: ٦٥ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(٦۷) الوسائل باب: ٦٥ من أبواب آداب الحمام حديث: ۳.
(٦۸) الوسائل باب: ٦٤ من أبواب آداب الحمام.
(٦۹) الوسائل باب: ٦۷ و باب ۲۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(۷۰) الوسائل باب: ٦٦ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۷۱) الوسائل باب: ٦۹ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۷۲) الوسائل باب: ۷۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۷۳) الوسائل باب: ۷۱ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(۷٤) الوسائل باب: ۷٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۷٥) الوسائل باب: ۷٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۳.
(۷٦) الوسائل باب: ۷۷ من أبواب آداب الحمام حديث: ٦.
(۷۷) الوسائل باب: ۷۸ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۷۸) الوسائل باب: ۷۸ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۷۹) الوسائل باب: ۸۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ٤.
(۸۰) الوسائل باب: ۸۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۳.
(۸۱) الوسائل باب: ۸۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ٥.
(۸۲) البقرة: ۲۸۲.
(۸۳) الوسائل باب: ۸۱ من أبواب آداب الحمام .
(۸٤) الوسائل باب: ۸۲من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۸٥) الوسائل باب: ۸۲من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۸٦) الوسائل باب: ۸۰ من أبواب آداب الحمام حديث ٦.
(۸۷) الوسائل باب: ۸۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۸۸) الوسائل باب: ۸۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۳.
(۸۹) الوسائل باب: ۸۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۹۰) الوسائل باب: ۸۳ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۹۱) الوسائل باب: ۸۹ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۹۲) الوسائل باب: ۸۹ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۹۳) الوسائل باب: ۸۹ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱۲.
(۹٤) الوسائل باب: ۹۱ من أبواب آداب الحمام.
(۹٥) الوسائل باب: ۹۰ من أبواب آداب الحمام حديث: ۲.
(۹٦) الوسائل باب: ۹۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۹۷) الوسائل باب: ۷۹ من أبواب النكاح حديث: ۲ و باب: ۸۰ منها.
(۹۸) الوسائل باب: ۹۳ من أبواب آداب الحمام.
(۹۹) الوسائل باب: ۹۸ و ۹۹ من أبواب آداب الحمام.
(۱۰۰) مستدرك الوسائل باب: ۹٤ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱.
(۱۰۱) الوسائل باب: ۱۰۲ من أبواب آداب الحمام حديث: ٦.
(۱۰۲) الوسائل باب: ۹٥ من أبواب آداب الحمام حديث: ۹.
(۱۰۳) الوسائل باب: ۹٥ من أبواب آداب الحمام حديث: ۹.
(۱۰٤) الوسائل باب: ۹٥ من أبواب آداب الحمام حديث: ۱٥.
(۱۰٥) سورة المطففين (۸۳) الآية: ۲٦.