وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً (6٤) فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)
الآيتان الشريفتان متممتان للآيات السابقة التي وردت في وجوب إطاعة اللّه و الرسول، و تمهيد لبيان خطئهم في الاشتغال بما يوجب الدخول في نار جهنمّ و مقاساة أهوالها و هما تبيّنان أهمّ مقصد من مقاصد الرسل و هو إطاعتهم، و تشيران إلى أنّ المحكّ الرئيس في الإيمان هو أخذ الأحكام منهم، مع التسليم لهم و الرضا بحكم اللّه تعالى.
و الآية المباركة تأمر الناس الذين ظلموا أنفسهم بالرجوع إلى الرسول و طلب الاستغفار منه؛ لأنّه واسطة الفيض، و لأنّ الإعراض عنه صلّى اللّه عليه و آله كان سببا للنفاق و التشنيع عليهم، فاستوجب الدخول في الإيمان الصحيح غير المزعوم، التوجّه إليه و التسليم لأمره و طلب الغفران منه.