وَ آتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَ لا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (۲) وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلاَّ تَعُولُوا (۳) وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (٤) وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً وَ ارْزُقُوهُمْ فِيها وَ اكْسُوهُمْ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٥) وَ ابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَ لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَ مَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَ كَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (٦)
الآيات المباركة من جلائل الآيات التي تتعلق بالقواعد النظامية و هي تبين أهم القوانين التي لها دخل في حياة الاسرة و المجتمع الانساني من تنظيم الروابط بينهم و حفظ العلاقات- بين افراد الاسرة- التي أهمها رعاية اليتامى و حفظ أموالهم و تحديد النكاح باليتيمات اللواتي تحت الوصاية بعدم التقصير في حقوقهن. و تعدد الزوجات المراعى بعدم الجور و الظلم عليهن و حفظ حق المرأة في صداقها و عدم التعدي فيه.
و المنع من تصرف السفهاء- الذين لا يحسنون التصرف- في أموالهم و ان كان لهم الحق منها في الرزق و الكسوة الا إذا تبين الرشد و الأهلية منهم فيرجع إليهم أموالهم. و الآية الكريمة تقرر الاشهاد حين تسليم المال إليهم دفعا للشبهة و الخصومة، فهذه الآيات في مقام الردع عن الأخلاق الجاهلية و من يحذو حذوهم في الإسلام.
و من أجل اهمية هذه القوانين و ارتباطها بنظام الاسرة و المجتمع سبقت الآيات الشريفة بانه جل شأنه رقيب و ختمت بانه تعالى محاسب ما يصدر عن عباده من الأعمال.
و ارتباط هذه الآيات الشريفة بما قبلها هو ان القيام بشئون الأيتام و غيرها مما تقدم من أهم مصاديق التقوى و في عرض صلة الأرحام بلا فرق بين ان يكون اليتيم من الأرحام أ و لم يكن منهم مع انها توطئة لما يأتي من احكام الإرث.