وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (۱۲٤)
شرع سبحانه و تعالى في بيان بعض أحوال إبراهيم (عليه السلام) تمهيدا لبيان بناء البيت و تشريع القبلة للمسلمين، و أهمية البناء و عظمته تنبئان عن عظمة الباني و أهميته؛ و لذا خصه اللّه تعالى- و بعض ذريته- بالإمامة الكبرى، كما أنّ في تأخير ذكره عن أهل الكتاب ترغيبا لهم بالإيمان بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله) و أنه ليس من حق اليهود الذين ينسبون أنفسهم إلى إبراهيم (عليه السلام) أن يعرضوا عن الأساس الذي بني عليه الإسلام، بل أساس النبوة العظمى و الإمامة الكبرى، فهو (عليه السلام) محور الكمالات الإنسانية، فلا عذر في الإعراض عن تعاليمه.