يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (۱٦۸) إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَ الْفَحْشاءِ وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (۱٦۹) وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ (170) وَ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَ نِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171)
بعد ما بين سبحانه و تعالى في الآيات السابقة أحوال متخذي الأنداد ذكر تبارك و تعالى في هذه الآيات ما أوجب ذلك و أنه أكل الخبائث و اتباع خطوات الشيطان العدو للإنسان الذي لا يرجى منه الخير و الصلاح، و تقليد الآباء و الاعتماد على أفعالهم من غير عقل و لا هدى ثم أعقب ذلك مثلا يبين بطلان عقائدهم و سخف آرائهم، و انهم كالحيوان الذي لا يعقل ما حوله إلّا دعاء الداعي و زجره، فهؤلاء أيضا كذلك صمّ عن الحق كأنّهم لا يسمعونه و بكم لا يستجيبون لما يدعون اليه، و عميّ كأنهم لا يشاهدونه فهم لا يعقلون الحق و لا يهتدون اليه.