إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (۱٥۹) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَ أَصْلَحُوا وَ بَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَ أَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (۱٦۰) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ (۱٦۱) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ (۱٦۲)
سبق و أن ذكر سبحانه عناد أهل الكتاب و الكفار في إنكار الحق و هم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، و في هذه الآيات يبين نوعا آخر من عنادهم، و هو أنهم يكتمون ما أنزل اللّه تعالى إما بإنكار أصله او بتحريفه عن مواضعه، و هو ظلم عظيم يعرف من عظم ما أوعد عليه اللّه تعالى مما أوجب طردهم من رحمته كما طرد من رحمته كل من مات منهم على الكفر فأوجب خلودهم في النّار.
و لعل في ذكر آية الكتمان بعد ذكر آيات القبلة و بعض أعمال الحج إشارة إلى لزوم الاهتمام بالاعتناء بأحكامه و إن كان يصعب على بعض العقول درك بعض أسرارها.