لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِيِّينَ وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ السَّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)
الآية على اختصارها تشتمل على أصول المعارف الإلهية، و هي اجمع آية في القرآن العظيم للكمالات الإنسانية، و فيها يدعو اللّه عزّ و جل الإنسان إلى مكارم الأخلاق التي بها يفضل على الاملاك، فقد ذكر سبحانه و تعالى الخصال الخمس عشرة الجامعة لأصول الإيمان و الاعتقاد و هي الإيمان بالمبدأ و المعاد، و الملائكة رسل الوحي و منزلي الكتب ثم الإيمان بالأنبياء و المرسلين، و أصول الأعمال الصالحة و هي إيتاء المال و إقام الصلاة، و أخيرا ذكر أصول مكارم الأخلاق و هي الوفاء بالعهد و الصبر في البأساء و الضراء و حين البأس، و بذلك يرشد الإنسان إلى الصراط المستقيم، و يعتبر العامل بها من الصديقين و المتقين فجدير لكل فرد أن يستنير بهدي الكتاب المبين و قول الحكيم العليم، و حقيق لمن عمل بهذه الآية أن يكون قد استكمل بها إيمانه كما قال نبينا الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله).