يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (۱٤۹) بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (۱٥۰) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَ مَأْواهُمُ النَّارُ وَ بِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (۱٥۱)
بعد ما أمر عز و جل المؤمنين باتباع الأنبياء و انصاره المجاهدين الصابرين المكافحين في تثبيت دعائم الدين و اركان التوحيد و بيّن ما لهم من الفضل العظيم و الأجر الجزيل و حسن العاقبة يبين سبحانه و تعالى في هذه الآيات المباركة أصلا من أصول النظام الاسلامي و حقيقة من الحقائق الاجتماعية التي تحفظ وحدة الاجتماع و هو الايمان باللّه العظيم و الاعتقاد بانه مولى المؤمنين يكفيهم و ينصرهم، و قد أمرهم بالإعراض عن الكافرين الذين ما برحوا في تثبيط عزيمة المؤمنين و إرجاعهم إلى الكفر و الارتداد عن الايمان و قد نهاهم عز و جل عن متابعتهم و بيّن ما يترتب عليها من الآثار السيئة و سوء العاقبة و قد وعد سبحانه و تعالى المؤمنين بالنصر على الكافرين الذين أوعدهم سوء العاقبة.
و الآيات المباركة من تتمة الآيات النازلة في احد حيث يذكر عز و جل بعض ما جرى في هذه الغزوة العظيمة التي قلّما اشتملت غزوة أخرى مثلها من الحقائق و التعليم.
و قد أمر سبحانه و تعالى في هذه الآيات بأن لا يطيعوا غير ربهم الذي هو مولاهم يكفيهم أمورهم و يعينهم على مقاصدهم.