1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مواهب الرحمن فی تفسیر القرآن
  8. /
  9. سورة آل عمران‏
  10. /
  11. الآية 7

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (۷) 


بعد أن ذكر سبحانه و تعالى في الآيات المتقدّمة نزول الكتاب على النبيّ الهادي الأمين، بيّن في هذه الآية الشريفة بعض أوصاف الكتاب، بأنه يشتمل على اصول المعارف واضحة و مفهومة، هي ام الكتاب، و اخرى يصعب درك المراد منها، فتختصّ معرفتها به جلّت عظمته و بالأنبياء و الأولياء الأمناء على الوحي المرتبطين به عزّ و جلّ فيعول في درك حقائقها عليهم، فإن معرفة تلك الأصول و الآيات تفوق العقل البشري، فلا يعلم حقائقها إلا اللّه العالم المحيط بما سواه، أو الذين أفاض عليهم أنوار علومه، و كرّمهم بمعرفة أسرار كتابه و رموزه و الإحاطة بتأويله، فهم يشرحون لمن دونهم الواقع المطلوب و ما استفادوه من الغيب المحجوب. و هذا من إحدى جهات جامعيّة هذا الكتاب المبين، و كمال نظمه في تقنين القوانين.
و لكن الذين في قلوبهم انحراف و ضلال عن سواء الفطرة، و يميلون عن الحقّ، يتركون الأصول الواضحة و المعارف الحقّة التي تطابقت مع فطرة العقول، و يتحرّون وراء المتشابه، طلبا لإيقاع الفتنة بين الناس و إضلالهم و تلبيس الواقع عليهم.
على خلاف الذين بلغوا من علمهم ما يعرفون به الحقائق، و اعترفوا بالحقّ الواقع بأن جميع الكتاب و كلّه للّه تعالى، فأرشدوا الناس إلى الهداية و السعادة.
و ختم سبحانه و تعالى الآية المباركة بمدحهم مدحا بليغا لا حد له، فوصفهم بأنهم من أولى الألباب.

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"