نصوصا كثيرة، و إجماعا. منها: قول أبي جعفر عليه السّلام: «كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يصلّي الاستسقاء ركعتين و يستسقي و هو قاعد»۱.
(مسألة ۱): تستحب صلاة الاستسقاء عند الجدب، و غور الأنهار، و قلة الأمطار (۱). و هي مثل صلاة العيدين (۲).
نصوصا مستفيضة، و إجماعا، منها صحيح هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «سألته عن صلاة الاستسقاء، فقال عليه السّلام: «مثل صلاة العيدين يقرأ فيها و يكبّر فيها كما يقرأ و يكبّر فيها، يخرج الإمام و يبرز إلى مكان نظيف في سكينة و وقار و خشوع و مسكنة، و يبرز معه الناس، فيحمد اللّه و يمجده و يثني عليه و يجتهد في الدعاء و يكثر من التسبيح و التهليل و التكبير، و يصلّي مثل صلاة العيدين ركعتين في دعاء و مسألة و اجتهاد، فإذا سلم الإمام قلب ثوبه و جعل الجانب الذي على المنكب الأيمن على المنكب الأيسر، و الذي على الأيسر على الأيمن، فإنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله كذلك صنع»۲، و في خبر ابن المغيرة: «فكبّر في صلاة الاستسقاء كما تكبّر في العيدين، في الأولى سبعا، و في الثانية خمسا، و يصلّي قبل الخطبة و يجهر بالقراءة، و يستسقي و هو قاعد»۳، و في خبر قرب الإسناد عن عليّ عليه السّلام: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يكبّر في العيدين و الاستسقاء في الأولى سبعا، و في الثانية خمسا، و يصلّي قبل الخطبة و يجهر بالقراءة»4. إلى غير ذلك من الأخبار.
و أما موثق إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة، و تكبّر في الأولى سبعا، و في الأخرى خمسا»٥، الدال على أنّ الخطبة قبل الصلاة، فهو شاذ مطروح.
(مسألة ۲): يسأل في القنوتات الرحمة من اللّه تعالى بإرسال الغيث و استعطافه عزّ و جل على خلقه (۳)، و ليس فيه شيء معيّن فيصح بكلّ ما تيسّر و جرى على اللسان (٤)، و الأفضل ما ورد عن المعصومين عليهم السّلام (٥).
لأنّ ذلك هو الداعي لهذه الصلاة و الحكمة لتشريعها.
للأصل، و الإطلاق، و ما ورد في قنوت الفرائض.
لأنّهم أعرف بكيفية مخاطبة اللّه تعالى في كل الجهات خصوصا في الأمور النوعية.
(مسألة ۳): يستحب فيها أمور-: (الأول): أن يصوم الناس ثلاثة أيام، و أن يكون الخروج يوم الثالث (٦)، و أن يكون ذلك الثالث يوم الاثنين أو يوم الجمعة (۷). (الثاني): يستحب الخروج إلى الصحراء (۸)، حفاة (۹) على سكينة و وقار (۱0). (الثالث): يستحب إخراج الشيوخ و الأطفال و العجائز معهم (۱۱) و أهل الصلاح و التقوى (۱۲)، و أن يفرقوا بين الأطفال و أمهاتهم (۱۳).
ففي خبر السراج قال: «أرسلني محمد بن خالد إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام أقول له: الناس قد أكثروا عليّ في الاستسقاء فما رأيك في الخروج غدا؟ فقلت: ذلك لأبي عبد اللّه عليه السّلام، فقال لي: قل له: ليس الاستسقاء هكذا، قل له: يخرج فيخطب الناس و يأمرهم بالصيام اليوم و غدا و يخرج بهم يوم الثالث و هم صيام- الحديث»٦، مضافا إلى ما ورد عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «إنّ دعوة الصائم لا ترد»۷.
لخبر ابن سيار عن العسكري عليه السّلام: «إنّ المطر احتبس فقال له
المأمون: لو دعوت اللّه عزّ و جل، فقال له الرضا عليه السّلام: نعم، قال:
فمتى تفعل ذلك؟ و كان يوم الجمعة. فقال عليه السّلام: يوم الاثنين، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أتاني البارحة في منامي و معه أمير المؤمنين عليه السّلام فقال: يا بنيّ انتظر يوم الاثنين و ابرز إلى الصحراء و استسق فإنّ اللّه سيسقيهم»۸. و في خبر مرّة: «صاح أهل المدينة إلى محمد بن خالد في الاستسقاء، فقال لي: انطلق إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام فاسأله ما رأيك فإنّ هؤلاء قد صاحوا إليّ، فأتيته فقلت له فقال لي: فليخرج قلت: متى يخرج جعلت فداك؟ قال عليه السّلام يوم الاثنين- الحديث-»۹. و أما يوم الجمعة فلأنّها من أفضل أوقات الاستجابة، حتى ورد: «إنّ المؤمن ليدعو في الحاجة فيؤخر اللّه حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة»۱0. و حيث إنّ الاثنين منصوص بالخصوص قلنا بتقدمه على الجمعة.
لخبر ابن أبي عمير عن أبي البختري عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن عليّ عليه السّلام: «مضت السنة أنّه لا يستسقى إلا بالبراري حيث ينظر الناس إلى السماء، و لا يستسقى في المساجد إلا بمكة»۱۱، و قد تقدم في خبر ابن سيار عن الرضا عليه السّلام: «و ابرز إلى الصحراء و استسق».
لقوله عليه السّلام: «و يمشي كما يمشي يوم العيدين»۱۲، و قد تقدم استحباب المشي حافيا في صلاة العيدين۱۳
ففي صحيح هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «يخرج الإمام و يبرز إلى مكان نظيف في سكينة و وقار و خشوع و مسكنة، و يبرز معه الناس- الحديث-»۱4. المحمول على الندب إجماعا.
للإجماع، و لأنّهم أقرب إلى رحمة اللّه و أسرع للإجابة، ففي الدعاء: «اللهم ارحمنا بمشايخ ركّع، و صبيان رضّع، و بهائم رتّع و شباب خضّع».
لأنّهم مظنة الاستجابة و أقرب إلى نزول الرحمة، مضافا إلى الإجماع.
إجماعا، و لأنّ ذلك أقرب إلى البكاء و الضجيج فيوجب نزول الرحمة و الرأفة، و قد نقل أنّ قوم يونس فعلوا ذلك فكشف اللّه عنهم العذاب.
(المسألة ٤): إذا فرغ الإمام من الصلاة يستحب تحويل ردائه، بأن يجعل ما على يمينه على يساره و بالعكس (۱٤) ثمَّ يستقبل القبلة و يكبّر مائة تكبيرة رافعا بها صوته ثمَّ يلتفت إلى يمينه و يسبّح مائة تسبيحة، ثمَّ إلى يساره و يهلل مائة تهليلة، ثمَّ استقبل الناس و حمد اللّه مائة تحميدة (۱٥). و المأمومون يتابعونه في ذلك كله (۱٦)، ثمَّ يخطب الإمام و يبالغ في تضرعاته (۱۷)، و إن تأخرت الإجابة كرّر ذلك حتى تدركهم الرحمة (۱۸).
للتأسّي بالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و للتفأل بتحويل الجدب خصبا، كما في خبر ابن أبي عمير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «سألته لأيّ علة حوّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في صلاة الاستسقاء رداءه الذي على يمينه على يساره، و الذي على يساره على يمينه؟ قال عليه السّلام: أراد بذلك تحول الجدب خصبا»۱٥، و نحوه غيره.
لخبر مرّة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «ثمَّ يستقبل القبلة فيكبّر اللّه مائة تكبيرة رافعا بها صوته، ثمَّ يلتفت إلى الناس عن يمينه فيسبح اللّه مائة تسبيحة رافعا بها صوته، ثمَّ يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلل اللّه مائة تهليلة رافعا بها صوته، ثمَّ يستقبل الناس فيحمد اللّه مائة تحميدة، ثمَّ يرفع يديه فيدعو، ثمَّ يدعون»۱٦.
لأنّ ذكر اللّه حسن في كل حال، خصوصا في مثل هذه الأحوال، مع أنّه أبلغ في التضرّع و الخشوع و أرجى للإجابة. و ينبغي أن يكون ذلك كله بعد التوبة و رد المظالم، و إخراج الحقوق، و التواصل و التراحم و التصدق، و من أعظم الأسباب التوبة و الاستغفار، فإنّهما الماحيان للذنب الذي هو السبب الأقوى للجدب و الغلاء. قال تعالى اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ۱۷. و قال عليّ عليه السّلام: «إنّ اللّه ابتلى عباده عند ظهور الأعمال السيئة بنقص الثمرات و حبس البركات، و إغلاق طرق الخيرات ليتوب تائب و يقلع مقلع- الحديث-»۱۸. و كل ذلك من المعدات، و أما أسرار استجابة الدعوات فغير معلومة لغيره تعالى أو من علمه اللّه تعالى بعض الأسرار، قال الصادق عليه السّلام: «إنّ سليمان بن داود خرج ليستسقي فرأى نملة قد استلقت على ظهرها، و هي تقول: اللهم أنا خلق من خلقك و لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم، و هي رافعة قائمة من قوائمها إلى السماء. فقال: «ارجعوا فقد سقيتم بغيركم»۱۹.
(فرع): يستحب الاستسقاء لأهل الخصب لأجل أهل الجدب، لشمول الإطلاقات لذلك أيضا، و الظاهر عدم الفرق بين الدعاء المجرد و الصلاة بنحو ما مر، ولكن الأحوط في الأخير قصد الرجاء.
أما استحباب أصل الخطبة فلما سبق من النص۲0، مضافا إلى الإجماع. و أما المبالغة في التضرّع فلأنّ صلاة الاستسقاء موضوعة لذلك
(۱۸) لأنّ السبب المقتضي للاستحباب باق بعد، مع ما ورد من أنّ اللّه يحب الملحّ في الدعاء۲۱.
- الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ٦.
- الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۳.
- الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۸.
- الوسائل باب: ٥ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۱.
- الوسائل باب: 44 من أبواب الدعاء حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۲ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۲.
- الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۲.
- الوسائل باب: 4۱ من أبواب صلاة الجمعة و آدابها حديث: ۱.
- الوسائل باب: 4 من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۲.
- تقدم في صفحة: ٦٥.
- الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۱.
- الوسائل باب: ۳ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: 4.
- الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۲.
- سورة هود: ٥۲.
- مستدرك الوسائل باب: ۷ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ۲.
- مستدرك الوسائل باب: ۱۱ من أبواب صلاة الاستسقاء حديث: ٦.
- تقدم في صفحة: ۹۱.
- الوسائل باب: ۲0 من أبواب الدعاء.