الترتيب معروف في الكتب الفقهية الاستدلالية و الفتوائية بل المجامع الحديثية، فيبدأون في بيان أحكام الصلاة بالتكبيرة و يختمون بالتسليمة. و الترتيب من ضروريات المذهب، بل الدّين في الجملة بين المسلمين، و لعلّ عدم التعرض لذكره مستقلا في الكتب الاستدلالية لوضوحه بعد التعرض لما يجب فيه الترتيب مفصّلا، و يأتي تفصيل الكلام في مبحث الخلل إن شاء اللّه تعالى.
ثمَّ إنّ وجوب الترتيب و الموالاة ليس نفسيا، بل و لا غيريا، و لا قصديا التفاتيا، و إنّما هو نحو وجوب من باب الوصف بحال المتعلق، أي إتيان العمل جامعا لما اعتبر فيه من غير تخلل مانع في البين، و خلاف الترتيب، إما بتقديم غير الركن على غير الركن، أو بتقديم الركن عليه، أو بتقديم غير الركن على الركن، أو بالعكس، و الكلّ أما عمدي أو سهوي أو مع الجهل، فهذه اثنتا عشرة قسما، و يمكن التصوير أكثر من ذلك من صور الاختلاف، و يأتي التعرض لها في محلّه إن شاء اللّه تعالى.