و هو بالنسبة إلى الأول مسلّم،لانتفاء العلم بانتفاء مسائله-انتفاء الكل بانتفاء أجزائه-و أما بالنسبة إلى الأخيرين،فلا دليل عليه من عقل أو نقل.
نعم،لو اريد به التقوّم العادي الاعتباري الاصطلاحي،لا الحقيقي،لكان له وجه.و أما القوام الواقعي فليس موضوع العلم و لا مبادئه كذلك،بحيث لو انتفيا لانتفى أصل ذلك العلم،فليس بوجودهما الواقعي،و لا بوجودهما العلمي دخيلا في علميّة العلم.
نعم،الجامع الواقعي بين موضوعات مسائل العالم موجود بلا إشكال، سواء علم به أم لا،فهو أمر تكويني-كتحقق الجنس في أنواعه-و لا ربط له بالموضوع المصطلح عليه.
إن قيل:نعم،و لكن وحدة كل علم في حد نفسه و تميزه عن غيره يدور مدار وحدة الموضوع و وجوده،فلا بد له من هذه الجهة.
فإنه يقال:لا ريب في أن الوحدة لا تنحصر بوحدة الموضوع،و يمكن اعتبار الوحدة فيه بأي وجه أمكن ذلك،كما في الوحدات الاعتبارية الملحوظة في سائر المركبات المختلفة الأجزاء.
و كذا يمكن تمييزه بالغرض و نحوه مما يصلح لاستناد التمييز الاعتباري إليه.
ثم إن المبادئ إما تصورية،و هي تصور الاصطلاحات الشائعة في العلم قبل الشروع فيه.أو تصديقية،و هي التصديق بثبوت المحمولات المسلّمة الثبوت لموضوعاتها الدائرة في العلم قبل الشروع فيه،و يزيد في علم الاصول مبادئ اخرى اصطلحوا عليها بالمبادئ الأحكامية،و هي عبارة عن الأحكام المنسوبة إلى الشارع-تكليفية كانت أو وضعية-و ترجع إما إلى المبادئ التصورية،أو التصديقية،و ليست خارجة عنهما،كما هو واضح.