يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَ هُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَ إِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَ نِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (۱۷٦)
الآية الشريفة هي ختام هذه السورة الّتي اشتملت على جملة من المعارف الربوبيّة و الأحكام الإلهيّة و التوجيهات و الإرشادات الواقعيّة، و قد عالجت أهمّ قضية في الأديان السماويّة، و هي قضية: «لا إله إلّا اللّه»، و كانت فيها جولات مع الكافرين و المنافقين المعاندين و بيّنت صفاتهم و نواياهم الخبيثة.
و في هذه الآية الكريمة ردّ على فتوى المستفتين في فريضة من الفرائض الإلهيّة الّتي سبق ذكرها في هذه السورة أيضا، و إنّما الفرق بينهما أنّ هذه الآية المباركة تبيّن حكم كلالة الأب خاصّة، و أمّا الاولى فهي تبيّن حكم كلالة الام فقط.
كما أنّ في هذه الآية الكريمة تفصيلا لأقسامها و بيان فرائض كلّ قسم، بخلاف الاولى، فإنّها اعتبرت كلالة الام قسما واحدا، فكانت فرائضها قليلة.
و كيف كان، فإنّ وقوع هذه الآية الشريفة في ختام السورة؛ لبيان كمال عناية اللّه تعالى بالمؤمنين، فهي رحمة من ربّ العالمين لهدايتهم، كما أنّ فيها إيماء باستكمال المؤمنين بالتوجيهات الربوبيّة، فإنّ طلب الفتوى علامة من علامات الإيمان و التسليم و الطاعة للّه و رسوله، الّتي أمر عزّ و جلّ بها في هذه السورة.