وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ إِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92) وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً (93) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (۹٤)
الآيات الشريفة تشتمل على أمهات الأحكام و تتضمّن أصلا مهمّا من أصول الشريعة الإسلاميّة، و هو احترام الدماء المصونة و حفظها، و به تتم الأصول الثلاثة الّتي عليها دين خاتم الأنبياء، و قد ذكر سبحانه و تعالى الأصلين الآخرين في الآيات السابقة، و هما احترام المال، و احترام العرض.
كما ذكر سبحانه و تعالى في هذه الآيات المباركة حال المؤمنين بعد بيان حال الكفّار و المنافقين كذلك بين أحكام قتالهم، و بهذه المناسبة بيّن عزّ و جلّ حكم القتل خطأ و القتل عمدا في ما يقع بين المسلمين بعضهم مع بعض، كما ذكر حكم قتلهم لغيرهم، و شدّد جلّ شأنه في الدم و حرّم قتل المؤمن مطلقا و جعل عليه الكفّارة و الديّة، و لعن تعالى القاتل الّذي قتل أخاه المؤمن عمدا و عدوانا، و أعدّ له العذاب العظيم بعد ما غضب عليه.