وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ بِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى وَ الْجارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً (۳٦) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَ يَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (۳۷) وَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ مَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً (۳۸) وَ ما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَ كانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً (۳۹)
الآيات الشريفة تتضمّن معارف الإلهيّة و أحكاما اجتماعيّة هي من معالي الأمور و عواليها، و صدّرها بالعبادة التي هي أساس النجاة و روح الصلاح و جامعة الخيرات و الهدى و أصل كلّ كمال معنوي و أساس الصراط المستقيم و الدين القويم، فأمر عباده بالتوحيد الخالص و نبذ الشرك، ثم أمر بالإحسان، و بدأ بالوالدين اهتماما بهما و تعظيما لشأنهما.
كما أمر بالإنفاق في سبيل اللّه تعالى، و أهتمّ بمكارم الأخلاق و صالح الأعمال و حسن السلوك و القيام بحقوق النوع، و كلّها من سبل سعادة الإنسان، و وعد عليها وعدا جميلا، و أرشد الناس إلى الإنفاق ممّا آتاهم اللّه تعالى من الفضل، و على الوجه الصحيح الذي يرضاه عزّ و جلّ.
و ذمّ البخل و الإنفاق رئاء الناس، و حذّرهم عمّا يوجب القرب إلى الشيطان، و بيّن الجزاء الذي يترتّب على الإعراض عمّا أنزله اللّه تعالى و أوعدهم سوء العاقبة.