1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مواهب الرحمن فی تفسیر القرآن
  8. /
  9. سورة آل عمران‏
  10. /
  11. سورة آل‏ عمران: الآيات 10 الى 13

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (۱۰) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (۱۱) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ (۱۲) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ أُخْرى‏ كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَ اللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (۱۳)


الآيات المباركة مرتبطة بما قبلها، حيث إنها ختمت بذكر اليوم الذي لا ريب فيه، فقد ذكر فيها بعض خصوصيات ذلك اليوم، و هي أن أعمال الكافرين لا تغني عنهم شيئا، و أن مصيرهم إلى النار، بل هم وقودها، بلا اختصاص في ذلك بالذين كفروا بدعوة محمد صلّى اللّه عليه و آله، بل يعمّ جميع الكفّار الذين كفروا بأنبيائهم.
و قد أعلن سبحانه و تعالى أنهم مغلوبون في هذه الدنيا، و يحشرون في الآخرة إلى النار.
كما أنهم رأوا بأنفسهم ما وقع بين الفئتين المؤمنة و الكافرة، من نصرته تعالى الفئة المؤمنة منهما على الكافرة.
و الآيات الشريفة تتضمّن نداء حقيقيّا واقعيّا صادرا عن الحقّ الواقع الذي لا مرية فيه و لا شكّ يعتريه، و هو أن المخاصمة مع اللّه جلّ جلاله ليس فيها إلا الهلاك و الخسران، و لا يعقل أن تتدارك بشي‏ء ممّا هو في ذاته و حدوثه و بقائه محتاج إليه جلّت عظمته. و أن الكفر به تعالى سواد شديد و ظلمة مهلكة، لا يمكن محوهما أزلا و لا أبدا، إلا بالخروج من تلك الظلمة إلى الإيمان و النور في دار الدنيا و عالم الغرور.
و يقرع هذا النداء مسامع الملكوت الأعلى و عقول ذوي الألباب من أهل الدنيا.

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً.
تقدّم معنى الكفر و أقسامه، و المراد منه في المقام إنكار المبدأ أو الشرك به، أو إنكار المعاد، أو إنكار دعوة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و بين جميع ذلك تلازم في الجملة، فإن إنكار المبدأ ملازم لإنكار النبوّة و المعاد، و إنكار النبوّة مستلزم لإنكارهما أيضا، لأن الاعتقاد بالمبدأ و المعاد لا بد أن يكون من طريق شريعة سيد المرسلين.
و الغناء عدم الحاجة، و هو من الأمور التشكيكية ذات الإضافة، فالغني المطلق- ذاتا و صفة و فعلا- منحصر به تعالى، قال تعالى: وَ اللَّهُ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ [سورة محمد، الآية: 38]، و قال تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [سورة الحديد، الآية: ۲٤].
و يطلق على الغني بالذات و المحتاج بالفعل، و يمكن أن يتصوّر ذلك في المجرّدات، فإنها في مرتبة ذاتها خالية عن الاحتياج إلى المادة، لكن في مرتبة الفعل محتاجة إليها، و إن كان فيها أيضا أشدّ الاحتياجات و هو الإمكان، فكلّ ممكن محتاج، كما أن كلّ محتاج ممكن.
و يطلق على غناء النفس، الذي هو عبارة عن قلّة الحاجات، و منه قوله تعالى: وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى‏ [سورة الضحى، الآية: 8]، و في الحديث عن نبيّنا الأعظم صلّى اللّه عليه و آله: «الغنى غنى النفس».
كما يطلق على الأموال التي يكتسبها الإنسان، كقوله تعالى: وَ مَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ [سورة النساء، الآية: ٦]، و قوله تعالى: إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [سورة النور، الآية: 32].
و المراد منه في المقام القسم الأخير فقط، كما يأتي.
و المعنى: أن الذين كفروا باللّه تعالى و بنبوّة محمد صلّى اللّه عليه و آله لا تنفعهم و لا تنجيهم أموالهم التي يبذلونها لجلب منافعهم و دفع مضارهم الدنيوية، و لا أولادهم الذين يتناصرون بهم في دفع ملمّاتهم و يعولون عليهم في الخطوب و الشدائد الدنيوية من عذاب اللّه شيئا، لفرض نفاذ المال و اضمحلاله، و حدوث النفرة بين الآباء و الأولاد، كما قال تعالى: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ* وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [سورة عبس، الآية: ۳٤- 37]، فلا ينفعهم اعتقادهم بأن قالوا: نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ [سورة سبأ، الآية: ۳٥]، و قد أنكر سبحانه و تعالى ذلك عليهم و ردّهم بقوله جلّ شأنه: وَ ما أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى‏ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ [سورة سبأ، الآية: 37].
فالمراد من الإغناء هو الإغناء عن أهوال الآخرة و شدائدها، و الإضافة المالية تنقطع بمجرّد الموت، و تنتقل إلى الغير، فتكون هذه القضية من المنتفية بانتفاء الموضوع.
نعم، لو أنفق ما له في سبيله تعالى يكون باقيا إلى الأبد و ينتفع به المنفق، قال تعالى: وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ [سورة البقرة، الآية: 110]، و هو مفروض العدم لفرض الكفر و عدم الإيمان.
و أما الأولاد، فلا يذكرون آباءهم في شدائد الدنيا فضلا عن أهوال العقبى: يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى‏ وَ ما هُمْ بِسُكارى‏ وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [سورة الحج، الآية: 2]، فلا منجى من تلك الأهوال و الشدائد إلا بالإيمان و العمل الصالح فقط، لانقطاع الإضافات في شدائد الدنيا، فضلا عن شدائد الآخرة التي لا تناهي لشدّتها و لا حدّ لمدّتها.
قوله تعالى: وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ.
الوقود الحطب أو ما توقد به النار و تلتهب، و في التعبير بالوقود بالنسبة إلى الكفّار إشارة إلى أنهم بمنزلة المادة و الأصل لتعذيب سائر أهل النار، كما أن الوقود في هذا العالم يكون أصلا و مادة للإحراق و سائر الأشياء المستفادة من النار، كذلك الكفّار في تعذيب أهل النار، قال تعالى: إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ [سورة الأنبياء، الآية: 98]، و قال تعالى: وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً [سورة الجن، الآية: ۱٥].
قوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ.
الدأب العادة المستمرة أو السير الدائم، قال تعالى: وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ [سورة إبراهيم، الآية: 33]، و يطلق على الجدّ و الاجتهاد أيضا من باب الملازمة، قال تعالى محكيا عن تأويل يوسف لرؤيا الملك: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً [سورة يوسف، ٤۷].
و الآية المباركة مثال لكل جبّار عنيد، كذب بآيات اللّه تعالى بعد تمامية الحجّة عليه، فتشمل جميع الأقوام الذين كانوا في الدنيا و الذين سيأتون إليها إلى آخر فنائها.
و الذنب مؤخّر الشي‏ء و استعمل في النصيب أيضا، قال تعالى: فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ [سورة الذاريات، الآية: ٥۹]، و يطلق على كلّ فعل يستوخم عقباه، و لذلك يسمّى الذنب بتبعة، كما ورد في كثير من الدعوات لما يتبع الإنسان من عواقب الفعل، قال تعالى: فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ [سورة الأنفال، الآية: ٥٤]، و قال تعالى: أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ [سورة الأعراف، الآية: 100].
و الذنب على أقسام كما يأتي ذكرها في الآيات المناسبة، و المراد به في المقام الذنب الذي يرفع الحجّة و يغلق باب التوبة، فلا تقوم الساعة إلا على شرار خلق‏ اللّه تعالى كما في الأحاديث.
و المعنى: أن الذين كفروا بدعوة النبيّ و أنكروا الشريعة دأبهم كدأب قوم فرعون مع موسى عليه السّلام، و دأب من قبلهم من الأمم، كذبوا بآيات اللّه و حججه فاستولت عليهم ذنوبهم فأهلكهم اللّه و نصر الرسل، و اللّه شديد العقاب بالنسبة إلى الكفّار أو الذين علموا بالحقّ الواقع و أنكروه.
قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ.
الخطاب متوجّه إلى سيد الأنبياء صلّى اللّه عليه و آله، بل في الواقع متوجّه إلى كلّ نبي أو ولي من أولياء اللّه تعالى و أنبيائه الذين يستضعفون في الأرض بكلّ نحو من الأنحاء، و مع ذلك لهم قدم راسخ في إظهار الحقّ و إعلاء كلمته.
مادة (ح- ش- ر) تأتي بمعنى الجمع و السوق و حيث إن الجلاء عن المحلّ و الخروج عن المقر يستلزم الحركة، سمّي ذلك حشرا، و يقال ذلك في الجماعة غالبا، سواء كان الحشر في الدنيا كما في قوله تعالى: فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ [سورة الشعراء، الآية: ٥۳]، و قال تعالى: وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ [سورة النمل، الآية: 17]، أم في الآخرة مثل قوله تعالى: وَ تَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً [سورة الكهف، الآية: ٤۷]، و اطلق (الحاشر) على سيد الأنبياء، و لعلّه لتنزيل هذا الفرد العظيم منزلة الجماعة، أو لأن الناس يحشرون خلفه، و على ملّته يسوق الناس إلى المحشر، فإنه آخر الأنبياء و أوّل فيض السماء، فيقوم على قدميه بين يدي اللّه جلّ جلاله و الناس مصطفون خلفه، فيسوقهم إلى موازين العدل و الحساب و تعيين الجزاء بالثواب و العقاب، و مادة (بأس) من المواد المستعملة في الذمّ بجميع هيئاتها، اسما و فعلا.
و المعنى: قل للكافرين من اليهود و غيرهم من الكفّار: إنكم ستغلبون و تقهرون في هذه الدنيا و تساقون في الآخرة إلى النار و بئس المهاد، لما مهدتموه لأنفسكم.
و في الآية بشارة إلهية للمسلمين بالغلبة الواقعيّة الحقيقيّة لهم و لأنبياء اللّه و أوليائه و المتّقين، و إن كان لأعدائهم الغلبة الاعتقاديّة الوهمية الزائلة، لاقتضاء الدنيا على الوهم و الخيال.
و وعد منه عزّ و جلّ بحفظ دينه من كيد الكفّار و شبه المعاندين و أضاليلهم، فيكون مضمونها مثل قوله تعالى: وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [سورة التوبة، الآية: 32]، و غيرها من الآيات الكريمة التي تبشّر المؤمنين بالنصر و الغلبة، فتكون هذه الآية من المغيّبات القرآنيّة، و هي كثيرة.
و يصحّ أن يراد بالغلبة المعنى العام منها، الشامل للغلبة الخارجيّة في الدنيا و الآخرة، و الغلبة في الاحتجاج كما هو كذلك في الواقع، و الآية تشير إلى أمر طبيعي، و هو الصراع بين الحقّ و الباطل، و التي هي من السير الاستكمالي للطبيعة الإنسانيّة، كما أشرنا إليه مرارا، و سيأتي في الموضع المناسب إقامة البرهان عليه.
و يستفاد من هذه الآية الشريفة عدم شمول الشفاعة للكافرين، فيكون معنى قوله تعالى: وَ تُحْشَرُونَ إِلى‏ جَهَنَّمَ الحشر إلى جهنم و الدخول فيه، سواء غلبوا أم لا، لأن حيثيّة الكفر تعليلية، لا يمكن تخلّف المعلول عنها، كما برهن في محلّه.
قوله تعالى: قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا.
تحذير للذين كفروا و إنذار لهم بعدم الإصرار على اللجاج و المعاندة، و عدم الاغترار بالعدد و العدّة. و دعوة للمؤمنين للاعتبار و التفكّر فيما منّ اللّه تعالى عليهم بالنصر و الغلبة و تأييدهم مع ما هم عليه من القلّة في العدد و العدّة، و تصرّفه في الأبصار و جعل الفئة القليلة كثيرة في أعين الأعداء، فكان ذلك شارقة من شوارق الأنوار الربوبيّة على أصحاب بدر و نصرتهم على الكفر و الجهالة، و بها تنفس صبح السعادة و انطوى بساط الشرك و الجهالة، فخرجوا منتصرين في هذه الواقعة قد رفعوا راية الإسلام و زعزعوا أركان الشرك و الطغيان، و قد شدّوا على العزائم و أذعنوا بالنهوض لطاعة الرسول القائد، فظفروا بالنجاح و النصرة.
و قد استشهد في هذه الواقعة بدور حزنت عليهم شمس الضحى، و ارتفع أنين‏ سيد الأنبياء على القليب بما يصدع القلوب: «زمّلوهم بدمائهم فإنهم يحشرون يوم القيامة و أوداجهم تشخب دما».
فما بدر إلا منبع النور و الصفا يضي‏ء لأهل الأرض من أفق السما مصارع عشاق تجلّت قلوبهم بحبّهم الرحمن حبّا متيما و الخطاب متوجّه إلى الرسول الكريم لما هو رأس الامة و رئيسهم، فيشمل المؤمنين.
و الآية: الدلالة الواضحة. و الفئة: الجماعة الملفّقة مع غيرها لغرض من الأغراض. و الالتقاء: الاجتماع و التلاقي.
و الآية لم تذكر واقعة بدر بالاسم، و لكنها تشير إلى أمر معهود بين المؤمنين المخاطبين، فتنطبق على واقعة بدر، إذ لم يعهد أن يكون التصرّف في الأبصار في غيرها.
و غزوة بدر من أهم غزوات الرسول الكريم، و هي أوّل غزوة خرج المسلمون منها منتصرين.
و بدر: اسم ماء بين مكّة و المدينة، و قد وقعت في السابع عشر من شهر رمضان من العام الثاني للهجرة، و جيش المسلمين مؤلّف من ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، سبعة و سبعون منهم من المهاجرين، و صاحب رايتهم علي بن أبي طالب عليه السّلام، و مائتان و ستة و ثلاثون من الأنصار و صاحب رايتهم سعد بن عبادة، و كان في العسكر تسعون بعيرا و فرسان أحدهما للمقداد بن عمرو، و الآخر لمرثد بن أبي مرثد، و كان معهم ستّة دروع و ثمانية سيوف، و استشهد من المسلمين أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين و ثمانية من الأنصار، و الرعب يقدم جميع المسلمين، و كان نصر اللّه يرفرف فوق رؤوسهم، و النبيّ الأعظم هو السبب المتّصل بين الأرض و السماء، فكان النصر حليفهم و الغلبة أ ليفهم، و نزلت كلمة التوحيد من السماء و جعلها أهل بدر شعارهم و على أعلامهم.
و يرجى من المسلمين أن يجعلوا هذه الواقعة نصب أعينهم و يهتدوا على هديها و يكونوا من البدريّين.
قوله تعالى: فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ أُخْرى‏ كافِرَةٌ.
أي: انظر إلى تلك الفئة القليلة التي تقاتل في سبيل اللّه، و إلى الفئة الكافرة الكثيرة، و قد كتب للأولى- مع قلّتها- الغلبة، و على الثانية- على كثرتها- الذلّ و الهوان، و في ذلك عبرة لاولي البصائر و الأبصار بعدم الاغترار بالكثرة في الأموال و الأولاد، فإن ذلك ليس سبيل النصر و النجاح، بل اللّه ينصر من يشاء و لا يعجزه شي‏ء.
قوله تعالى: يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ.
أي: ترى الفئة الكافرة الفئة المؤمنة المرئية مثلي عددهم في العين و المشاهدة، لأجل إرعاب الكفّار و إعلان الغلبة. و هذا الأمر لا ريب فيه بالنسبة إلى قدرة اللّه تعالى، لإحاطته على البصائر، فكيف بالأبصار؟ مع أن تكثير العدد بالنسبة إلى رؤية العين أمر ممكن بحسب الأسباب الطبيعيّة، كما ثبت في علم المبصرات.
و يمكن أن يكون ذلك تصرّفا في الهواء المجاور للعين، بحيث ينعكس الواحد متعدّدا فيها.
و الآية الشريفة تبيّن تكثير المؤمنين في العين، و لكن الآية الاخرى في سورة الأنفال تبيّن تقليل المسلمين في أعين الأعداء، و هي قوله تعالى: وَ إِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَ يُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ [الآية: ٤٤].
و وجه الجمع بين الآيتين أن التكثير كان لغرض و التقليل كان لغرض آخر، و لعلّه كان التقليل لأجل اجتراء العدو على مقاتلة المسلمين، ثم تكثيرهم في أعين الكفّار و إحاطة المسلمين بهم، ليفوزوا بالنصر و الغلبة، و هذا من أحد أسرار الحروب، كما هو المعهود في العصر الحاضر، كما يمكن أن يكون التقليل و التكثير في زمانين متعدّدين، أو يكون في زمان واحد و لكن يقلّل بعضا و يكثّر بعضا آخر.
و ظاهر الآية الشريفة أن الضميرين في قوله تعالى: يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ‏ يرجعان إلى الجملة السابقة، أي ترى الفئة الكافرة المسلمين ستمائة و ستة و عشرين، مثلي عددهم، و هو ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، كما مرّ.
و في مضاعفة العدد في رأي العين زيادة في الرعب و الهيبة في قلوب الكافرين، ليجنبوا عن قتال المسلمين- كما تقدّم- لاختلاف الموردين، و هذا الوجه أقرب بلحاظ الآيتين الشريفتين و أظهر.
و قد قيل في شأن الضميرين وجوه كثيرة اخرى، أهمّها: اختلاف المرجع في الضميرين، فيرجع أحدهما إلى المؤمنين و الآخر إلى الفئة الكافرة، أي يرى المؤمنين مثلي عدد الكافرين. و لكنه بعيد عن ظاهر اللفظ.
و قيل: إن الضميرين يرجعان إلى الفئة الكافرة، أي يرى الكافرون أنفسهم مثلي عددهم، و هو تسعمائة و خمسون، فكان عددهم في رأي العين ألفين و ذلك ليوافق تقليل عدد المسلمين الوارد في الآية الاخرى، فيكون عددهم السدس في النسبة.
و يردّ عليه: أنه مخالف لظاهر الآية الشريفة و يوجب اللبس، و أن حقّ الكلام حينئذ أن يكون يرون أنفسهم مثليهم، و التطابق بين الآيتين الشريفتين حاصل، و لو لم نقل بهذا الوجه كما عرفت.
و قيل: إن معنى الآية الشريفة أن المسلمين كانوا يرون الكافرين مثليهم في الجمع لا في العدد.
و قال شيخنا البلاغي: «كانوا يرون جمع قريش مثليهم بحسب رؤية العين للجمع و صورة التجنّد، لا بحسب الإحراز للعدد و معرفة الكمية، و الحكمة في ذلك هي أن الاستقلال في العدد يوجب الوهن و الجبن، فيتساهلون عن حرب الكافرين استضعافا لهم. و لكن لم يروهم في أعدادهم و مقدارهم لئلّا تهولهم كثرتهم فيحجموا عن مناجزتهم و يتخاذلوا عن حربهم، كما قال تعالى في صورة الأنفال: وَ إِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَ يُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ.
و فيه: أنه بعيد عن سياق الآيتين الشريفتين بعد التأمّل فيهما.
قوله تعالى: وَ اللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ.
الأيد و الأد: القوة. و هي إذا أضيفت إلى اللّه تعالى تكون غير متناهية و غير محدودة بحدّ من جميع الجهات، إلا إذا خصّصها اللّه تعالى بمورد خاص، لأنها تابعة للمصالح الحقيقيّة الواقعيّة، و في المقام ذكر عزّ و جلّ بعده النصر و الغلبة.
و قد أيّد اللّه تعالى المسلمين بالنصر و الغلبة، و هي قد تكون حسيّة ظاهريّة كما في غزوة بدر و غيرها، أو تكون في الحجّة و البرهان، فأيّد اللّه تعالى الإسلام بحجج متينة و مباني قوية، أصولا و فروعا، و إلى كلا الأمرين يشير ما ورد عن نبيّنا الأعظم صلّى اللّه عليه و آله: «الإسلام يعلو و لا يعلى عليه».
قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ.
العبرة: الموعظة، و الإبصار جمع البصر أو البصيرة، و الظاهر هو الأخير، أي البصيرة دون بصر العين فقط- كما يراه بعض- باعتبار أن الآية تتمة للآية السابقة التي كان التصرّف في رؤية العين. و ذلك بقرينة العبرة، فإنها من الاعتبار الذي يحصل في البصائر.
و إنما ذكر سبحانه البصر لأجل المبالغة، باعتبار أن العين هي التي تعتبر، و لأجل أن المورد يتضمّن التصرّف في رؤية البصر.

تدلّ الآيات الشريفة على امور:
الأوّل: أن الأموال و الأولاد و كثرة العدد و العدّة التي يعدّها الإنسان في حياته، مسخّرة تحت إرادة اللّه عزّ و جلّ، و قد يصرفها على ضد ما يريده الإنسان، فيؤيّد اللّه تعالى الفئة القليلة فتغلب الفئة الكثيرة بإذنه عز و جلّ، ففي الآية الشريفة الموعظة البليغة للإنسان بعدم الاغترار بما عنده من الأسباب الظاهريّة، فلا بد من التوجّه إليه تعالى و استمداد العون منه عزّ و جلّ.
و هذه الآيات الشريفة ترشد الإنسان إلى التحفّظ على نفسه و شدّة الحيطة، لئلا يغفل عن اللّه تعالى و ينسى ذكر ربّه فيقع في المهالك، قال تعالى: وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [سورة الحشر، الآية: 19].
كما أنها تبيّن أنه لا بد من الارتباط مع عالم الغيب الذي نسبته إلى الإنسان كنسبة الروح إلى الجسد، فلا أثر لأحدهما بدون الآخر، و هذا الارتباط منه ما هو غير اختياري، و أن له التأثير التام و لا يحيط به إلا العليم العلّام، و منه ما هو اختياري، و هو إما أن يكون التفاتيّا تفصيليّا، و هو مختصّ بأخصّ الخواص، و إما أن يكون إجماليّا و لجميع أفراد الإنسان، بل الحيوان له حظ من ذلك، ففي الحديث: «مهما أبهموا عن شي‏ء لا يبهمون عن خالقهم و رازقهم و موضع سفادهم»، و لعلّ اللّه عزّ و جلّ بفضل العلوم الحديثة يكشف عن بعض أسرار هذا الارتباط.
الثاني: يدلّ قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى‏ جَهَنَّمَ، على أن الكفر و الباطل ممحوق لا محالة، و أن الحقّ لا يمكن الغلبة عليه و إزالته، و بمضمون ذلك آيات اخرى، قال تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [سورة التوبة، الآية: 32]، و قال‏ تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ [سورة النور، الآية: ٥٥]، و غيرهما من الآيات المباركة.
و يمكن أن يجعل غلبة الحقّ على الباطل من السير الاستكمالي للطبيعة الإنسانيّة، كما أشرنا إليه في عدّة مواضع من هذا التفسير.
الثالث: الآية الشريفة تتضمّن الوعد بالغلبة و الفوز بالنجاح للمؤمنين، و هو من المغيّبات القرآنية التي هي كثيرة في القرآن الكريم.
الرابع: صريح الآية الشريفة عدم شمول الشفاعة للكافرين، و أنهم في جهنم خالدون، و قد تقدّم في سورة البقرة البحث في الشفاعة و موارد ثبوتها فراجع.
الخامس: يدلّ قوله تعالى: فِي سَبِيلِ اللَّهِ على العلّة في غلبة الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، فإنه كلّما خلصت النية و كانت الغاية سبيل اللّه تعالى، كان التأييد من اللّه تعالى أكثر، و أن المؤمن أشدّ ثباتا في سبيله تعالى و أكثر عزيمة، و هو من أهمّ أسباب الظفر و الغلبة و النجاح.
السادس: يدلّ قوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ على العلّة في استحقاق الإنسان للعقاب في الآخرة، و هي أن المعاصي إذا صارت عادة للإنسان بحيث لا يضمر إلا الذنب و المعصية مهما طال به العمر، استحق العقاب الدائم.
و فيه ردّ على من زعم أن عمر الإنسان محدود في الدنيا، فلا وجه لاستحقاق العاصي العذاب الدائم و خلوده في النار، فهو إنما يستحق لأجل إضماره المعصية و الذنب مهما طال به العمر، بحيث صار عادة له.
السابع: يستفاد من قوله تعالى: فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ، أن أخذ اللّه تعالى للعاصين و عقابهم لا يكون من طرف خاص، كالفوق أو التحت أو نحوهما، كما في الشرور المتوجّهة إلى الإنسان، بل أخذه تعالى من جميع الجهات و الخصوصيات، فلا تنفعه الأموال و الأولاد و العزّة و الملك.
الثامن: إنما قدّم سبحانه و تعالى الأموال على الأولاد، لكون حبّ المال عند الإنسان آكد و أقدم من حبّ الولد، و إن كان حبّ الولد قد يغلب على حبّ المال، قال تعالى: وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [سورة الأنفال، الآية: 28]، و قال علي عليه السّلام: «ينام الإنسان على الثكل و لا ينام على الحرب»، فالمال في نظر الإنسان هو السبب المهمّ في حياته، و به يستوفي حاجاته و يشبع رغباته، و قد تصل به الحالة إلى الركون إلى الأموال و الأولاد، و تشغله عن ذكر ربّه، فينساه و به هلاكه، لأنه يغفل عن نفسه أنه تحت إرادته عزّ و جلّ.
التاسع: يستفاد من قوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ، على أن العادات السيئة التي يغفل عنها الإنسان لها الأثر الكبير في زيغه و ضلاله و عذابه، و ما أرسل اللّه الرسل و الأنبياء إلا لإرشاد الناس إلى الصراط المستقيم، و نبذ ما يكون سببا في ضلالهم و غوايتهم، و هذه الآية واحدة من الآيات الكثيرة التي ترشد الإنسان إلى هذا الأمر الخطير، و تبيّن شدّة تأثير هذا الأمر الاجتماعي، بحيث يسلب عقل لإنسان و يسيطر على حواسه و مشاعره و يوصله إلى طريق مسدود، و لا يختصّ مضمون الآية الشريفة بآل فرعون و الذين خلوا من قبلهم، بل يجري في جميع أفراد الإنسان.
العاشر: إنما أضاف سبحانه الأخذ و شدّة العقاب إلى ذاته الأقدس، لأنه تعالى مصدر الجزاء ثوابا و عقابا، كما أنه مصدر التشريع إيجابا و تحريما، فهو المهيمن على الجميع، و يكون ثوابه و عقابه موافقين للحكمة التامّة البالغة.
الحادي عشر: ظاهر قوله تعالى: وَ أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ، أنهم من أوّل حدوثهم في الدنيا وقود النار إلا أن خصوصية العوالم حجبت أعيننا عن رؤية ذلك في الدنيا، فأي وقود ناري أشدّ و أغلظ من التربية في الكفر و الفسوق و العصيان.
الثاني عشر: إنما ذكر سبحانه و تعالى فرعون و الذين من قبلهم دون من بعده، ليتفأل أهل التوراة و الإنجيل و القرآن بانقطاع الفرعونيّة و الفراعنة و هلاك فرعون موسى و هارون.
الثالث عشر: إنما ذكر سبحانه و تعالى سبيل اللّه في جهاد المؤمنين، و لم يذكر في المقابل سبيل الشيطان أو سبيل الطاغوت- كما في آيات اخرى- لبيان العلّة في غلبة الفئة المؤمنة، و إنها الإيمان باللّه، و كون الجهاد في سبيله، و لبيان العلّة في انهزام الفئة الاخرى، و هي الكفر به عزّ و جلّ، فكانت المقابلة بين العلّتين دون السبيلين ليذكر السبيل الآخر.

مقتضى الاستعمالات المتعارفة الأخذ بعموم اللفظ و إطلاقه، ما لم تكن قرينة معتبرة على الخلاف، و أن زمان صدور الكلام و مكانه و الأمور العامّة المحفوفة بالكلام لا تصير مقيّدة و مخصّصة للإطلاق أو العموم، و على ذلك جرت سيرة الإفادة و الاستفادة بين الناس في كلّ كلام يصدر من كلّ متكلّم لكلّ مخاطب.
و طريقة (القرآن) لم تخرج عن طريقة العرف، فقد وافقتها في جميع ذلك، لأن آيات القرآن الكريم كلّيات واقعيّة حقيقيّة، و مطابقتها لزمان خاص أو مكان مخصوص من باب الانطباق لا التقييد الحقيقي، فما ذكره المفسّرون في شأن نزول هذه الآية الكريمة انطباقي قهري، لا أن يكون تحديدا لمعناها بوجه من الوجوه، فالآية الشريفة تشمل جميع ما يصحّ انطباقها عليه، من أول نزولها إلى آخر الدنيا، انطباقا حقيقيّا واقعيّا، كما هو الشأن في جميع القضايا الحقيقيّة.

في تفسير القمّي في قوله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ، أنها نزلت بعد بدر لما رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من بدر أتى بني قينقاع و هو يناديهم، و كان بها سوق يسمّى سوق النبط، فأتاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: يا معشر اليهود، قد علمتم ما نزل بقريش و هم أكثر عددا و سلاحا و كراعا منكم، فادخلوا في الإسلام، فقالوا: يا محمد، إنك تحسب حربنا مثل حرب قومك؟
و اللّه لو لقيتنا للقيت رجالا، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ.
أقول: روي قريبا منه في المجمع، و في الدر المنثور عن ابن إسحاق و ابن ير، و البيهقي في الدلائل عن ابن عباس.

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"