1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مهذب الأحكام
  8. /
  9. کتاب الصلاة
  10. /
  11. فصل في صلاة جعفر
و تسمّى: صلاة التسبيح، و صلاة الحبوة (۱)، و هي من المستحبات الأكيدة، و مشهورة بين العامة (۲) و الخاصة، و الأخبار متواترة فيها، فعن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام: «أنّه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لجعفر: ألا أمنحك، ألا أعطيك، ألا أحبوك، فقال له جعفر: بلى يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: فظنّ الناس أنّه يعطيه ذهبا أو فضة، فتشوّف الناس لذلك، فقال له: إنّي أعطيك شيئا إن أنت صنعته كلّ يوم كان خيرا لك من الدنيا و ما فيها، فإن صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما أو كل جمعة أو كل شهر أو كل سنة غفر لك ما بينهما». و في خبر آخر قال صلّى اللّه عليه و آله: «إلا أمنحك ألا أعطيك ألا أحبوك ألا أعلّمك صلاة إذا أنت صلّيتها لو كنت فررت من الزحف‏ و كان عليك مثل رمل عالج و زبد البحر ذنوبا غفرت لك قال: بلى يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله» و الظاهر أنّه حباه إياها يوم قدومه من سفره، و قد بشر ذلك اليوم بفتح خيبر، فقال صلّى اللّه عليه و آله: «و اللّه ما أدري بأيّهما أنا أشدّ سرورا بقدوم جعفر، أو بفتح خيبر، فلم يلبث أن جاء جعفر، فوثب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فالتزمه و قبّل ما بين عينيه ثمَّ قال صلّى اللّه عليه و آله: إلا أمنحك- الحديث». و هي: أربع ركعات بتسليمتين يقرأ في كل منها الحمد و سورة، ثمَّ يقول: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر» خمس عشرة مرّة، و كذا يقول في الركوع عشر مرّات، و بعد رفع الرأس منه عشر مرّات و في السجدة الأولى عشر مرّات، و بعد الرفع منها عشر مرّات و كذا في السجدة الثانية عشر مرّات، و بعد الرفع منها عشر مرّات ففي كل ركعة خمس و سبعون مرّة، و مجموعها ثلاثمائة تسبيحة.

أما تسميتها بصلاة التسبيح، فلتكرر التسبيحات فيها. و أما صلاة الحبوة، فلأنّها حباها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لجعفر كما في الحديث‏۱.

و إن نسبها إلى عباس‏۲ و النسبة غير صحيحة، لأنّ أهل البيت أدرى بما في البيت.

(مسألة ۱): يجوز إتيان هذه الصلاة في كل من اليوم و الليلة، و لا فرق بين الحضر و السفر (۳) و أفضل أوقاتها يوم الجمعة، حين ارتفاع الشمس (٤) و يتأكد إتيانها في ليلة النصف من شعبان (٥).

لقوله عليه السّلام في خبر ذريح: «إن شئت صلّ صلاة التسبيح بالليل، و إن شئت بالنهار، و إن شئت في السفر، و إن شئت جعلتها من نوافلك»۳.

لقوله عليه السّلام: «أفضل أوقاتها صدر النهار من يوم الجمعة»4.

لقول أبي الحسن الرضا عليه السّلام: «إن أحببت أن تتطوّع في ليلة النصف من شعبان بشي‏ء، فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب»٥.

(مسألة ۲): لا يتعيّن فيها سورة مخصوصة (٦)، لكن الأفضل أن يقرأ في الركعة الأولى: إذا زلزلت، و في الثانية و العاديات، و في الثالثة إذا جاء نصر اللّه، و في الرابعة. قل هو اللّه أحد.

أما الأول‏، فلإطلاق جملة من الأخبار٦. و أما الثاني‏، فعلى المشهور لقول الرضا عليه السّلام في خبر إبراهيم بن عبد الحميد: «يقرأ في الأولى إذا زلزلت، و في الثانية و العاديات، و في الثالثة إذا جاء نصر اللّه و الفتح، و في الرابعة بقل هو اللّه أحد»۷، و مثله غيره المحمول على الأفضلية إجماعا، و في بعض الأخبار ذكر العاديات في الركعة الأولى‏۸ و يمكن الحمل على التخيير، و في الفقه الرضوي: «و إن شئت صلّيت كلها بقل هو اللّه أحد»۹.

(مسألة ۳): يجوز تأخير التسبيحات إلى ما بعد الصلاة إذا كان مستعجلا (۷)، كما يجوز التفريق بين الصلاتين إذا كان له حاجة ضرورية، بأن يأتي بركعتين ثمَّ بعد قضاء تلك الحاجة يأتي بركعتين أخريين (۸).

لقول أبي عبد اللّه عليه السّلام: «من كان مستعجلا يصلّي صلاة جعفر مجرّدة ثمَّ يقضي التسبيح و هو ذاهب في حوائجه»۱0.

للأصل، و خبر عليّ بن الريان أنّه قال: «كتبت إلى أبي الحسن الماضي الأخير عليه السّلام أسأله عن رجل صلّى صلاة جعفر ركعتين ثمَّ تعجله عن الركعتين الأخيرتين حاجة أ يقطع ذلك لحادث يحدث؟ أ يجوز له أن يتمّها إذا فرغ من حاجته و إن قام من مجلسه أو لا يحتسب بذلك إلا أن يستأنف الصلاة و يصلّي الأربع ركعات كلها في مقام واحد؟ فكتب عليه السّلام: «بلى إن قطعه‏ عن ذلك أمر لا بد له منه فليقطع ثمَّ ليرجع فليبن على ما بقي إن شاء اللّه»۱۱.

(مسألة ٤): يجوز احتساب هذه الصلاة من نوافل الليل أو النهار أداء و قضاء، فعن الصادق عليه السّلام: «صلّ صلاة جعفر أيّ وقت شئت من ليل أو نهار، و إن شئت حسبتها من نوافل الليل و إن شئت حسبتها من نوافل النهار حسب لك من نوافلك و تحسب لك صلاة جعفر»، و المراد من الاحتساب تداخلهما، فينوي بالصلاة كونها نافلة و صلاة جعفر، و يحتمل أنّه ينوي صلاة جعفر و يجتزئ بها عن النافلة، و يحتمل أنّه ينوي النافلة و يأتي بها بكيفية صلاة جعفر فيثاب ثوابها أيضا (۹).و هل يجوز إتيان الفريضة بهذه الكيفية أو لا؟ قولان لا يبعد الجواز على الاحتمال الأخير (۱0)، دون الأولين. و دعوى‏ أنّه تغيير لهيئة الفريضة و العبادات توقيفية مدفوعة: بمنع ذلك بعد جواز كل ذكر و دعاء في الفريضة، و مع ذلك الأحوط الترك (۱۱).

و مقتضى الإطلاق جواز الجميع و صحة الاجتزاء لهما، و لكن احتمال الأول أقرب إلى ظاهر النص، و يمكن الإشكال في الأخيرين معا بانصراف الإطلاق عنهما.

لأنّه حينئذ قصد مجرّد الفريضة و أتى بالتسبيحات بكيفية خاصة فيشمله قوله عليه السّلام: «كل ما ذكرت اللّه عزّ و جل به و النبيّ فهو من الصلاة»۱۲.

لكون هذه الكيفية غير مأنوسة في الفريضة عند المتشرعة خلفا عن سلف.

(مسألة ٥): يستحب القنوت فيها في الركعة الثانية من كل من‏ الصلاتين، للعمومات، و خصوص بعض النصوص (۱۲).

كخبر رجاء بن أبي الضحاك عن الرضا عليه السّلام: «أنّه كان يصلّي صلاة جعفر أربع ركعات، يسلّم في ركعتين و يقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع و بعد التسبيح»۱۳.

و أما ما في خبر الاحتجاج عن صاحب الأمر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف): «و القنوت فيها مرتان في الثانية قبل الركوع، و في الرابعة بعد الركوع»۱4 فلم أجد عاجلا من أفتى به، فليرد علمه إلى أهله.

(مسألة ٦): لو سها عن بعض التسبيحات أو كلها في محل، فتذكر في المحل الآخر يأتي به، مضافا إلى وظيفته و إن لم يتذكر إلا بعد الصلاة قضاه بعدها (۱۳).

أما الأول‏: فلما عن صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه) فيما سئل عنه عن السهو في تسبيح صلاة جعفر: «إذا سها في حالة عن ذلك ثمَّ ذكره في حالة أخرى قضى ما فاته في الحالة التي ذكره»۱٥.

أما الثاني‏: فيمكن استفادته من أصل تشريع القضاء في التسبيحات بعد الصلاة في الجملة- كما تقدم في صورة الاستعجال- مضافا إلى إطلاق الفقه الرضوي: «و إن نسيت التسبيح في ركوعك، أو سجودك- أو في قيامك، فاقض حيث ذكرت على أيّ حال تكون»۱٦ و الأحوط قصد الرجاء.

(مسألة ۷): الأحوط عدم الاكتفاء بالتسبيحات عن ذكر الركوع و السجود، بل يأتي به أيضا فيهما قبلها أو بعدها (۱٤).

لإطلاق أدلة اعتبار الذكر في الركوع و السجود مطلقا، و قصور أدلة المقام عن صحة الاكتفاء بالتسبيحات عنه، مضافا إلى أصالة عدم التداخل.

(مسألة ۸): يستحب أن يقول في السجدة الثانية من الركعة الرابعة بعد التسبيحات: «يا من لبس العزّ و الوقار، يا من تعطف بالمجد و تكرم به يا من لا ينبغي التسبيح الا له يا من أحصى كل شي‏ء علمه، يا ذا النعمة و الطول، يا ذا المن و الفضل يا ذا القدرة و الكرم أسألك بمعاقد العز من عرشك و بمنتهى الرحمة من كتابك و باسمك الأعظم الأعلى و بكلماتك التامات أن تصلّي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا» و يذكر حاجاته (۱٥).

و في بعض الأخبار: «سبحان من لبس العزّ و الوقار»۱۷ و هكذا ذكر لفظ «سبحان» بدل «ياء» النداء في جميع الفقرات، و لعل ذلك أولى بمناسبة التسبيح المذكور في سائر موارد هذه الصلاة و تسميتها بصلاة التسبيح.

  1. الوسائل باب: ٥ من أبواب صلاة جعفر حديث: ٥.
  2. راجع سنن ابن ماجه صفحة: 44۲ باب: ۱۹0 ج: ۱.
  3. الوسائل باب: ٥ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  4. الوسائل باب: 4 من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  5. الوسائل باب: ۷ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  6. الوسائل باب: ۱ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  7. الوسائل باب: ۲ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۳.
  8. مستدرك الوسائل باب: ۲ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  9. مستدرك الوسائل باب: ۲ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  10. الوسائل باب: ۸ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  11. الوسائل باب: ٦ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  12. الوسائل باب: ۲0 من أبواب الركوع حديث: 4.
  13. الوسائل باب: 4 من أبواب صلاة جعفر حديث: ۳.
  14. الوسائل باب: 4 من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  15. الوسائل باب: ۹ من أبواب صلاة جعفر.
  16. مستدرك الوسائل باب: ۷ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
  17. الوسائل باب: ۳ من أبواب صلاة جعفر حديث: ۱.
الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"