للإطلاقات، و قول الصادق عليه السلام: «ما من شيء إلا و له حدّ ينتهي إليه إلا الذكر فليس له حدّ ينتهي إليه»۹.
(مسألة ۱): يستحب (الذكر) ذكر اللّه تعالى في كلّ حال (۱)، بل يكره تركه (۲)، و يستحب إكثاره (۳)، و لا حدّ لكثرته (٤).
لخبر السكوني عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «أوحى اللّه عز و جل إلى موسى: يا موسى لا تفرح بكثرة المال، و لا تدع ذكري على كل حال فإنّ كثرة المال تنسي الذنوب، و إنّ ترك ذكري يقسي القلوب»٦.
لقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً۷ و عن أبي عبد اللّه عليه السلام في رسالته إلى أصحابه قال عليه السلام: «و أكثروا ذكر اللّه ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل و النهار، فإنّ اللّه أمر بكثرة الذكر، و اللّه ذاكر لمن ذكره من المؤمنين، و اعلموا أنّ اللّه لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير»۸، و الأخبار في هذا المعنى كثيرة جدا من الفريقين.
للإطلاقات، و قول الصادق عليه السلام: «ما من شيء إلا و له حدّ ينتهي إليه إلا الذكر فليس له حدّ ينتهي إليه»۹.
(مسألة ۲): يستحب ذكر اللّه في الخلوة و الملاء (٥)، و في البيت و المسجد (٦).
لما رواه أبو بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «شيعتنا الّذين إذا خلوا ذكروا اللّه كثيرا»۱۰.
و في خبر بشير الدهان عنه عليه السلام أيضا: قال اللّه عزّ و جل يا ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، يا ابن آدم اذكرني في خلاء أذكرك في خلاء، يا ابن آدم اذكرني في ملإ أذكرك في ملإ خير من ملإك، و قال: ما من عبد ذكر اللّه في ملإ من الناس إلا ذكره اللّه في ملإ من الملائكة»۱۱.
و الذكر في النفس أفضل من الذكر علانية، لقول الصادق عليه السلام في صحيح زرارة:
«لا يكتب الملك إلا ما سمع، و قال اللّه عز و جل وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً، فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير اللّه لعظمته»۱۲.
لقول أبي عبد اللّه عليه السلام: «عليكم بالدعاء فإنّكم لا تتقربون بمثله و لا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إنّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار»4٦.
(مسألة ۳): لذكر اللّه تعالى مراتب أهمّها تذكّر عظمة اللّه تعالى عند الإشراف على مخالفته، ثمَّ الارتداع عنها (۷).
لجملة من الأخبار: منها: قول أبي جعفر عليه السلام: «ثلاث من أشدّ ما عمل العباد:
إنصاف المرء من نفسه، و مواساة المرء أخاه، و ذكر اللّه على كلّ حال قلت:
أصلحك اللّه و ما وجه ذكر اللّه على كلّ حال؟ قال عليه السلام: و هو أن يذكر اللّه عزّ و جل عند المعصية يهمّ بها فيحول ذكر اللّه بينه و بين تلك المعصية»۱٥.
(مسألة ٤): سيد الأذكار و أفضلها الكلمة المباركة «لا إله إلا اللّه» (۸) و لكن قال أبو عبد اللّه عليه السلام في الصحيح: «من قال: لا إله إلا اللّه مخلصا دخل الجنة، و إخلاصه أن يحجزه لا إله إلا اللّه عما حرّم اللّه عليه» (۹).
بالأدلة الأربعة:
فمن الكتاب الآيات المشتملة على هذه اللفظة المباركة أو ما يراد منها و هي كثيرة كقوله تعالى (اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)۱٦ و قوله تعالى:
(حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)۱۷.
و من العقل: إنّها مظهر التوحيد الذي هو أعظم الأشياء.
و من الإجماع: إجماع المسلمين، بل جميع الموحدين.
و من السنة: نصوص مستفيضة من الفريقين:
منها: قول أبي جعفر عليه السلام: «ما من شيء أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلا اللّه، إنّ اللّه عزّ و جل لا يعد له شيء و لا يشركه في الأمور أحد»۱۸.
و عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «خير العبادة قول: لا إله إلا اللّه»۱۹.
و قول الصادق عليه السلام: «قول لا إله إلا اللّه ثمن الجنة»۲۰.
و عن أبي جعفر عليه السلام قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «ليس شيء إلا و له شيء يعدله إلا اللّه فإنّه لا يعدله شيء، و لا إله إلا اللّه فإنّه لا يعد لها شيء»۲۱. و عن الصادق عليه السلام: «سيد كلام الأولين و الآخرين: لا إله إلا اللّه»۲۲.
إلى غير ذلك من الأخبار.
أقول: و في مثله تزل أقدام الرجال، و تحطّ فيه الرحال و من اللّه الاعتصام في كلّ حال. و يمكن أن يكون معنى المستفيضة بين الفريقين عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله عن اللّه تعالى: «لا إله إلا اللّه حصني- الحديث-»۲۳ ذلك أيضا، أي حصني في عدم مخالفة تكاليفي لا سيّما بعد ما ورد من الرضا عليه السلام: «بشرطها و شروطها»۲4.
هذا قليل من كثير مما يتعلق بالمقام، و لنختم المقال في ذلك فإنّ البحث في ذلك كلّه خارج عن الفقه.
(۱) سورة غافر: ٦٥.
(۲) الوسائل باب: ۱ من أبواب الذكر حديث: 4.
(۳) الوسائل باب: ۱ من أبواب الذكر حديث: ٥.
(٥) الوسائل باب: ۱ من أبواب الذكر حديث: ۱.
(٦) الوسائل باب: ۲ من أبواب الذكر حديث: ۱.
(۷) سورة الأنبياء: ۹۰.
(۸) الوسائل باب: ٥ من أبواب الذكر حديث: ۷.
(۹) الوسائل باب: ٥ من أبواب الذكر حديث: ۲.
(۱۰) الوسائل باب: ٦ من أبواب الذكر حديث: ۱.
(۱۱) الوسائل باب: ۷ من أبواب الذكر حديث: 4.
(۱۲) الوسائل باب: ۱۱ من أبواب الذكر حديث: ۱.
(۱۳) الوسائل باب: ۱٦ من أبواب قراءة القرآن حديث: ۱.
(۱٤) الوسائل باب: ۸ من أبواب الذكر حديث: ۱.
(۱٥) الوسائل باب: ۲۳ من أبواب جهاد النفس حديث: ۱٥.
(۱٦) سورة طه (۲۰) الآية: ۱۸.
(۱۷) سورة التوبة (۹) الآية: ۱۲۹.
(۱۸) الوسائل باب: 44 من أبواب الذكر حديث: ۱.
(۱۹) الوسائل باب: 44 من أبواب الذكر حديث: ۸.
(۲۰) الوسائل باب: 44 من أبواب الذكر حديث: ۱۱.
(۲۱) الوسائل باب: 44 من أبواب الذكر حديث: ٥.
(۲۲) مستدرك الوسائل باب: ۳٦ من أبواب الذكر حديث: ۳.
(۲۳) مستدرك الوسائل باب: ۳٦ من أبواب الذكر حديث: ۱۳.
(۲٤) مستدرك الوسائل باب: ۳٦ من أبواب الذكر حديث: ۹.