1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مهذب الأحكام
  8. /
  9. کتاب الصلاة
  10. /
  11. فصل في الدعاء
(مسألة ۱): يستحب الدعاء استحبابا مؤكدا (۱).

يدل على رجحان الدعاء الأدلة الأربعة: فمن الكتاب آيات:

منها: قوله تعالى‏( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏۱، و قوله تعالى‏ قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ‏)۲.

و من السنة نصوص متواترة من الفريقين:

منها: صحيح ابن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «الدعاء يرد القضاء بعد ما أبرم إبراما، فأكثر من الدعاء، فإنّه مفتاح كلّ رحمة، و نجاح كلّ حاجة، و لا ينال ما عند اللّه عزّ و جل إلا بالدعاء، و إنّه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه»۳.

و عن أبي جعفر عليه السلام: «أفضل العبادة الدعاء»4.

و عنه عليه السلام أيضا: «ما من شي‏ء أفضل عند اللّه عزّ و جل من أن يسأل و يطلب مما عنده»٥.

إلى غير ذلك من الأخبار التي سيأتي بعضها.

و من الإجماع: إجماع المسلمين، بل جميع المليين و قد ورد عن أئمتنا المعصومين عليهم السلام في الدعاء دعوات كثيرة و لهم المنة في فتح باب المعارف الإلهية، و الارتباط مع العوالم الغيبية بالدعوات الصادرة عنهم، صلّى اللّه عليهم ما دعا للّه داع.

و من العقل حكمه الفطري برجحان الاستعانة بالعظيم و القدير من كلّ جهة في تمشية الأمور و قضائها، مع أنّ مكالمة الشخص مع مالك الملوك توجب نحو كمال و صفاء لنفسه، و إنّه من أعظم الارتباطات إلى عالم الغيب التي هي أجلّ مقامات الإنسانية و أعلاها، و قد أثبت ذلك أعاظم حكماء المسلمين و غيرهم في كتبهم، و قد كتب صدر المتألهين (قدّس سره) رسالة مستقلة في ذلك من شاء فليراجعها، و كذا غيره من كبار العرفاء و الحكماء و قد تعرضنا لأهم الجوانب من الدعاء في تفسيرنا (مواهب الرّحمن) عند قوله تعالى‏ (وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ)٦.

و لا بد من بيان أمور:

الأول: لا ريب في احتياج الممكن إلى اللّه تعالى حدوثا و بقاء، و قد ثبت ذلك بالأدلة العقلية في محلّه، و لا تختص الحاجة إليه تعالى بجهة دون أخرى، بل تعم الجهات الممكنة لفرض الإمكان فيها، و هو مناط الحاجة مطلقا، و كلّما كان الممكن أشرف كان احتياجه إليه عزّ و جل أكثر و كانت عنايته تعالى له أكثر و أشد، فالإنسان محتاج إليه تعالى بجميع ما يتعلق به من الجهات و الخصوصيات، و عناية اللّه به أكثر من عنايته لسائر مخلوقاته، و قد فتح عزّ شأنه باب الدعاء عليه، و رغّب إليه لإظهار حاجاته، و إراءة عناياته و ألطافه بالنسبة إليه.

الثاني: الحاجة إليه سبحانه إما تكوينية غير التفاتية، و هي عبارة عن حيثية الإمكان التي عمت الموجودات بالسوية، و إما التفاتية- شخصية كانت أو نوعية- و الدعاء ينفع لجميع ذلك، كما تأتي الإشارة إلى دليله و تفصيله، مع أنّ في‏

الوجدان غنى عن إقامة البرهان، و يمكن أن يقال: إنّ الدعاء في الجملة فطريّ لكلّ محتاج إلى شي‏ء مع اعتقاده الإجمالي بقدرة اللّه على كلّ شي‏ء.

الثالث: أجلّ المقامات الممكنة للإنسانية مقام العبودية الحقة الواقعية الذي أتى به الأنبياء عليهم السلام لأممهم لا سيّما خاتمهم صلّى اللّه عليه و آله الذي شرحه و بسطه بما أمكنه من الشرح و التفصيل فقد ربط الإنسان بربه و خالقه و معبوده ربطا منظما محكما متقنا، و الدعاء من إحدى طرق ذلك الربط، لأنّ له أهمية في توجيه النفس إلى المبدإ الغنيّ المطلق، و نحو انقطاع إليه تعالى، و هذا التوجه و الانقطاع من طرق استكمال النفس في المعنويات، بل من أهمّها، و لكن له مراتب متفاوتة حسب مراتب انقطاعات الدّاعين و توجهاتهم.

الرابع: لا ريب في أنّ لكلّ حادث من الحوادث أسباب خاصة، و لا يتصوّر حدوث حادث بلا سبب، و الدعاء من جملة أسباب حدوث المطلوب، جعله اللّه تعالى سببا عاما تسهيلا على عباده، و امتنانا عليهم، و نسبته إلى المطلوب نسبة الدواء إلى الشفاء بأنواعه الشتى، فكما أنّ لكلّ داء دواء خاص، و هناك دوام عام ينفع لجملة كثيرة من الأدواء، كذلك الدعاء أيضا، و كما أنّ الدواء مقتض و يحتاج إلى صيرورته علّة تامة منحصرة إلى انضمام جهات أخرى يكون الدعاء هكذا أيضا، و صيرورته علّة تامة يحتاج إلى جملة أمور ذكر بعضها في الأخبار و لم تذكر جملة أخرى منها لإمكان كونها من الأسرار التي لا يمكن أن يطلع عليها غير علام الغيوب، و الحكيم العليم لا بد و أن يستجيب الدعاء على وفق الحكمة الواقعية لا على وفق ما يقتضيه الداعي و إن كان على خلاف الحكمة، فإنّه نقص بالنسبة إليه تعالى.

الخامس: الدعوات الصادرة عن المعصومين عليهم السلام مشتملة على أعظم المعارف الربوبية التي حرص الأئمة عليهم السلام على بيانها بأسهل بيان و هذا أحسن تدبير في إشاعة المعارف الحقة، و بيانها للناس مقتبس من تدبير القرآن فتشتمل على التوحيد و نفي الشرك مطلقا، و بيان الصفات الثبوتية و السلبية و الأسماء الحسنى و ما يتفرّع منها، و القضاء و القدر إلى غير ذلك من الربوبيات، و لعلّ هذا من إحدى جهات فضل الدعاء على سائر المندوبات، كفضل علم‏

الربوبيات على سائر العلوم.

و من نظر إلى دعوات الأنبياء السابقين، كمزامير داود و صحف إدريس يجد الفرق بينهما أوسع مما بين السماء و الأرض. قال صدر المتألهين فيما كتبه في الدعاء:

«الأدعية المأثورة عن أئمتنا و سادتنا الهاشميين الأكابر و المعصومين من الذنوب الصغائر فضلا عن الكبائر، كثيرة شائعة بين جميع الأمم، ذائعة بين طوائف العالم المؤالف و المخالف، و لم يوجد مثلها في شي‏ء من الملل و الأديان، و لم ير عين الأعيان نظيرها من أحد من أئمة القرون و الأزمان، يعرف صحة هذا الكلام المستغني عن البيان، و يشهد لصدق هذه الدعوى الغنية عن البرهان من تتبع آثارهم و اقتفى منارهم».

و قال (قدّس سرّه) أيضا: «الدعاء من أعظم مقامات العارفين و إنّه شعار الصالحين و أدب الأنبياء و المرسلين، و الفرقان ناطق بصحته عن الصدّيقين، و الأحاديث مشحونة بالأدعية المأثورة عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام بحيث لا مساغ للإنكار و لا مجال للعناد، و إن شئت فانظر إلى الصحيفة الملكوتية المنسوبة إلى سيد العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام .. إلى أن قال (قدّس سرّه): و من فوائد الدعاء إظهار شعار الذل و الانكسار و الإقرار بسمة العجز و الافتقار و تصحيح نسبة العبودية و الانغماس في غمرات النقصان الإمكاني، و الإفلاس عن ذروة الترفع، و الاستغناء إلى حضيض الاستكانة و الفقر و الفاقة».

السادس: نسبة الدعاء إلى الداعي كنسبة التوبة إلى التائب، فكما أنّ توبة التائب مسبوقة بتوبة اللّه تعالى، كما قال عز و جل‏ (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا۷) و ملحوقة بقبوله تعالى لها، كذلك دعاء الدّاعي مسبوق بعناية اللّه تعالى له و توفيقه للدعاء و إذنه له في قرع بابه و الورود في ساحة جنابة ثمَّ بعد الدعاء يستجيب، فالدعاء منه تعالى و الاستجابة منه أيضا، و كما في سائر الخيرات فهو

الذي يعطي ثمَّ يستقرض بقوله‏ (وَ أَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً )۸ ، ثمَّ هو الذي يثيب على ذلك فمنشأ كلّ خير يصدر من العبد منه عز و جل، مع أنّ الإثابة على كلّ خير منه تعالى أيضا. فلا وجه لما يتوهم من أنّ العلة لا تتأثر عن المعلول، لأنّ العلة هو الذي شاء ذلك و أراد و حقق مقتضاه.

السابع: لا ريب في أنّ تغير القضاء و القدر بإرادة اللّه تعالى و اختياره كما في مقتضياتنا و مقدراتنا فما لم يتحقق مورد مشيته و إرادته عزّ و جل في الخارج يكون قابلا للتغير، بل و بعد الوقوع في الخارج أيضا في الجملة، كما يأتي. و يدل عليه مضافا إلى الوجدان، و المستفيضة الواردة في البداء و أنّه يدخل في جميع أسباب الفعل، قول الصادق عليه السلام:

«إنّ الدعاء يرد القضاء و قد نزل من السماء و قد أبرم إبراما»۹.

و عنه عليه السلام أيضا: «إنّ الدعاء يرد القضاء، ينقضه كما ينقض السلك و قد أبرم إبراما»۱۰.

و عن أبي الحسن عليه السلام: «إنّ الدعاء يرد ما قد قدّر و ما لم يقدّر، قلت: و ما قد قدّر قد عرفته، فما لم يقدّر؟ قال عليه السلام: حتّى لا يكون»۱۱.

أقول: يعني أنّ الدعاء يزاحم جميع مراتب أسباب الفعل من القضاء و القدر و المشية و غير ذلك من الأسباب التي هي مذكورة في الكافي باب: أسباب الفعل، فراجع.

و عنه عليه السلام: «إنّ الدعاء يدفع البلاء النازل و ما لم ينزل»۱۲.

و بالجملة: إنّ الدعاء ينفع لدفع البلاء و لرفعه أيضا من حيث الكمية و الكيفية و سائر الجهات.

الثامن: المدافعة مع المكاره و المؤذيات بأيّ نحو أمكن من الأمور الفطرية، و مكاره الإنسان و خطراته أكثر و أعظم من كلّ موجود، لأنّه من أعجب‏

خلق اللّه تعالى و أعظمه، و قد ركب فيه قوى كثيرة جسمانية و روحانية، دنيوية و أخروية، فهو الهدف الوحيد لجميع سهام البلايا و الرزايا مع أنّه معركة الجيشين العظيمين جيوش العقل و جيوش الجهل، و قد أعيا الأنبياء عليهم السلام و الأطباء الروحانيين عن إطفاء هذه المعركة و إخماد نارها و لن تخمد.

و لا يجدي لدفع تلك المكاره التي حفت بالإنسان شي‏ء إلا الدعاء، و ذلك لأنّ جميع ما في عالم الشهادة منبعث عن عالم الغيب، و الدعاء تصرّف غيبيّ في سلسلة علل الأشياء بأنواعها، و لذا ترى الأنبياء و القائمين مقامهم لا يسلكون سبيلا في قضاء حوائجهم جزئية و كلية إلا بالدعاء، فسبحان من أظهر في عالم الشهادة أمورا من عالم الغيب ليستكمل إيمان عباده ليسوقهم إلى الجنة زمرا و أفواجا. و قال نبينا الأعظم صلّى اللّه عليه و آله:

«إلا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم، و يدر أرزاقكم!! قالوا:

بلى، قال صلّى اللّه عليه و آله تدعون ربّكم بالليل و النهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء»۱۳.

و قال عليّ عليه السلام: «إذا اشتد الفزع فإلى اللّه المفزع»۱4.

و قال الصادق عليه السلام: «الدعاء أنفذ من السنان الحديد»۱٥.

و قال الرضا عليه السلام: «عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: ما سلاح الأنبياء؟ قال عليه السلام: الدعاء۱٦.

و الأخبار في هذا المعنى كثيرة جدّا من الفريقين.

التاسع: الدعاء مع أنّه مطلوب مقدّمي لإنجاح الحوائج و نيل المقاصد، مطلوب نفسي أيضا في كلّ حين و زمان، و حال و مكان، و لا تختص مطلوبيته بحال دون حال، و أي مطلوب نفسي أعظم منه مع كونه من الانقطاع إلى اللّه و مظهر العبودية المحضة للّه تعالى، و يدل على ما قلناه الأدلة الأربعة:

فمن الكتاب: الإطلاقات المرغبة إلى الدعاء بعبارات شتّى، كقوله‏

تعالى‏ (فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏)۱۷، و قوله تعالى في مدح أوليائه:

(إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً)۱۸ ، بل ذم قوما اقتصروا في دعائهم على وقت الحاجة فقط، كقوله تعالى‏ (وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً)۱۹ ، و قوله تعالى‏ (فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى‏ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)‏۲۰.

و من الإجماع: إجماع المسلمين.

و من العقل ما مر من حكمه الفطري بحسن الانقطاع إلى اللّه تعالى مطلقا و قبح تركه كذلك.

و من السنة أخبار مستفيضة: منها: قول الصادق عليه السلام في موثق سماعة: «من سرّه أن يستجاب له في الشدّة، فليكثر الدعاء في الرخاء»۲۱.

و قوله عليه السلام: «من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء، و قيل: صوت معروف و لم يحجب عن السماء، و من لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء، و قالت الملائكة: إنّ ذا الصوت لا نعرفه»۲۲.

و عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «كان جدّي يقول: تقدموا في الدعاء فإنّ العبد إذا كان دعّاء فنزل به البلاء فدعا، قيل:

صوت معروف، و إذا لم يكن دعّاء فنزل به البلاء فدعا قيل: أين كنت قبل اليوم؟!»۲۳.

و في خبر إسحاق بن عمار عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن عليّ عليه السلام أنّه كان يقول: «ما من أحد ابتلي و إن عظمت بلواه أحقّ بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء»۲4.

و عن عبد اللّه بن ميمون عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال الفضل بن العباس: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: احفظ اللّه يحفظك، احفظ اللّه تجده أمامك، تعرّف إلى اللّه في الرخاء يعرفك في الشدّة»۲٥.

إلى غير ذلك من الأخبار.

العاشر: الدعاء من الأمور المتقوّمة بإضافتين، إضافة إلى الداعي، و إضافة إلى المدعوّ، و هو بالنسبة إلى الأولى من كمالاته المعنوية استجيب له أولا، لأنّ التوجه إلى اللّه تعالى و بثّ الحاجة إليه بذاته شرف للنفس الإنسانية، و قال أبو جعفر عليه السلام: «أفضل العبادة الدعاء»۲٦.

و بالنسبة إلى الثانية فهو جلال اللّه تعالى و قدرته لعباده، لأنّه إذا عرف الداعي أنّ تقدير الأمور على طبق مشية اللّه تعالى يعترف بكمال قدرته و جلاله.

الحادي عشر: ما يرجى فيه استجابة الدعاء إما من جهة الزمان، أو المكان، أو الفعل، أو حالة الدّاعي، أو الآداب التي لا بد و أن يؤتى بها قبل الدعاء أو حينه أو بعده، و سنشير إلى بعض ما ذكرناه في المسائل الآتية.

ثمَّ إنّه قد ورد في الأخبار جمع ممن يستجاب دعاؤهم، و جمع ممن لا يستجاب لهم:

فمن‏ الأول: دعاء الوالد لولده إذا برّه و عليه إذا عقّه‏۲۷ و كذا الوالدة۲۸، و المظلوم على ظالمه و لمن انتصر له‏۲۹، و المؤمن المحتاج لأخيه إذا وصله و عليه إذا قطعه ۳۰مع التمكن من صلته و احتياجه إليه، و من لا يعتمد في حوائجه إلا إلى‏

اللّه عزّ و جل۳۱، و الإمام المقسط۳۲، و التقديم في الدعاء لأربعين۳۳، و من طيّب مأكله و مكسبه‏۳4، و من اتقى اللّه تعالى حقّ تقاته‏۳٥.

و من الثاني: كلّ من ترك الأسباب الظاهرية التي جعلها اللّه عزّ و جل لأمور خاصة، كمن ترك التكسب و هو يقدر عليه و جلس في بيته و دعا لطلب الرزق‏۳٦، و من دعا على جار يؤذيه و هو يقدر على التحول عن جواره‏۳۷، و المصرّ على المعصية۳۸، و المحتمل لتبعات المخلوقين‏۳۹، و آكل الحرام4۰، و من دعا بقلب قاس أو ساه‏4۱، و من دعا و ظنه عدم الإجابة4۲ إلى غير ذلك مما هو كثير مذكور في محلّه و تأتي الإشارة إلى بعض أدلتها. و لكن مع ذلك كلّه لا بد و أن لا يتحقق اليأس عن رحمة اللّه تعالى، و لا يخفى أنّ هذه الآداب المستفادة من الأخبار كلّها من باب تعدد المطلوب لا القيدية الحقيقية، لأنّ قدرة اللّه تعالى و ألطافه و عناياته الخفية و الجلية و رأفته بخلقه خصوصا عباده غير متناهية، و أسرار استجابة الدّعوات غير معلومة لغيره تعالى، و البداء جار في الجميع، و اللّه تعالى هو العليم الحكيم.

(مسألة ۲): يستحب اختيار الدعاء على غيره من العبادات‏ المندوبة (۲)، و يستحب في الحاجات الصغيرة أيضا (۳)، بل يكره تركه استصغارا لها (٤).

لصحيح زرارة عن أبي جعفر عليه السلام: «أفضل العبادة الدعاء»4۳.

و عن حنان بن سدير عن أبيه: «قلت لأبي جعفر عليه السلام: أي العبادة أفضل؟ فقال عليه السلام: ما من شي‏ء أفضل عند اللّه عزّ و جل من أن يسأل و يطلب مما عنده»44.

و يأتي أيضا ما يدل عليه.

لقول الصادق عليه السلام: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

«ليس شي‏ء أحبّ إلى اللّه عزّ و جل من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم أن يسأل اللّه من فضله و لو شسع نعل»4٥.

لقول أبي عبد اللّه عليه السلام: «عليكم بالدعاء فإنّكم لا تتقربون بمثله و لا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إنّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار»4٦.

(مسألة ۳): يستحب تسمية الحاجة بالخصوص، و طلب الحوائج العظام خصوصا قبل طلوع الشمس و قبل غروبها (٥) و يكره ترك الدعاء اتكالا على القضاء (٦).

لصحيح الفراء عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «إنّ اللّه تبارك و تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، و لكنّه يحبّ أن تبث إليه الحوائج، فإذا دعوت فسمّ حاجتك»4۷.

و عن فضيل: «قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أوصني، قال‏

عليه السلام: أوصيك بتقوى اللّه، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و حسن الصحابة لمن صحبك، و إذا كان قبل طلوع الشمس و قبل الغروب فعليك بالدعاء و اجتهد، و لا يمنعك من شي‏ء تطلبه من ربّك، و لا تقول: هذا ما لا أعطاه، و ادع فإنّ اللّه يفعل ما يشاء»4۸.

لما رواه صفوان عن ميسر بن عبد العزيز عن أبي عبد اللّه عليه السلام:

«يا ميسر ادع و لا تقل: إنّ الأمر قد فرغ منه، إنّ عند اللّه عزّ و جلّ منزلة لا تنال إلا بمسألة- الحديث-»4۹.

و في صحيح حماد عنه عليه السلام أيضا: «ادعه و لا تقل قد فرغ من الأمر، فإنّ الدعاء هو العبادة، إنّ اللّه عزّ و جل يقول‏ (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ‏، و قال‏ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ٥۰.

أقول: يمكن أن يستفاد من استدلاله عليه السلام بالآية الكريمة الحرمة، لأنّ إيعاد النار إنّما يكون بالنسبة إلى الحرام.

(مسألة ٤): يستحب رفع اليدين حين الدعاء (۷) و مسح الوجه‏ و الرأس عند الفراغ منه (۸)، و أن يكون مع حسن النية و الظن بالإجابة (۹).

تأسيا بالنبيّ الأعظم صلّى اللّه عليه و آله فإنّه كان يرفع يديه إذا ابتهل و دعا، كما يستطعم المسكين، و في صحيح محمد بن مسلم قال:

«سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عز و جل‏ (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ‏ ) قال عليه السلام: الاستكانة هي الخضوع، و التضرع رفع اليدين و التضرع بهما»٥۱.

و الظاهر أنّه من باب تعدد المطلوب و ليس مقوّما له.

ثمَّ إنّ وظائف اليد حال الدعاء خمسة ذكرت في صحيح محمد بن مسلم قال:

«سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: مرّ بي رجل و أنا أدعو في صلاتي بيساري، فقال: يا عبد اللّه بيمينك، فقلت: يا عبد اللّه إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل حقا على هذه كحقه على هذه، و قال: الرغبة تبسط يديك و تظهر باطنهما و الرهبة: تظهر ظهرهما، و التضرع: تحرّك السبابة اليمنى يمينا و شمالا، و التبتل: تحرّك السبابة اليسرى ترفعها في السماء رسلا و تضعها، و الابتهال تبسط يدك و ذراعك إلى السماء، و الابتهال: حين ترى أسباب البكاء»٥۲.

لقول الصادق عليه السلام: «ما أبرز عبد يده إلى اللّه العزيز الجبار إلا أستحيي اللّه عزّ و جل أن يردها صفرا حتّى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتّى يمسح على وجهه و رأسه»٥۳.

أقول: هذا مخصوص بغير الفريضة.

لما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «أدعوا اللّه و أنتم موقنون بالإجابة»٥4.

و عن الصادق عليه السلام: «إذا دعوت فأقبل بقلبك و ظنّ حاجتك بالباب»٥٥.

(مسألة ٥): يكره الاستعجال في الدعاء و في الاستجابة (۱۰) و يحرم القنوط عن رحمة اللّه تعالى (۱۱).

لقول الصادق عليه السلام: «إنّ العبد إذا دعا لم يزل اللّه تبارك‏

و تعالى في حاجته ما لم يستعجل»٥٦.

و في صحيح أبي بصير عنه عليه السلام أيضا: «لا يزال المؤمن بخير و رجاء رحمة من اللّه عزّ و جل ما لم يستعجل فيقنط و يترك الدعاء، قلت له: كيف يستعجل؟ قال عليه السلام: يقول: قد دعوت منذ كذا و كذا و ما أرى الإجابة»٥۷.

هذا مع أنّ للمكالمة مع الحبيب المطلق موضوعية خاصة، كما هو معلوم.

لعموم قوله تعالى‏ (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً)٥۸ ، بل هو من المعاصي الكبيرة، كما ثبت في محلّه.

(مسألة ٦): يعتبر في الدعاء الإتيان به بالنحو الصحيح، و التجنب عن اللّحن فيه (۱۲)، و يستحب الإلحاح في الدعاء (۱۳). و معاودة الدعاء و تكراره مطلقا (۱٤).

لقول أبي جعفر الجواد عليه السلام: «ما استوى رجلان في حسب و دين قط إلا كان أفضلهما عند اللّه عزّ و جل آدبهما، قلت: جعلت فداك قد علمت فضله عند الناس في النادي و المجالس، فما فضله عند اللّه عز و جل؟ قال عليه السلام: بقراءة القرآن كما أنزل، و دعائه اللّه عزّ و جل من حيث لا يلحن، و ذلك أنّ الدعاء الملحون لا يصعد إلى اللّه عزّ و جل»٥۹.

لأخبار مستفيضة:

منها: موثق ابن القداح عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: رحم اللّه عبدا طلب من اللّه عزّ و جل حاجة فألح في الدعاء استجيب له أو لم يستجب- الحديث-»٦۰.

و في موثق مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «سل حاجتك و ألح في الطلب فإنّ اللّه يحب إلحاح الملحين من عباده المؤمنين»٦۱.

و في خبر الوليد بن عقبة عن أبي جعفر عليه السلام: «و اللّه لا يلح عبد مؤمن على اللّه في حاجته إلا قضاها له»٦۲.

لجملة من‏ النصوص: منها: صحيح أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام: «إنّ أبا جعفر عليه السلام كان يقول: إنّ المؤمن ليسأل اللّه عزّ و جل حاجة فيؤخر عنه تعجيل إجابته حبّا لصوته و استماع نحيبه، ثمَّ قال عليه السلام: و اللّه ما أخر اللّه عزّ و جل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم عما تعجل لهم منها، و أيّ شي‏ء الدنيا، إنّ أبا جعفر عليه السلام كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة، ليس إذا أعطي فتر، فلا تملّ الدعاء فإنّه من اللّه عزّ و جل بمكان»٦۳.

و في صحيح ابن أبي عمير عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «إنّ العبد الوليّ للّه ليدعو اللّه عزّ و جل في الأمر ينويه، فيقال للملك الموكل به: اقض لعبدي حاجته و لا تعجلها فإنّي أشتهي أن أسمع صوته و نداءه، و إنّ العبد العدوّ للّه عزّ و جل يدعو اللّه عزّ و جل في الأمر ينويه، فيقال للملك الموكل به: اقض حاجته و عجلها فإنّي أكره أن أسمع صوته و نداءه، قال عليه السلام: فيقول الناس ما أعطي هذا إلا لكرامته، و لا منع هذا إلا لهوانه»٦4.

(مسألة ۷): يستحب أن يكون الدعاء سرّا و خفية (۱٥).

لقوله تعالى‏ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً٦٥، و قول الرضا

عليه السلام: «دعوة العبد سرّا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية»٦٦. و لأنّه أبعد عن تدخل الشيطان، و قد تقدم أنّ إتيان العبادات المندوبة سرّا أفضل من إتيانها جهرا.

(مسألة ۸): يتأكد استحباب الدعاء عند هبوب الرّياح و زوال الشمس، و نزول المطر، و قتل الشهيد، و قراءة القرآن و الأذان، و ظهور الآيات، و بعد الصّلوات، و عند دعوة المظلوم، و طلوع الفجر (۱٦) و بعد تقديم الصدقة، و شمّ الطّيب، و الرّواح إلى‏ المسجد (۱۷)، و في السحر و في الوتر، و ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس (۱۸) و قبل‏ غروبها (۱۹)، و عند رقة القلب و الخوف من اللّه تعالى و البكاء (۲۰) و إن لم يكن بكاء فيستحب التباكي (۲۱) و تقديم تمجيد اللّه و الثناء عليه‏ و الإقرار بالذنب و الاستغفار قبل الدعاء (۲۲).

لجملة من الأخبار:

منها: خبر زيد الشحام قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «اطلبوا الدعاء في أربع ساعات: عند هبوب الرياح، و زوال الأفياء، و نزول القطر، و أول قطرة من دم القتيل المؤمن، فإنّ أبواب السماء تفتح عند هذه الأشياء»٦۷.

و في خبر السكوني قال أمير المؤمنين عليه السلام: «اغتنموا الدعاء عند أربع: عند قراءة القرآن، و عند الأذان، و عند نزول الغيث، و عند التقاء الصفين للشهادة»٦۸.

و في صحيح محمد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عليه السلام عن آبائه عن عليّ عليه السلام فيما علم أصحابه: «تفتح أبواب السماء في خمسة مواقيت: عند نزول الغيث، و عند الزحف، و عند الأذان، و عند قراءة القرآن، و مع زوال الشمس، و عند طلوع الفجر»٦۹.

و في خبر المنصوري عن عليّ بن محمد الهادي عليه السلام عن آبائه عن الصادق عليه السلام: «ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن اللّه عز و جل: في‏

أثر المكتوبة، و عند نزول القطر، و ظهور آية معجزة للّه في أرضه»۷۰.

و في خبر السكوني عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، و عند الأذان، و عند نزول الغيث، و عند التقاء الصفين للشهادة، و عند دعوة المظلوم فإنّها ليس لها حجاب دون العرش»۷۱.

للتأسي، و لموثق معاوية بن عمار عن أبي عبد اللّه عليه السلام:

«كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس، فإذا أراد ذلك قدم شيئا فتصدّق به و شمّ شيئا من طيب، و راح إلى المسجد، و دعا في حاجته بما شاء اللّه»۷۲.

لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «خير وقت دعوتم اللّه فيه الأسحار و تلا هذه الآية في قول يعقوب عليه السلام‏ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي‏، قال: أخرهم إلى السحر»۷۳.

و في خبر أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه السلام: «إنّ اللّه عزّ و جل يحبّ من عباده المؤمنين كلّ دعّاء، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس، فإنّها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، و تقسم فيها الأرزاق و تقضى فيها الحوائج العظام»۷4.

و قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «أطولكم قنوتا في الوتر في دار الدنيا أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف»۷٥.

لقول الصادق عليه السلام في قول اللّه عزّ و جل‏ (وَ ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ‏):

«هو الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها، و هي ساعة إجابة»۷٦.

و في رواية أبي خديجة عنه عليه السلام: «إنّ الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها سنّة واجبة مع طلوع الشمس و المغرب»۷۷.

لما رواه أبو بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إذا رق أحدكم فليدع، فإنّ القلب لا يرق حتّى يخلص»۷۸.

و في رواية عليّ بن حديد عنه عليه السلام أيضا: «إذا اقشعر جلدك و دمعت عيناك فدونك دونك، فقد قصد قصدك»۷۹.

لجملة من الأخبار:

منها: موثق معاوية بن عمار عن أبي عبد اللّه عليه السلام: إنّما هي المدحة ثمَّ الثناء، ثمَّ الإقرار بالذنب، ثمَّ المسألة إنّه و اللّه ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار»۸۳.

و في صحيح العيص قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على ربّه و ليمدحه، فإنّ الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيّأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا اللّه العزيز الجبار و امدحوه و أثنوا عليه- الحديث-»۸4.

و في خبر ابن المغيرة قال: «سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربّه شيئا من حوائج الدنيا و الآخرة حتّى يبدأ بالثناء على اللّه عزّ و جل، و المدح له، و الصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثمَّ يسأل اللّه حوائجه»۸٥.

و عنه عليه السلام أيضا: «قلت: ما جهة الدعاء؟ قال عليه السلام: تبدأ فتحمد اللّه و تذكر نعمته عندك ثمَّ تشكره، ثمَّ تصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثمَّ تذكر ذنوبك فتقرّ بها، ثمَّ تستغفر منها، فهذا جهة الدعاء»۸٦.

لجملة من الأخبار:

منها: موثق معاوية بن عمار عن أبي عبد اللّه عليه السلام: إنّما هي المدحة ثمَّ الثناء، ثمَّ الإقرار بالذنب، ثمَّ المسألة إنّه و اللّه ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار»۸۳.

و في صحيح العيص قال أبو عبد اللّه عليه السلام: «إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على ربّه و ليمدحه، فإنّ الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيّأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا اللّه العزيز الجبار و امدحوه و أثنوا عليه- الحديث-»۸4.

و في خبر ابن المغيرة قال: «سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربّه شيئا من حوائج الدنيا و الآخرة حتّى يبدأ بالثناء على اللّه عزّ و جل، و المدح له، و الصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثمَّ يسأل اللّه حوائجه»۸٥.

و عنه عليه السلام أيضا: «قلت: ما جهة الدعاء؟ قال عليه السلام: تبدأ فتحمد اللّه و تذكر نعمته عندك ثمَّ تشكره، ثمَّ تصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ثمَّ تذكر ذنوبك فتقرّ بها، ثمَّ تستغفر منها، فهذا جهة الدعاء»۸٦.

(مسألة ۹): يستحب الدعاء للمؤمن بظهر الغيب (۲۳)، بل‏ ينبغي اختيار الإنسان الدعاء للمؤمن على الدعاء لنفسه (۲٤).

لجملة من الأخبار:

منها: خبر عبد اللّه بن جندب عن أبي الحسن موسى عليه السلام: «إنّ من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش: و لك مائة ألف ضعف»۹۰.

و نحوه غيره.

(مسألة ۱۰): الظاهر أنّ الدّعوات الواردة في الأوقات الخاصة يصح قراءتها في مطلق الأوقات أيضا (۲٥).

لأنّ التقييد فيها من باب تعدد المطلوب، كما هو بناء الفقهاء (قدّس سرّهم) في مطلق المندوبات.

(مسألة ۱۱): يستحب الدعاء للمؤمنين و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات (۲٦).

لجملة من الأخبار:

منها: صحيح صفوان عن أبي الحسن الأول عليه السلام إنّه كان يقول:

«من دعا لإخوانه من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات وكل اللّه به عن كلّ مؤمن ملكا يدعو له»۹۱.

و في صحيحه الآخر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: «ما من مؤمن يدعو للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات إلا كتب اللّه له بكلّ مؤمن و مؤمنة حسنة منذ بعث اللّه آدم إلى أن تقوم الساعة»۹۲.

(۱) سورة غافر: ٦۰.

(۲) سورة الفرقان: ۷۷.

(۳) الوسائل باب: ۲ من أبواب الدعاء حديث: ۷.

(٤) الوسائل باب: ۳ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٥) الوسائل باب: ۳ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(٦) سورة البقرة الآية: ۱۸٦ و راجع المجلد الثالث من (مواهب الرّحمن في تفسير القرآن).

(۷) سورة التوبة: ۱۱۸.

(۸) سورة الحديد (٥۷) الآية: ۱۸.

(۹) الوسائل باب: ۷ من أبواب الدعاء حديث: ۳.

(۱۰) الوسائل باب: ۷ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(۱۱) الوسائل باب: ۷ من أبواب الدعاء حديث: ٥.

(۱۲) الوسائل باب: ۷ من أبواب الدعاء حديث: ۸.

(۱۳) الوسائل باب: ۸ من أبواب الدعاء حديث: ٥.

(۱٤) الوسائل باب: ۸ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(۱٥) الوسائل باب: ۸ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۱٦) الوسائل باب: ۸ من أبواب الدعاء حديث: ٦.

(۱۷) سورة غافر: ٦٥.

(۱۸) سورة الأنبياء: ۹۰.

(۱۹) سورة يونس: ۱۲.

(۲۰) سورة الزمر: 4۹.

(۲۱) الوسائل باب: ۹ من أبواب الدعاء حديث: ۳.

(۲۲) الوسائل باب: ۹ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۲۳) الوسائل باب: ۹ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(۲٤) الوسائل باب: ۹ من أبواب الدعاء حديث: ۸.

(۲٥) الوسائل باب: ۹ من أبواب الدعاء حديث: ۹.

(۲٦) الوسائل باب: ۳ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۲۷) راجع الوسائل باب: 44 من أبواب الدعاء، و باب: ٥۲ من أبواب الدعاء.

(۲۸) راجع الوسائل باب: 44 من أبواب الدعاء، و باب: ٥۲ من أبواب الدعاء.

(۲۹) راجع الوسائل باب: 44 من أبواب الدعاء، و باب: ٥۲ من أبواب الدعاء.

(۳۰) الوسائل باب: 4۱ من أبواب الدعاء حديث: ۹.

(۳۱) راجع الوسائل باب: ٦٥ من أبواب الدعاء.

(۳۲) الوسائل باب: 44 من أبواب الدعاء.

(۳۳) راجع الوسائل باب: 4٥ من أبواب الدعاء.

(۳٤) الوسائل باب: ۳۲ من أبواب الدعاء.

(۳٥) الوسائل باب: ٦۷ من أبواب الدعاء.

(۳٦) الوسائل باب: ٥۰ من أبواب الدعاء.

(۳۷) الوسائل باب: ٥۰ من أبواب الدعاء.

(۳۸) الوسائل باب: 4۸ من أبواب جهاد النفس.

(۳۹) الوسائل باب: ٦۸ من أبواب الدعاء.

(٤۰) الوسائل باب: ٦۷ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(٤۱) راجع الوسائل باب: ۱٦ من أبواب الدعاء.

(٤۲) الوسائل باب: ۱٥ و باب: ۱٦ من أبواب الدعاء.

(٤۳) الوسائل باب: ۳ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٤٤) الوسائل باب: ۳ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(٤٥) الوسائل باب: 4 من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(٤٦) الوسائل باب: 4 من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٤۷) الوسائل باب: ٥ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٤۸) الوسائل باب: ٥ من أبواب الدعاء حديث: ۳.

(٤۹) الوسائل باب: ٦ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٥۰) الوسائل باب: ٦ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(٥۱) الوسائل باب: ۱۲ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٥۲) الوسائل باب: ۱۳ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٥۳) الوسائل باب: ۱4 من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٥٤) الوسائل باب: ۱٥ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(٥٥) الوسائل باب: ۱٥ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(٥٦) الوسائل باب: ۱۷ من أبواب الدعاء حديث: ۳.

(٥۷) الوسائل باب: ۱۷ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(٥۸) سورة الزمر: ٥۳.

(٥۹) الوسائل باب: ۱۸ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٦۰) الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(٦۱) الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الدعاء حديث: ۸.

(٦۲) الوسائل باب: ۲۰ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٦۳) الوسائل باب: ۲۱ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٦٤) الوسائل باب: ۲۱ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(٦٥) سورة الأعراف: ٥٥.

(٦٦) الوسائل باب: ۲۲ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٦۷) الوسائل باب: ۲۳ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(٦۸) الوسائل باب: ۲۳ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(٦۹) الوسائل باب: ۲۳ من أبواب الدعاء حديث: ٦.

(۷۰) الوسائل باب: ۲4 من أبواب الدعاء حديث: ۹.

(۷۱) الوسائل باب: ۲4 من أبواب الدعاء حديث: ٥.

(۷۲) الوسائل باب: ۲4 من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۷۳) الوسائل باب: ۲٥ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(۷٤) الوسائل باب: ۲٥ من أبواب الدعاء حديث: ۳.

(۷٥) الوسائل باب: ۲۲ من أبواب الدعاء حديث: ۱

(۷٦) الوسائل باب: ۲۷ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۷۷) الوسائل باب: ۲۷ من أبواب الدعاء حديث: 4.

(۷۸) الوسائل باب: ۲۸ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۷۹) الوسائل باب: ۲۸ من أبواب الدعاء حديث: ۳.

(۸۰) الوسائل باب: ۲۹ من أبواب الدعاء حديث: ۳.

(۸۱) الوسائل باب: ۲۹ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(۸۲) الوسائل باب: ۲۹ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۸۳) الوسائل باب: ۳۱ من أبواب الدعاء حديث: ٥.

(۸٤) الوسائل باب: ۳۱ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(۸٥) الوسائل باب: ۳۱ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۸٦) الوسائل باب: ۳۱ من أبواب الدعاء حديث: ۷.

(۸۷) الوسائل باب: 4۱ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۸۸) الوسائل باب: 4۱ من أبواب الدعاء حديث: ۲.

(۸۹) الوسائل باب: 4۱ من أبواب الدعاء حديث: ۳.

(۹۰) الوسائل باب: 4۲ من أبواب الدعاء حديث: ۱.

(۹۱) الوسائل باب: 4۳ من أبواب الدعاء حديث: ٥ و ٦.

(۹۲) الوسائل باب: 4۳ من أبواب الدعاء حديث: ٦

الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"