1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مهذب الأحكام
  8. /
  9. کتاب الحج
  10. /
  11. فصل في مندوبات الوقوف بعرفة
و هي أمور:
الأول: الوقوف في ميسرة الجبل (۱).

لقول أبي عبد اللَّه عليه السّلام في الصحيح: «قف في مسيرة الجبل فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله وقف بعرفات في مسيرة الجبل، فلما وقف جعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته فيقفون إلى جانبه، فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال: أيها الناس إنه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف، و لكن هذا كله موقف، و أشار بيده إلى الموقف.

و قال صلّى اللَّه عليه و آله: هذا كله موقف، و فعل مثل ذلك في المزدلفة»۱.

الثاني: أن يكون في سفح الجبل (۲).

لقول الصادق عليه السّلام في الصحيح: «عرفات كلها موقف، و أفضل الموقف سفح الجبل»۲ و سفح الجبل: أسفله.

الثالث: الغسل (۳).

لقول أبي عبد اللَّه عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل و صلّ الظهر و العصر بأذان واحد و إقامتين، فإنما تعجل العصر و تجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فإنه يوم دعاء و مسألة»۳.

أقول: و هذا ترغيب أكيد في الاهتمام بالوقت و صرفه في الدعاء و الإعراض عن مشاغل الدنيا.

الرابع: الجمع بين الظهر و العصر بأذن و إقامتين، إماما كان أو مأموما، أو منفردا، متما، أو مقصرا (٤).

كل ذلك لظهور الإطلاق و الاتفاق.

الخامس: ضرب خبائه بنمرة (٥).

قال الصادق عليه السّلام في الصحيح: «فإذا انتهيت إلى عرفات فاضرب خباك بنمرة»4، و تأسيا بالنبي صلّى اللَّه عليه و آله حيث فعل ذلك‏٥، و لأن أرض عرفات أرض مقدسة و محلّ للدعاء و الاستغاثة، فتجلّ عن مشاغل الدنيا من النوم و الأكل و الشرب و نحو ذلك.

السادس: جمع متاعه بعضه إلى بعض (٦).

على المشهور، و علّل ذلك بأنه أحفظ لمتاعه و أقرب للتوجه بقلبه إلى الدعاء و يمكن أن يستشهد له بما في الخبر الآتي، فإن إطلاق سدّ الخلل بالراحلة يشمل جمعه أيضا بحيث لا يكون بين أمتعته خلل.

السابع: سدّ الفرج بينه و بين أصحابه بنفسه أو رحله (۷).

قال الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «إذا رأيت خللا فسده بنفسك و راحلتك فإن اللَّه عزّ و جل يحب أن تسدّ تلك الخلال، و انتقل عن الهضبات، و اتق الأراك»٦، و يدل عليه أيضا رواية ابن يسار۷، و يمكن أن يراد به مطلق ما يوجب تفرقة الحواس و تشتت البال، و سلب حضور القلب في الدعاء و عدم الإقبال عليه، و الخلل إما حالي، أو زماني، أو مكاني. و سد الأولى عبارة عن‏ التوجه التام إلى اللَّه جل جلاله من كل جهة، و سد الثاني عبارة عن صرف تمام الوقت في الدعاء بحيث لم يفت منه شي‏ء، و سد الأخير عبارة عن الاجتماع في الدعاء بحيث يكون جميع أهل الموقف كنفس واحدة، لأن الموقف موقف عظيم جدا.

الثامن: أن يقف في السّهل دون الحزن (۸).

لأنه أنسب للجمع للدعاء، و أقرب إلى الإقبال عليه و عدم اضطراب الخاطر.

التاسع: أن يدعو في أفضل الحالات و هو السجود إن أمكن، و إلّا فالقيام (۹).

لأن حال السجود أقرب إلى الاستجابة ثمَّ للقيام، لأنه الوقوف بين يدي اللَّه تعالى هذا إذا لم ينافي الخشوع و التوجه و إلا فيدعو في أي حالة يحصل له الخشوع و لو في حال القعود أو الركوب.

العاشر: أن يدعو بالدعوات المأثورة و هي كثيرة جدا (۱۰) و الصلاة المخصوصة (۱۱).

كالدعاء المروي عن النبي صلّى اللَّه عليه و آله كما في صحيح ابن عمار عن الصادق عليه السّلام قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله لعلي عليه السّلام: ألا أعلمك دعاء يوم عرفة و هو دعاء من كان قبلي من الأنبياء؟ فقال علي عليه السّلام: بلى يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله قال: تقول لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت، و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير، اللّهم لك الحمد أنت كما تقول و خير ما يقول القائلون، اللّهم لك صلاتي و ديني و محياي و مماتي، و لك تراثي، و بك حولي و منك قوّتي، اللهم إني أعوذ بك من الفقر، و من وسواس الصدر، و من شتات الأمر، و من عذاب النار، و من عذاب القبر، اللّهم إني أسألك من خير ما يأتي به الرياح و أعوذ بك من شر ما يأتي به الرياح‏ و أسألك خير الليل و خير النهار»۸، و ما ورد عن الحسين عليه السّلام من الدعاء، و كذا عن ابنه السجاد عليه السّلام، بل عن الباقر عليه السّلام: «ليس في شي‏ء من الدعاء عشية عرفة شي‏ء موقت»۹، و في صحيح ابن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «إنما تعجل الصلاة و تجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فإنه يوم دعاء و مسألة: ثمَّ تأتي الموقف و عليك السكينة و الوقار، فاحمد اللَّه و هلله و مجده و أثن عليه، و كبره مائة مرة، و احمده مائة مره، و سبحه مائة مرة و اقرأ قل هو اللَّه أحد مائة مرة، و تخير لنفسك من الدعاء ما أحببت، و اجتهد فإنه يوم دعاء و مسألة، و تعوّذ باللَّه من الشيطان، فان الشيطان لن يذهلك في موطن أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن، و إياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس و أقبل قبل نفسك، و ليكن فيما تقول: «اللّهم إنّي عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك، و ارحم مسيري إليك من الفج العميق» و ليكن فيما تقول: «اللّهم ربّ المشاعر كلها فكّ رقبتي من النار، و أوسع عليّ من رزقك الحلال، و ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس» و تقول:

«اللّهم لا تمكر بي و لا تخدعني و لا تستدرجني» و تقول: «اللّهم إني أسألك بحولك و جودك و كرمك و فضلك و منك يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين، و يا أسرع الحاسبين، و يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا» و ليكن فيما تقول و أنت رافع رأسك إلى السماء: «اللّهم حاجتي إليك التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، و التي إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك خلاص رقبتي من النار» و ليكن في ما تقول: «اللّهم إني عبدك و ملك يدك، ناصيتي بيدك و أجلي بعلمك أسألك أن توفقني لما يرضيك عني، و أن تسلّم مني مناسكي التي أريتها خليلك إبراهيم عليه السّلام و دللت عليها نبيك محمدا صلّى اللَّه عليه و آله» و ليكن فيما تقول: «اللهم اجعلني ممن رضيت عمله، و أطلت عمره، و أحييته بعد الموت حياة طيبة» و يستحب أن يطلب عشية عرفة بالعتق‏ و الصدقة»۱۰، و في مرسل ابن سنان عن الصادق عليه السّلام: «اللّهم اجعل في قلبي نورا، و في سمعي و بصري نورا، و لحمي و دمي، و عظامي و عروقي و مقعدي، و مقامي، و مدخلي، و مخرجي نورا و أعظم لي نورا يا ربّ يوم ألقاك إنك على كل شي‏ء قدير»۱۱، و في رواية أبي بصير۱۲ عن الصادق عليه السّلام قال: «إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت و سبّح اللَّه مائة مرة، و كبر اللَّه مائة مرة، و تقول: ما شاء اللَّه لا قوة إلّا باللَّه مائة مرة، و تقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيى و يميت و يميت و يحيى و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير مائة مرة، ثمَّ تقرأ عشر آيات من أول سورة البقرة، ثمَّ تقرأ قل هو اللَّه أحد ثلاث مرات، و تقرأ آية الكرسي حتى تفرغ منها، ثمَّ تقرأ آية السخرة: «إنّ ربّكم اللَّه الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثمَّ استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا» إلى آخره ثمَّ تقرأ قل أعوذ برب الفلق، و قل أعوذ برب الناس حتى تفرغ منها، ثمَّ تحمد اللَّه عزّ و جل على كل نعمة أنعم عليك، و تذكر أنعمه واحدة واحدة ما أحصيت منها، و تحمده على ما أنعم عليك من أهل و مال، و تحمد اللَّه تعالى على ما أبلاك، و تقول: اللّهم لك الحمد على نعمائك التي لا تحصى بعدد، و لا تكافئ بعمل، و تحمده بكل آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن، و تسبحه بكل تسبيح ذكر به نفسه في القرآن، و تكبره بكل تكبير كبر به نفسه في القرآن، و تهللكه بكل تهليل هلل به نفسه في القرآن، و تصلي على محمد و آل محمد و تكثر منه و تجتهد فيه، و تدعو اللَّه عز و جل بكل اسم سمي به نفسه في القرآن، و بكل اسم تحسنه و تدعوه بأسمائه التي في آخر الحشر و تقول: أسألك يا اللَّه يا رحمن بكل اسم هو لك، و أسألك بقوتك و قدرتك و عزتك، و بجميع ما أحاط به علمك. و بجمعك، و بأركانك كلها و بحق رسولك صلوات اللَّه عليه، و باسمك الأكبر الأكبر، العظيم الذي من دعاك به كان حقا عليك أن لا تخيّبه و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي من‏ دعاك به كان حقا عليك أن لا ترده و أن تعطيه ما سأل أن تغفر لي جميع ذنوبي في جميع علمك فيّ، و تسأل اللَّه حاجتك كلها من أمر الآخرة و الدنيا و ترغب إليه في الوفادة في المستقبل في كل عام و تسأل اللَّه الجنة سبعين مرة، و تتوب إليه سبعين مرة، و ليكن من دعائك: «اللّهم فكّني من النار، و أوسع عليّ من رزقك الحلال الطيب، و ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس، و شر فسقة العرب و العجم» فإن نفد هذا الدعاء و لم تغرب الشمس فأعده من أوله إلى آخره، و لا تملّ من الدعاء و التضرع و المسألة».

ففي خبر المكي قال: «رأيت أبا عبد اللَّه عليه السّلام بعرفة أتى بخمسين نواة، فكان يصلي بقل هو اللَّه أحد، فصلى مائة ركعة بقل هو اللَّه أحد. و ختمها بآية الكرسي، فقلت: جعلت فداك ما رأيت أحدا منكم صلى هذه الصلاة هاهنا، فقال عليه السّلام: ما شهد هذا الموضع نبي و لا وصي نبي إلّا صلى هذه الصلاة»۱۳.

الحادي عشر: أن يكون متطهرا (۱۲).

فعن ابن جعفر عن أخيه عليه السّلام قال: «سألته عن الرجل هل يصلح له أن يقف بعرفات على غير وضوء؟ قال: لا يصلح له إلّا و هو على وضوء»۱4 المحمول على الندب نصا و إجماعا.

(مسألة ۱): ينبغي أن لا يردّ سائلا، كما ينبغي أن لا يسأل أحدا من الناس شيئا، إلّا من اللَّه تعالى (۱۳).

لما في الخبر: «إن أبا جعفر عليه السّلام إذا كان يوم عرفة لم يردّ سائلا»۱٥، و سمع علي بن الحسين عليه السّلام: «يوم عرفة سائلا يسأل الناس، فقال له: ويحك أغير اللَّه تسأل في هذا اليوم؟ إنه ليرجى لما في بطون الحبالى في هذا اليوم أن يكون سعيدا»۱٦ و لا اختصاص لذلك بعرفات، بل هو من آداب يوم عرفة في جميع الأمكنة لإطلاق الدليل.

(مسألة ۲): يستحب الاجتماع للدعاء في الأمصار يوم عرفة، فإنّه يوم عظيم كثير البركة، و هو يوم دعاء و مسألة (۱٤)، و لا بدّ من حسن الظن باللَّه تعالى (۱٥).

قال الصادق عليه السّلام في خبر ابن سنان: «في يوم عرفة يجتمعون بغير إمام في الأمصار يدعون اللَّه عز و جل»۱۷ المحمول على الندب بقرينة غيره.

ففي مرسل الفقيه قال: «روي أن من أعظم الناس ذنبا من وقف بعرفات ثمَّ ظن أن اللَّه لم يغفر له»۱۸ و قريب منه غيره.

  1. الوسائل باب: ۱۱ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  2. الوسائل باب: ۱۱ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۲.
  3. الوسائل باب: ۹ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  4. الوسائل باب: ۹ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  5. الوسائل باب: ۲ من أبواب أقسام الحج حديث: 4.
  6. الوسائل باب: ۱۳ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۲.
  7. الوسائل باب: ۱۳ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  8. الوسائل باب: ۱4 من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۲.
  9. الوسائل باب: ۱٦ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  10. الوسائل باب: ۱4 من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  11. الوسائل باب: ۱4 من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۳.
  12. الوسائل باب: ۱4 من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: 4.
  13. الوسائل باب: ۱٥ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  14. الوسائل باب: ۲۰ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  15. الوسائل باب: ۲۱ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۲.
  16. الوسائل باب: ۲۱ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  17. الوسائل باب: ۲٥ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۱.
  18. الوسائل باب: ۱۸ من أبواب إحرام الحج و الوقوف بعرفة حديث: ۲.
الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"