1. الرئيسية
  2. /
  3. مکتبة
  4. /
  5. التألیفات
  6. /
  7. مهذب الأحكام
  8. /
  9. کتاب الحج
  10. /
  11. فصل في ما يستحب قبل الطواف
و هي عشرة:
الأول: الغسل (۱).

المستفاد من الأخبار ثلاثة أغسال.

أحدها: لدخول الحرم.

و الثاني‏: لدخول مكة.

و الثالث‏: للطواف.

و يدل على الأول: خبر أبان قال: «كنت مع أبي عبد اللّه عليه السّلام مزامله فيما بين مكة و المدينة، فلما انتهى الى الحرم نزل و اغتسل و أخذ نعليه بيديه ثمَّ دخل الحرم حافيا، فصنعت مثل ما صنع فقال: يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعا للّه محي اللّه عنه مائة ألف سيئة، و كتب له مائة ألف حسنة و بنى اللّه له مائة ألف درجة، و قضى له مائة ألف حاجة»۱، و في رواية الحذاء: «فلما انتهى إلى الحرم اغتسل و أخذ نعليه بيديه، ثمَّ مشى في الحرم ساعة»۲.

و يدل على الثاني: صحيح الحلبي: «فينبغي للعبد أن لا يدخل مكة إلا و هو طاهر قد غسل عرقه و الأذى و تطهر»۳، و صحيحة الآخر: «أمرنا أبو عبد اللّه عليه السّلام:

أن نغتسل من فخ قبل أن ندخل مكة»4، و صحيح ابن الحجاج قال: «سألت أبا إبراهيم عليه السّلام عن الرجل يغتسل لدخول مكة ثمَّ ينام فيتوضأ قبل أن يدخل أ يجزيه ذلك أو يعيد؟ قال عليه السّلام: لا يجزيه، لأنه إنما دخل بوضوء»٥، و في خبر عجلان أبي صالح قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «إذا انتهيت إلى بئر ميمون- أو بئر عبد الصمد- فاغتسل و اخلع نعليك، و امش حافيا و عليك السكينة و الوقار»٦.

و يدل على الثالث: صحيح علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن عليه السّلام قال لي: «إن اغتسلت بمكة ثمَّ نمت قبل أن تطوف فأعد غسلك»۷. و عن الغنية الإجماع على استحباب الغسل لدخول المسجد أيضا و قال في الجواهر: «لم نعثر في النصوص على ما يدل عليه» و استدل في الحدائق بموثق سماعة عن الصادق عليه السّلام: «و غسل الزيارة واجب»۸ أي: زيارة البيت و هو يكون حين دخول المسجد لا محاله. و استدل له في المستند بصحيح ذريح: «و إن اغتسلت في بيتك حين تنزل بمكة فلا بأس»۹ أقول: في دعوى الإجماع من الغنية كفاية، لبناء الاستحباب على المسامحة.

ثمَّ إنه يظهر من الأخبار غسل خامس أيضا و هو لدخول الكعبة ففي صحيح ابن عمار عن الصادق عليه السّلام: «الغسل من الجنابة، و يوم الجمعة- إلى أن قال- و يوم تزور البيت، و حين تدخل الكعبة»۱۰ و حيث أن الحكم ندبي فلا بأس بالقول به لأجل المسامحة.

(مسألة ۱): يجزي التداخل في هذه الأغسال، فيكفي غسل واحد للجميع (۲).

على ما تقدم في كتاب الطهارة۱۱ من صحة التداخل في الأغسال مطلقا.

(مسألة ۲): يكفي في غسل الحرم أن يكون قبل دخوله أو مقارنا له، أو بعده (۳).

كل ذلك لظهور الإطلاق.

(مسألة ۳): لو أحدث بعد هذه الأغسال، فالأولى إعادة الغسل (٤).

لاحتمال نقضها بالحدث و قد تقدم في مباحث الأغسال ما ينفع المقام.

الثاني: مضغ شي‏ء من الإذخر (٥).

لقول أبي عبد اللّه عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «إذا دخلت الحرم فخذ من الإذخر فامضغه»۱۲، و في خبر أبي بصير أنه عليه السّلام: «كان يأمر أم فروة بذلك»۱۳. و عن الكليني عن بعض أصحابنا: «أن ذلك ليطيب به الفم لتقبيل الحجر» و يظهر من بعض الفقهاء جواز تطيب الفم بغيره أيضا.

الثالث: أن يدخل مكة من أعلاها (٦).

للتأسي، و خبر يونس بن يعقوب قال: «قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: من أين أدخل مكة و قد جئت من المدينة؟ قال عليه السّلام: ادخل من أعلى مكة، و إذا خرجت تريد المدينة فاخرج من أسفل مكة»۱4.

و عن جمع تخصيص ذلك بمن يأتي من المدينة و يخرج إليها جمودا على ظاهر خبر يونس. و عن جمع منهم المحقق في الشرائع التعميم، لأن القيد وقع في كلام السائل.

الرابع: أن يدخل كلا من الحرم، و مكة، و المسجد حافيا (۷).

أما الأول: فلخبر أبان عن الصادق عليه السّلام: «فلما انتهى إلى الحرم نزل و اغتسل و أخذ نعليه بيديه ثمَّ دخل الحرم حافيا»۱٥.

أما الثاني: فلقوله عليه السّلام أيضا: «إذا انتهيت إلى بئر ميمون أو بئر عبد الصمد فاغتسل و اخلع نعليك، و امش حافيا، و عليك السكينة و الوقار۱٦ و البئران في داخل الحرم قريبا من مكة.

أما الثالث: فلقوله عليه السّلام أيضا في صحيح معاوية: «إذا دخلت المسجد الحرام فادخله حافيا على السكينة و الوقار و الخشوع و قال: من دخله بخشوع غفر اللّه له إن شاء اللّه، قلت: ما الخشوع؟ قال: عليه السّلام: السكينة، لا تدخل بتكبر- الحديث-»۱۷.

الخامس: أن يدخل كلا من الثلاثة بالسكينة و الوقار (۸).

تقدم التصريح بذلك في الأخبار السابقة. و المراد بالسكينة: السكون، و الطمأنينة، و بالوقار: التواضع، و يشهد له- مضافا إلى الأخبار- الاعتبار العرفي أيضا فإن حرم الملوك و أبوابهم لا يدخل فيها إلا بالتواضع و السكينة فكيف بحرم مالك الملوك.

السادس: الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة (۹).

قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في خبر ابن مهران- بعد ذكر دفن هبل عند باب‏ بني شيبة: «فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لأجل ذلك»۱۸ أي: لأن يوطأ هبل، و يشهد له التأسي أيضا و لكن قد أزيل هذا الباب في هذه الأعصار، فليس له اسم و لا رسم و كان الباب قريبا من مقام إبراهيم عليه السّلام و في أول حدّ المطالف.

السابع: الوقوف على باب المسجد، و التسليم، و الدعاء بالمأثور (۱۰)

لقول أبي عبد اللّه عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «فاذا انتهيت إلى باب المسجد فقم و قل: السّلام عليك أيّها النّبي و رحمة اللّه و بركاته، بسم اللّه و باللّه و من اللّه و ما شاء اللّه و السّلام على أنبياء اللّه و رسله، و السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و السّلام على إبراهيم (خليل اللّه) و الحمد للّه رب العالمين- الحديث-»۱۹، و في موثق أبي بصير۲۰ قال: «تقول على باب المسجد: بسم اللّه و باللّه و من اللّه و ما شاء اللّه و على ملّة رسول اللّه و خير الأسماء للّه و الحمد للّه، و السّلام على رسول اللّه السّلام على محمّد ابن عبد اللّه السّلام عليك أيّها النّبي و رحمة اللّه و بركاته السّلام على أنبياء الله و رسله، السّلام على إبراهيم خليل الرّحمن، السّلام على المرسلين، و الحمد للّه رب العالمين، و السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين، اللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد كما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد عبدك و رسولك، و على إبراهيم خليلك و على أنبيائك و رسلك و سلّم عليهم و سلام على المرسلين، و الحمد للّه ربّ العالمين، اللّهمّ افتح لي أبواب رحمتك و استعملني في طاعتك و مرضاتك و احفظني بحفظ الإيمان أبدا ما أبقيتني، جلّ ثناء وجهك، الحمد للّه‏ الّذي جعلني من وفده و زوّاره، و جعلني، ممّن يعمر مساجده، و جعلني ممّن يناجيه، اللّهمّ إنّي عبدك و زائرك في بيتك، و على كلّ مأتيّ حقّ لمن أتاه و زاره، و أنت خير مأتيّ و أكرم مزور فأسألك يا اللّه يا رحمن، بأنّك أنت اللّه لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، و بأنّك واحد أحد صمد لم تلد و لم تولد و لم يكن لك كفوا أحد، و أنّ محمّدا عبدك و رسولك و على أهل بيته، يا جواد يا كريم يا ماجد يا جبّار يا كريم أسألك أن تجعل تحفتك إيّاي بزيارتي إيّاك أوّل شي‏ء تعطيني فكاك رقبتي من النّار اللّهمّ فكّ رقبتي من النّار- تقولها ثلاثا- و أوسع عليّ من رزقك الحلال الطّيب و ادرأ عنّي شرّ شياطين الجنّ و الإنس، و شرّ فسقة العرب و العجم».

الثامن: استقبال البيت، و رفع اليدين بعد الدخول في المسجد، و الدعاء بالمأثور (۱۱).

لقول الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «فإذا دخلت المسجد فارفع يديك و استقبل البيت و قل: اللهم إني أسألك في مقامي هذا في أول مناسكي أن تقبل توبتي و أن تجاوز عن خطيئتي، و تضع عني وزري، الحمد للّه الّذي بلّغني بيته الحرام اللّهمّ إنّي أشهد أنّ هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس و أمنا و مباركا و هدى للعالمين اللهم إنّي عبدك، و البلد بلدك و البيت بيتك، جئت أطلب رحمتك، و أؤمّ طاعتك مطيعا لأمرك، راضيا بقدرك، أسألك مسألة المضطر إليك الخائف لعقوبتك، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، و استعملني بطاعتك و مرضاتك»۲۱.

التاسع: استقبال الحجر الأسود عند الدنوّ منه و الدعاء بما ورد (۱۲).

لقول ابي عبد اللّه عليه السّلام في رواية أبي بصير: «إذا دخلت المسجد الحرام فامش حتى تدنو من الحجر الأسود فتستقبله و تقول: الحمد للّه الذي‏ هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلا الله و اللّه أكبر، أكبر من خلقه، و أكبر ممن أخشى و أحذر، و لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيى بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير. و تصلي على النبي صلّى اللّه عليه و آله و آل النبي صلّى اللّه عليه و آله و تسلم على المرسلين كما فعلت حين دخلت المسجد، و تقول: إني اؤمن بوعدك، و أوفى بعهدك»۲۲.

العاشر: رفع اليدين عند الدنوّ من الحجر الأسود، و حمد اللّه، و الثناء عليه، و الصّلاة على النبي صلّى اللّه عليه و آله، و السؤال لأن يتقبّل اللّه منه، و تقبيل الحجر الأسود و مع عدم إمكانه فاستلامه بيده، و مع عدم الإمكان فالإشارة إليه (۱۳).

لقول الصادق عليه السّلام في صحيح ابن عمار: «إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك، و احمد اللّه و أثن عليه، و صل على النبي صلّى اللّه عليه و آله و اسأل اللّه أن يتقبل منك ثمَّ استلم الحجر و قبّله، فإن لم تستطع أن تقبله فاستلمه بيدك فان لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه و قل: اللهم أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، اللهم تصديقا بكتابك، و على سنة نبيك، أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا صلّى اللّه عليه و آله عبده و رسوله، آمنت باللّه و كفرت بالجبت و الطاغوت و باللات و العزّى، و عبادة الشيطان، و عبادة كل ندّ يدعى من دون اللّه. فإن لم تستطع أن تقول هذا كله فبعضه، و قل: اللهم إليك بسطت يدي، و فيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل مسحتي (مسبحتي خ ل) و اغفر لي و ارحمني اللهم إنّي أعوذ بك من الكفر و الفقر و مواقف الخزي في الدنيا و الآخرة»۲۳ و قريب منه غيره.

ثمَّ ان استلام الحجر الأسود مندوب قبل الشروع في الطواف كما مر، و في أثنائه و بعد الفراغ كما يأتي، و أن استلامه يتحقق بالتقبيل، و اللمس باليد ثمَّ تقبيل اليد و قد ورد الإشارة باليد كما تقدم في الروايات. و لا حد للإشارة فتجزي بأي نحو تحققت عرفا.

و قد يحرم التقبيل كما في مورد خوف الضرر على النفس، أو العرض، أو المال المحترم لزحام و نحوه، و الأولى للنساء الاكتفاء بالإشارة عند الزحام و ترك التعرض للتقبيل، بل قد يحرم ذلك عليهن.

  1. الوسائل باب: ۱ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  2. الوسائل باب: ۱ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۲.
  3. الوسائل باب: ٥ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۳.
  4. الوسائل باب: ٥ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  5. الوسائل باب: ٦ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  6. الوسائل باب: ٥ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۲.
  7. الوسائل باب: ٦ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۲.
  8. الوسائل باب: ۱ من أبواب الأغسال المسنونة حديث: ۳.
  9. الوسائل باب: ۲ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  10. الوسائل باب: ۱ من أبواب الأغسال المسنونة حديث: ۱.
  11. راجع: ج ۳ صفحة ۱۱۸ و ج: 4 صفحة ۳۲۰.
  12. الوسائل باب: ۳ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  13. الوسائل باب: ۳ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۲.
  14. الوسائل باب: 4 من أبواب مقدمات الطواف حديث ۲.
  15. الوسائل باب: ۱ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  16. الوسائل باب: ٥ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۲.
  17. الوسائل باب: ۸ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  18. الوسائل باب: ۹ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  19. الوسائل باب: ۸ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  20. الوسائل باب: ۸ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۲.
  21. الوسائل باب: ۸ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
  22. الكافي ج: 4 صفحة: 4۳ و في الوسائل باب: ۱۲ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۳.
  23. الكافي ج: 4 صفحة: 4۰۳ و في الوسائل باب: ۱۲ من أبواب مقدمات الطواف حديث: ۱.
الرئیسیة
السیرة
المکتبة
القائمة
بحث
× Add a menu in "WP Dashboard->Appearance->Menus" and select Display location "WP Bottom Menu"